هناك من البشر من تحجر عقله وتبلدت مفاهيمه، ونضب فكره وعثا فى الارض
فساداً ماتكاد تصل اليه فى موقعه الا ويقابلك بشئ من الفظاظة والاساءة
والكبر باحساس دفين فى حنايا عقله الباطنى بانك عبد له ، ثم سرعان ماتجد
منه قذائف متتاليه من العرقيل والسدود مع فائض من البيرقراطية العفنه
المترسخة لديه من عشرات السنين ضارباً بذلك عرض الحائط لاى مفهوم لديك فى
تيسير الامور وتسهيل الاجراءات ومكذباً اى
قرار وزارى او رئاسى او دولى ! تناقلته وسائل الاعلام ويعلمه الجميع ،
فلديه عقيدته التى تربى عليها ومقوماته التى تدفعه لان يكون سيد المكان
والزمان ولعل بل واكيد ان الجميع شاهدوا هؤلاء فى حياتهم اليومية مابين
وضعهم للعراقيل وتمسكهم باللوائح البالية ومروراً بتجاهلهم لاى قرار مادام
لم يصل الى مسامعهم او اياديهم وانتهاءاً باحكامهم القبضة على فريسه للرشوه
استغلالا لموقعهم ووظيفتهم ، ومن هؤلاء هذا الموظف الذى يجلس خلف مكتبه
يقرأ جريدته وهو يتناول الشاى وتحيطه عدة لوحات قد خط بيده عليها عدة
عبارات تبدأ بكلمة " لايوجد " او "ممنوع" ،رافضاً تحقيق اى مطالب او مصالح
للمواطنين ، وهذا الموظف الذى اغلق عليه وعلى موظفى ادارته باباً حديدياً
باحكام شديد جاساً ومعاونية خلف نافذة حديدية خلف مكتبه الذى يزخر بما لذ
وطاب من انواع الطعم والعصائر مرددا لجميع المواطنين عبارة " مافيش ياسيد "
او جملة " اعلى مافى خيلك اركبه " عندما تتزمر منه او تعترض !! ، ثم هذا
الموظف المحترم الذى يعمل فى احد البنوك ويطالبك بسداد قيمة متأخرات او
مستحقات لجهة بعينها بالدولار ! وقد تكون القيمة المطلوبة لاتتعدى 2000
الفى جنيه ،رافضاً فى ذات الوقت تغير العملة المصرية بالعملة الصعبة من نفس
البنك ! اى انه يدفعك دفعًاً الى تغييرها من خلال السوق السوداء وتجار
العملة ! ثم هذا الموظف الذى يمشى بفساده بين الناس ليحصل على اتاوات
يفرضها على هذا وذاك مهدداً اياهم بتحرير محاضر او توقيع مخالفات لهم ، ثم
هذا الموظف الذى جعل التراخيص المخالفة لعبته اليومية باستغلال الثغرات
القانونية وبمعاونة مافيا من معدومى الضمير وحثالة المجتمع ، هذه بعض
الامثلة التى ماتزال قابعه فى اماكنها وخلف مكاتبها ناشرة للفساد وقاتلة
للامال ومحاربة اجهزة الدولة ومعرقلة لمسيرة البناء والتنمية التى يقودها
رئيسنا الرئيس عبد الفتاح السيسى باقتدار بمحاربة للفساد ومواجهته للارهاب
والتطرف ،
ربما كانت هذه الصور وتلك لظاهرة اهم واخطر مما يواجهه
المجتمع من مخاطر سواء كان ارهابا او تطرف او جرائم ، اذ انها ليست وليدة
اليوم وليست بقليلة او صغيرة لكنها اكبر واعظم من ان نتغافل عنها او نهملها
ويجب علينا جميعاً حكومة وشعباً مواجهتها بحزم واصرار والوقوف ضدها بما
اواتينا من قوة وما انملكه من عزيمة ووطنية لسرعة بترها اذا كنا نريد
الاصلاح