Ads

المجاملات الإجتماعية ... بين سلوك الفرد وثقافة الجماعة

احمد الخطاط

ومن يصنع المعروف في غير اهله يكن حمـدهُ ذمـاً عليه ويندمِ
المجاملة الإجتماعية صناعة أخلاقية ، هي للسان لباقة وللقلم أناقة ، في التصرّف تأديب وفي السلوك تهذيب ، تضفي روحاً من الألفة والموائمة بيننا وبين الآخرين فتمنحهم الراحة والإطمئنان في تعاملهم معنا . وللمجاملة غاياتٌ إنسانيةٌ نبيلة تظهر بحسب موردها ... فعلى سبيل المثال .... تكون المجاملة للزوجة عاطفة وللزوج ولاء وللابناء تحنّن وللأصدقاء تودّد وللاقرباء صلة رحــــــــم وللعامل تشجيع ... الخ ، ومتى ما إرتبطت المجاملة بإستمالة الآخرين لتحقيق مآرب ذاتية ضيقة ، فقدت روحها لتخرج من دائرة نُبل الأخلاق إلى دائرة الخديعة والنفاق .
ولا تقتصر المجاملات على الكلمات المعسولة التي نتفوه بها فحسب ، وإنما تظهر غالباً في مواقفنا للتقرب من الناس ، فقد يضطر الانسان ان يطلي مشاعره بطلاء المواساة امام المنكوبين ، أو يتكلف البشاشة وهو محزونٌ ، حتى لا يهدم سعادة الآخرين بتعاسته .
والمجاملات الاجتماعية من منظورٍ جماعي ترتبط بثقافة المجتمعات أيما إرتباط ، فكم من حقوق أُسقطت من لائحة المظلومين وبات اصحابها يحبسون نفوسهم بأبدانهم ، إزاء سيادة الأعراف القبلية ،كما هو الحال في مجتمعنا الشرقي الذي تتصف مجاملاته بالمطاطية ليصل إمتدادها الى نشر المصالح العامة كالغسيل على حبالها ، فتسبح في بحر المحسوبية التي لا تتوانى في إغراق الشرائع السماوية بطوفانها إن إقتضت الضرورة .
بيد أنّ الاُمم التي تتمتع برقي أخلاقي وإجتماعي لا تتجاوز مجاملات ابناءها حدود سيادة القانون !!!! فهم إعتادوا ألا يخلطوا الواقع بالخيال ، والمجاملة عندهم ليست إلا شعوراً متبادلاً
من الإعجاب والتقدير بمحاورةٍ أو موقفٍ تغلفه الصراحة في معظم أجزاءه .
خلاصة الحديث أنّ الشعوب تحتاج الى المجاملات في علاقاتها كما هم الأفراد بحاجة لها ، ولكن ... معيار المجاملة في عقيدتي يكمن في إسمَي استفهام هما ... متى وكيف ... نجـــــامــــل .

0 تعليقات:

إرسال تعليق