Ads

فرنسا بين الإرهاب و حالة الطوارئ والعمليات الانتحارية

الدكتور عادل عامر
شهد وسط باريس مساء الجمعة عدة عمليات إطلاق نار بينما دوت انفجارات في محيط استاد فرنسا الدولي في شمال العاصمة الفرنسية، مما أسفر في سقوط نحو 60 قتيلا وعدة جرحى في حصيلة تبقى أولية لحد الساعة، كما أفادت مصادر متطابقة
أمضت باريس ليلة دموية مع تنظيم داعش التكفيري الذي نسق 6 عمليات منها عمليتين أنتحاريتين بحزام ناسف وأربع عمليات إطلاق نار تم فيها استخدام سلاح الكلاشينكوف وبنادق حربية ثقيلة وتعتقد الشرطة الفرنسية أن عدد القتلى سيزداد لأن عدد من المصابين في حالة حرجة وخطرة وإذا كانت عمليتان إنتحاريتان قد حصلت بواسطة حزام ناسف واحدة في ملعب باريس الكبير والثاني في الدائرة التاسعة فإن الهجومات الأخرى حصلت على مطاعم حيث نزل 3 شبان من سياراتهم على مطاعم وأطلقوا النار على رواد المطاعم وقتلوهم وأعلنت الشرطة أنه عدد القتلى 60 حتى الآن ويرجح زيادة العدد إلى 73 نتيجة إصابتهم بالرأس وفي مسرح بارتاكلان هنالك 60 شخص محتجزين داخل مسرح ويحتجزهم ثلاثة عناصر يحملون أحزمة ناسفة وبنادق حربية كبيرة ويهددون بتفجير الاحزمة الناسفة إذا دخلت الشرطة عليهم بالقوة العالم كله مستنفر فالرئيس بوتين عرض على الرئيس هولاند إرسال قوة من النخبة في الجيش الروسي والرئيس أوباما يحاط بكل لحظة بأحداث باريس ورئيس حكومة بريطانيا أصيب بالصدمة الكبرى لسماعه بأحداث باريس.
والرئيس هولاند هو مع خلية الأزمة وكل ما عرف من الشرطة أن هوية المهاجمين جزائريان وتحاول أن تعالج الشرطة مسرح بارتاكلان لكن دون جدوى لأن 3 عناصر اللذين يحملون أحزمة ناسفة لم يعلنوا عن مطالبهم ولم يفاوضوا وأبقت الشرطة الفرنسية على حضور مباراة فرنسا ألمانيا داخل الملعب لأسباب امنية كما طلبت من الاهالي بباريس عدم الخروج من منازلهم كي تقوم بتمشيط باريس كلها وتشير أصابع الاتهام لداعش وفق وسائل الاعلام الفرنسية ومصادر في وزارة الداخلية الفرنسية ويبقى مصير 60 من رواد المسرح غير معروف بسبب الانتحاريين الثلاثة الذين يحتجزونهم.
وهذا وقامت الشرطة الفرنسية بمنع التجول في شوارع من باريس لتمشيط المناطق والتفتيش عن العناصر الذين فروا بسياراتهم إلى الاحياء الجزائرية والتونسية والمغربية ولكن أكثرية الشوارع التي هربوا إليها هي جزائرية وهكذا تمضي باريس ليلة دموية لم تشهد مثلها شبيهة بأحداث 11 ايلول في أميركا لأنها تلقت 6 ضربات في وقت واحد عددهم 60 ولا تعرف ماذا سيحصل في مدن أخرى في مرسيليا ونيس ومدن أخرى.
هذا وحصل عند الواحدة ليلاً هجوم على مركز تجاري في باريس هو السابع وتتوقع الشرطة الفرنسية مزيداً من الهجومات في مدن أخرى يوجد فيها أكثريات إسلامية مثل مرسيليا وضواحي باريس ومدينة نيس ومدن فرنسية أخرى وقد يعلن الرئيس هولاند حالة الطوارئ في فرنسا وينزل الجيش الفرنسي إلى كل المناطق لمكافحة الارهاب جذرياً بعد أن أبلغ الفرنسيين بأن الحرب الارهاب بدأت الليلة ولن تنتهي حتى إقتلاع الارهاب نهائياً وتدل أثار الجرائم أن المنفذين يعرفون الطرقات ويعرفون اهدافهم وكل هدفهم خلق الذعر والرعب في باريس وإيقاع الأذى بفرنسا التي تحارب الارهاب في سوريا والعراق.
أما التداعيات فهي خطيرة للغاية فقد تشهد فرنسا ردة فعل شعبية من قبل 55 مليون فرنسي ضد الجالية الاسلامية التي يبلغ عددها 5 ملايين مسلم ما لم تقم الشرطة والجيش الفرنسيان بحسم الوضع جذرياً.
 ومواصلة لتبنيه كافة العمليات الإرهابية، أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، مسئوليته عن سلسلة الهجمات الإرهابية التي وقعت، مساء الجمعة في باريس. وقالت قناة "سكي تي جي 24": تنظيم "داعش" الإرهابي يتبنى العملية وقال في بيانه: "هذا ثأر لسوريا هذا 11 سبتمبر فرنسا".ورأت صحيفة "ميرور" البريطانية أن الحادث ربما يكون انتقامًا على ما يبدو لقتل سفاح التنظيم على إثر غارة جوية استهدفت موقعًا في الرقة بسوريا. وكان قتل صباح أمس الجمعة البريطاني محمد أموازي المعروف بـ "سفاح داعش" في غارة جوية شنتها الولايات المتحدة الأمريكية، استهدفت البريطاني محمد أموازي المعروف باسم "الجهادي جون" في سوريا حيث قال مصدر عسكري أمريكي بارز: إن ثمة درجة عالية من اليقين بأن "الجهادي جون" قد قتل في الغارة.
 وأعلنت رئاسة الجمهورية المصرية، في بيان لها، صباح السبت، رفضها لكافة أشكال العنف والإرهاب وعبرت عن إدانتها للحوادث الإرهابية في باريس. واستنكرت وزارة الخارجية السعودية الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس هذه الليلة. كما أدانت الإمارات العربية المتحدة، الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس. وإلى ذلك أدانت الحكومة الأردنية بشدة على لسان وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور "محمد المومني"، الهجمات الإرهابية نفسها، بحسب وكالة الأنباء الأردنية. وشدد "المومني" على أن الأردن "يقف مع الشعب الفرنسي الصديق في مواجهة هذه الاعتداءات الدامية والغاشمة والتي روعت المدنيين الأبرياء وأنه دائم التواصل مع الحكومة الفرنسية في مواجهة الإرهاب والتطرف أيًّا كان مصدرة
ولم تكن هذه العملية هي الأولي في فرنسا، بل شهدت الأخيرة عدة عمليات إرهابية من قبل- فيما تلقت تهديدات باستهداف مصالحها ورعاياها على أراضيها وفي الخارج بسبب انخراطها في الحرب ضد الإرهاب في العراق وسوريا، وربما اعتبرت أبرز العمليات تلك التي استهدفت مقر صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية..
ونرصد في السطور التالية أبرز 10 اعتداءات ضربت فرنسا خلال السنوات الأخيرة.
1- أطلق مسلحان في 7 يناير 2015 الأعيرة النارية على مكتب صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة التي نشرت مرارًا صورًا ساخرة اعتبرت مسيئة للإسلام والنبي، وسقط 12 شخصًا في الحادث، وأعلنت الشرطة الفرنسية تصفية المتهمين خلال العملية وتحريرها عددًا من المحتجزين.
وقتل مسلح شرطية بعد يومين من الحادث في مدينة مون روج في ضاحية باريس الجنوبية ثم اقتحم متجرًا يهوديًّا في مدينة فانسين في الضاحية الشرقية لباريس.
2- اتهم الشرطة الفرنسية المتطرف محمد مراح بقتل المظلي عماد ابن زياتن في تولوز والمظليين عادل شنوف ومحمد لقواد في مونتوبان ثم مريم مونسونيغو "8 سنوات" وغبريال واريح وسندلر "4 و5 سنوات" ووالدهم جوناثان في 19 مارس في مدرسة أوزار حاتوراه اليهودية في تولوز، وذلك قبل أن يقتل برصاص الشرطة في 22 مارس في شقته. 3- استهدف اعتداء بالمتفجرات سكة شبكة النقل الحديدي السريع (إر أو إر) في محطة "بور رويال" في جنوب باريس يوم 3 ديسمبر 1996 ما خلف أربعة قتلى و91 جريحًا، وبدت هذه العملية الإرهابية باستخدام قارورة غاز شبيهة بموجة اعتداءات في 1995.
4- انفجرت قنبلة في سكة شبكة النقل الحديدي السريع (إر أو إر) في محطة "سان ميشال" في قلب باريس يوم 25 يوليو 1995 ما خلف ثمانية قتلى و119 جريحًا.
ونسب الهجوم لمتطرفين إسلاميين جزائريين وشكل الأشد في موجة من تسعة هجمات إرهابية خلفت ثمانية قتلى وأكثر من 200 جريح خلال الصيف، وفي 2012 حكم على رجلين بالسجن المؤبد بعد إدانتهما في اثنين من هذه الهجمات.
5- خلّف اعتداء بقنبلة أمام محلات "تاتي" في شارع "رين" بباريس في 17 سبتمبر 1986، سبعة قتلى و55 جريحًا.
واندرجت العملية ضمن 15 اعتداء (ثلاثة منها فاشلة) نفذتها شبكة فؤاد علي صالح المقربة من إيران عامي 1985 و1986 أوقعت مجتمعة 13 قتيلًا و303 جرحى.
6- سقط قتيلان و34 جريحًا في محطة سان شارل بمرسيليا "جنوب فرنسا" إثر انفجار قنبلة في 31 ديسمبر 1983، وقبل ذلك بدقائق سقط ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى في انفجار في القطار الفائق السرعة الرابط بين مرسيليا وباريس في مستوى تان-إيرميتاج، وتبنت الهجومان منظمة تطلق على نفسها "منظمة الكفاح العربي المسلح".
7- قتل ثمانية فرنسيين وأصيب 54 آخرين في 15 يوليو 1983 بانفجار قنبلة قرب مكاتب التسجيل التابعة للخطوط التركية في مطار أورلي قرب باريس، وحكم فيما بعد على ثلاثة أرمن في هذا الاعتداء بأحكام بالسجن من 10 إلى 15 عامًا.
8- أطلقت فرقة "كومندوس" مكونة من خمسة أشخاص النيران واستخدموا قنابل يدوية داخل مطعم "جولدنبرج" في شارع "لوزييه" في قلب الحي اليهودي باريس ما أوقع ستة قتلى و22 جريحا، في 9 أغسطس 1982، ولم يعرف إلى الآن منفذ الهجوم الذي نسب إلى "مجموعة أبو نضال".
9- أسفر هجوم على قطار يربط تولوز بباريس في 29 مارس 1982 خمسة قتلى و77 جريحًا، وكان يفترض أن يكون ضمن راكبيه عمدة باريس حينها جاك شيراك.
10- انفجرت قنبلة أخفيت في حقيبة دراجة نارية أمام كنيس يهودي بشارع كوبرنيك بباريس عند موعد الصلاة ما خلف أربعة قتلى وعشرين جريحًا في 3 أكتوبر 1980.
الدكتور عادل عامر
دكتواره في القانون العام ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية وعضو المجلس الرئاسي للشئون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الازهر والصوفية و مستشار تحكيم دولي