دكتور سعيد إسماعيل على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معذرة لتوالى مناقشاتى الحالية، إذ يبدو أن سلسلة الافتراءات نفسها التى تتلبس ثوب عقلانية، هى أضرب فى عكس ذلك، ما دامت تتجاوز الحقيقة، و" تلوى " ذراع النصوص والوقائع سعيا منها لإثبات أن قصب السكر مصدر لإنتاج الملح!!
فانظر معى أخى القارئ إلى من يقول:" ..وكان أتقى فقيه هو الإمام أحمد بن حنبل ، الذى يمثل السلف الصالح، يقرر ضرورة التسليم للحاكم ، حتى وإن كان ظالما "!!
والحق نقول أن هذا القول الظالم منسوب للراحل " جمال البنا" ، الذى جعلوه " فيلسوفا " إسلاميا كبيرا يتم الاستشهاد به لتمرير أحكام بعينها، ويجئ هذا فى الوقت الذى تصرخ فيه وقائع التاريخ بأن هذا الفقيه بالذات تعرض للتعذيب والتنكيل والاضطهاد ، فضلا عن السجن، لأنه رفض أن ينصاع لما يقول به الخليفة المأمون، أقوى حاكم فى العصور الإسلامية، فكيف بالله عليك يبستقيم هذا الواقع مع الحكم الخطير الذى صدر عن الفيلسوف الكبير( عند أصحابنا ) جمال البنا؟!!
ويجئ القول أيضا، منسوبا إلى شاهد من الشهود المنتقين، حيث يذهب إلى أن، الالتزام بحرفية النص " يؤدى إلى التدهور فى العقيدة...."، والتعبير كما ترى عزيزى القارئ فيه تجاوز وشئ من الجليطة، فالتدهور لا يلحق العقيدة لأنها من لدن الحكيم الخالق، وربما يكون الأوفق نسب التدهور إلى " الفكر" المتعلق بالعقيدة، والفرق كبير بين الأمرين!!
ويجئ افتراء آخر بزعم أن الاجتهاد العقلى قد توقف، من منطلق أن الإسلام قد انتهى إلى كل شئ بصورة نهائية ، ولم يترك مجالا للاجتهاد فى أكثر نواحيها ، وحدد معالمها تحديدا كاملا، ونهى النبى صلى الله عليه وسلم عن تجاوز تلك المعالم لآنها لا معرفات، وأصاب الناس الجمود وتفشى التقليد وتوقف الاجتهاد وكثرت البدع المبنية على الوهم والجهل ، وانتشرت الخرافات السخيفة ..إلى آخر هذا الحديث السخيف..
ونحب أن نُذَكّر بأن العقل الإنسانى، منذ ظهور الإسلام، وطوال عهد الخلفاء الراشدين، ثم الأمويين، فالعصر العباسى، وسنوات متعددة من عهود تالية، ظل ينتج ويبدع، فى ظل النصوص الإسلامية الثابتة نقلا عن الله عز وجل ، ورسوله صلى الهو عليه وسلم، وما حدث من تراجع وتدهور، فهو بفعل الاستبداد، وتفاقم الفساد، وطغيان الاستغلال السئ، والخلود إلى التواكل.
لم يكن العيب فى النصوص الدينية، لأن فيها الكثير مما يحض على إعمال العقل، ولم يزعم الإسلام أنه قال بكل شئ، فهذا فيما يتصل بالعقيدة فقط، أما شؤون الدنيا، فقد قرر رسول الها صلى الهي عليه وسلم " أنتم أدرى بشؤون دنياكم" ، وفرّق تفرقة واضحة بأنه حين يكون بصدد الحديث عن حق من حقوق الخالق علينا، فالسمع والطاعة، بعد الفهم والاقتناع، وأما إذا كان الأمر بشأن الحياة المتغيرة من زمان إلى آخر، ومن مكان إلى غيره، فالاجتهاد منشود وإعمالب العقل فريضة، وهل ننسى قول رسولنا الكريم بأن اله يبعث على رأس كل مائة عام للأمة من يجدد لها دينها ؟ هل هناك وضوح أكثر من ذلك؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معذرة لتوالى مناقشاتى الحالية، إذ يبدو أن سلسلة الافتراءات نفسها التى تتلبس ثوب عقلانية، هى أضرب فى عكس ذلك، ما دامت تتجاوز الحقيقة، و" تلوى " ذراع النصوص والوقائع سعيا منها لإثبات أن قصب السكر مصدر لإنتاج الملح!!
فانظر معى أخى القارئ إلى من يقول:" ..وكان أتقى فقيه هو الإمام أحمد بن حنبل ، الذى يمثل السلف الصالح، يقرر ضرورة التسليم للحاكم ، حتى وإن كان ظالما "!!
والحق نقول أن هذا القول الظالم منسوب للراحل " جمال البنا" ، الذى جعلوه " فيلسوفا " إسلاميا كبيرا يتم الاستشهاد به لتمرير أحكام بعينها، ويجئ هذا فى الوقت الذى تصرخ فيه وقائع التاريخ بأن هذا الفقيه بالذات تعرض للتعذيب والتنكيل والاضطهاد ، فضلا عن السجن، لأنه رفض أن ينصاع لما يقول به الخليفة المأمون، أقوى حاكم فى العصور الإسلامية، فكيف بالله عليك يبستقيم هذا الواقع مع الحكم الخطير الذى صدر عن الفيلسوف الكبير( عند أصحابنا ) جمال البنا؟!!
ويجئ القول أيضا، منسوبا إلى شاهد من الشهود المنتقين، حيث يذهب إلى أن، الالتزام بحرفية النص " يؤدى إلى التدهور فى العقيدة...."، والتعبير كما ترى عزيزى القارئ فيه تجاوز وشئ من الجليطة، فالتدهور لا يلحق العقيدة لأنها من لدن الحكيم الخالق، وربما يكون الأوفق نسب التدهور إلى " الفكر" المتعلق بالعقيدة، والفرق كبير بين الأمرين!!
ويجئ افتراء آخر بزعم أن الاجتهاد العقلى قد توقف، من منطلق أن الإسلام قد انتهى إلى كل شئ بصورة نهائية ، ولم يترك مجالا للاجتهاد فى أكثر نواحيها ، وحدد معالمها تحديدا كاملا، ونهى النبى صلى الله عليه وسلم عن تجاوز تلك المعالم لآنها لا معرفات، وأصاب الناس الجمود وتفشى التقليد وتوقف الاجتهاد وكثرت البدع المبنية على الوهم والجهل ، وانتشرت الخرافات السخيفة ..إلى آخر هذا الحديث السخيف..
ونحب أن نُذَكّر بأن العقل الإنسانى، منذ ظهور الإسلام، وطوال عهد الخلفاء الراشدين، ثم الأمويين، فالعصر العباسى، وسنوات متعددة من عهود تالية، ظل ينتج ويبدع، فى ظل النصوص الإسلامية الثابتة نقلا عن الله عز وجل ، ورسوله صلى الهو عليه وسلم، وما حدث من تراجع وتدهور، فهو بفعل الاستبداد، وتفاقم الفساد، وطغيان الاستغلال السئ، والخلود إلى التواكل.
لم يكن العيب فى النصوص الدينية، لأن فيها الكثير مما يحض على إعمال العقل، ولم يزعم الإسلام أنه قال بكل شئ، فهذا فيما يتصل بالعقيدة فقط، أما شؤون الدنيا، فقد قرر رسول الها صلى الهي عليه وسلم " أنتم أدرى بشؤون دنياكم" ، وفرّق تفرقة واضحة بأنه حين يكون بصدد الحديث عن حق من حقوق الخالق علينا، فالسمع والطاعة، بعد الفهم والاقتناع، وأما إذا كان الأمر بشأن الحياة المتغيرة من زمان إلى آخر، ومن مكان إلى غيره، فالاجتهاد منشود وإعمالب العقل فريضة، وهل ننسى قول رسولنا الكريم بأن اله يبعث على رأس كل مائة عام للأمة من يجدد لها دينها ؟ هل هناك وضوح أكثر من ذلك؟!!