قصة قصيرة لكاتب مجهول الاسم
ترجمة: وصال خضر
--------------------------------------------------------------------------------------
يوجهنا الله سبحانه وتعالى أحيانًا، لسبب لا نعلمه، إلى مكان ما في الوقت المناسب. ذات مساء كنت أسير في أحد الشوارع في وقت متأخر، كانت الإضاءة فيه خافتة. فجأة، سمعت صراخًا مكتوما يأتي من خلف الأشجار. انتابني شعور بالخوف. خففت من خطواتي حتى يتسنى لي سماع ذلك الصوت بشكل أوضح. أحسست بالخوف أكثر عندما أدركت أن هناك صراع وحشي يدور، وتمزيق ثياب. كانت تفصلني عدة أمتارفقط عن ذلك المكان الذي كانت تتعرض فيه امرأة لاعتداء. هل ينبغي علي التدخل؟ لقد كنت خائفًا، وجعلت ألوم نفسي لأنني قررت فجأة في تلك الليلة أن أسلك طريقًا مختلفًا نحو منزلي. ولكن ماذا لو أصبحت أنا الضحية التالية؟ علي أن أذهب لأقرب هاتف وأتصل بالشرطة. هذه الأفكار التي راودتني لم تأخذ سوى ثوان فقط، ولكنها بدت لي دهورًا. بدأ صراخ الفتاة يخفت، ويخفت. أدركت حينها أنه علي أن اتصرف بسرعة. لايمكنني التغاضي عن هذا الأمر أبدًا. قررت أن أواجه الأمر، وألا أترك تلك المرأة لمصيرها المجهول، حتى لو كلفني ذلك حياتي.
لست بالرجل الشجاع ولا القوي، لكن لا أدري من أين جاءتني كل تلك الشجاعة والقوة مرة واحدة. فبمجرد أن قررت مساعدة تلك الفتاة طرأ علي تغير غريب. انطلقت بسرعة نحو الشجيرات وسحبت المعتدي بقوة عن جسد المرأة، وتصارعت معه وسقطنا كلانا على الأرض. استمرالصراع بيننا عدة دقائق، قبل أن يهرب. وقفت على قدمي. كنت ألهث بشدة. اقتربت من الفتاة. كانت جالسة خلف الشجرة، تتنهد، وأنفاسها مشحونة بالألم. لم أتمكن من رؤية وجهها في الظلام، لكني كنت أحس بجسدها يرتعش من الخوف. لم أشأ تخويفها أكثر، تكلمت معها من مسافة. قلت لها بلطف:
- اطمئني، كل شيء على ما يرام، لقد هرب الرجل، وأنت الآن في مأمن.
خيم صمت طويل، و في حالة من التعجب والذهول قالت:
- هذا أنت يا أبي؟!
لقد كانت ابنتي الصغيرة، كاثرين.
ترجمة: وصال خضر
--------------------------------------------------------------------------------------
يوجهنا الله سبحانه وتعالى أحيانًا، لسبب لا نعلمه، إلى مكان ما في الوقت المناسب. ذات مساء كنت أسير في أحد الشوارع في وقت متأخر، كانت الإضاءة فيه خافتة. فجأة، سمعت صراخًا مكتوما يأتي من خلف الأشجار. انتابني شعور بالخوف. خففت من خطواتي حتى يتسنى لي سماع ذلك الصوت بشكل أوضح. أحسست بالخوف أكثر عندما أدركت أن هناك صراع وحشي يدور، وتمزيق ثياب. كانت تفصلني عدة أمتارفقط عن ذلك المكان الذي كانت تتعرض فيه امرأة لاعتداء. هل ينبغي علي التدخل؟ لقد كنت خائفًا، وجعلت ألوم نفسي لأنني قررت فجأة في تلك الليلة أن أسلك طريقًا مختلفًا نحو منزلي. ولكن ماذا لو أصبحت أنا الضحية التالية؟ علي أن أذهب لأقرب هاتف وأتصل بالشرطة. هذه الأفكار التي راودتني لم تأخذ سوى ثوان فقط، ولكنها بدت لي دهورًا. بدأ صراخ الفتاة يخفت، ويخفت. أدركت حينها أنه علي أن اتصرف بسرعة. لايمكنني التغاضي عن هذا الأمر أبدًا. قررت أن أواجه الأمر، وألا أترك تلك المرأة لمصيرها المجهول، حتى لو كلفني ذلك حياتي.
لست بالرجل الشجاع ولا القوي، لكن لا أدري من أين جاءتني كل تلك الشجاعة والقوة مرة واحدة. فبمجرد أن قررت مساعدة تلك الفتاة طرأ علي تغير غريب. انطلقت بسرعة نحو الشجيرات وسحبت المعتدي بقوة عن جسد المرأة، وتصارعت معه وسقطنا كلانا على الأرض. استمرالصراع بيننا عدة دقائق، قبل أن يهرب. وقفت على قدمي. كنت ألهث بشدة. اقتربت من الفتاة. كانت جالسة خلف الشجرة، تتنهد، وأنفاسها مشحونة بالألم. لم أتمكن من رؤية وجهها في الظلام، لكني كنت أحس بجسدها يرتعش من الخوف. لم أشأ تخويفها أكثر، تكلمت معها من مسافة. قلت لها بلطف:
- اطمئني، كل شيء على ما يرام، لقد هرب الرجل، وأنت الآن في مأمن.
خيم صمت طويل، و في حالة من التعجب والذهول قالت:
- هذا أنت يا أبي؟!
لقد كانت ابنتي الصغيرة، كاثرين.