Ads

علم النفس لمحة فلسفية 1-المعرفة

علم النفس لمحة فلسفية
1-المعرفة
كتبت هيام محى الدين
يبزغ اليوم شكل جديد للتطور المجتمعي يعتمد في نمط سيطرته ونفوذه علي الثورة العلمية التقنية , وعلي المعرفة العلمية , وعلي كفاءة استخدام المعلومات في جميع مجالات الحياة , يتعاظم فيه دور صناعة المعلومات بوصفها الركيزة الاساسية في نمو الاقتصاد الوطني وتتعزز من خلاله الانشطة المعرفية لتحتل أكثر الاماكن أهمية وتأثيرآ في منظومة الانتاج الاجتماعي
إن انتشار تكنولوجيا المعلومات , وانصهارها في الكيان المجتمعي , سيجعل من المعرفة اهم اسس السلطة وأبرز عوامل الترابط الاجتماعي . إن اشاعة المعرفة وإتاحة المعلومة تزيدان من فاعلية المجتمع وحيويته , ومناعته ضد أساليب القهر والاستبداد ولكي تتحقق تكنولوجيا المعلومات هذا الدور الاجتماعي الحيوي , علينا أن نحسن استغلال مواردها وتوظفيها . فالذكاء الجمعي للمجتمع  لا يتوقف فقط علي توافر المعلومات بل علي مداومة تحديثها وتنظيمها واستثمارها  في شتي مجالات الحياة . وفوق ذلك كله , يتوقف علي إشاعة قيم المجتمع المعلومات وأخلاقياته
لا شك في ان عالمآ جديدآ يتشكل مع ظاهرة العولمة, يتغير معه مسار العالم سواء على صعيد الوقائع أو علي صعيد الافكار , من ثورة المعلومات الي العولمة , من الاعلام المتعدد الي العقول الإلكترونية ..و كلها أحداث يتغير معها المشهد الكوني علي نحو تتغير معه أنماط التفكير وعلاقات القوة , بقدر ما يتغير نمط العيش وعمليات التواصل .
إن الثورة العلمية التقنية تفتح أمام البشرية إمكانات هائلة , وتمارس تأثيرها في جميع ميادين نشاط الإنسان المعاصر , وتنعكس في العمليات الاجتماعية والثقافية و الروحية للعالم المعاصر .
المعرفة قوة والقوة أيضآ  معرفة , تفرزها هذه القوة لخدمة أغراضها وتبرير ممارساتها وتمرير قراراتها فقد حلت سلطة العلم وتطبيقاته التقنية المذهلة محل مختلف السلطات المعرفية الاخري ,التي واجهت البشرية طوال تاريخها . تكفي الإشارة الي سلطة الإعلام الفضائى الراهن ,الذى يستند إلى تكنولوجيا المعلومات,مشكلا بذلك , الأفكار و الرؤى و التوجهات و السلوكات , وصانعآ للقناعات , ومقولبآ للبشر . أما الإعلام العربي فقد أضحى مكبلآ بقيود ارتباطه الوثيق بالسلطة , وتائهآ بين التبعية الفنية والتنافس السلبي  علي سوق إعلامية إعلانية محدودة . هنا تأتى الحاجة الى ضرورة إعادة علم النفس النظر فى نظرياتة وممارساتة, كى يتم استيعاب منطقة الداخلى والفلسفة التى بنى عليها يتمثل دور علم النفس فى توجية الاعلام الفضائى, لمصلحة تمكين الناس والارتقاء بنوعية حياتهم من خلال التنمية المجتمعية ذلك ان هناك حالة من الحصار المزدوج للإنسان العربى بدأت تتشكل , وهى مصادر الطاقات البشرية وقمقمتها لحساب السلطة من ناحية وهدر الوعى فى أكثر حالاتة حيوية وعطاء من خلال ترويج قيم الإثارة ومتع اللحظة الراهنة فى الإعلام الفضائى ,من ناحية ثانية وتقع على علم النفس مهمة كشف آليات إدارة الإدراك وصناعة الموافقة وتستطيح الوعى هذه وصولا إلى تأسيس الوعى الجماعى والذكاء الجماعى الذى يجعل الإنسان العربى يسترد من خلال الإعلام الفضائى وإمكاناتة الهائلة زمام سيطرته على كيانه وصناعة مصيره يمكن تلخيص مكانة المعرفة راهنا ومستقبلا : المعرفة هى القوة والقوة هى المعرفة والمعرفة هى السلطة
                                          هيام محى الدين