Ads

لأنهم لا يجيدون الاختباء

حرية سليمان

أطلت من النافذة،  أشارت إلى حيث التصق الناس كساتر تداعت بعض أجزائه ليُظهر جزءًا من ضفتنا العجوز، تعالى الضجيج وكنت أكره النائحات ولم ينحن بتلك الليلة كما فعلن عشية وفاة الخال جبريل، لم يسر بالبلدة خبر عن مفقودة، هرولت النسوة  ليجدنها عارية تماما متلفعة بالطمي، ألقين عليها جلبابا رماديا متسخا  لناعسة -بائعة الذرة- وكان متقيحا مغبرا بالدخان وبعض بقع الدهن كونها تبيع الزبد أحيانا بالسوق، منعتني حنة من الخروج عندما طالبتها بمشاهدة كاشفة للمشهد المأساوي، فتسللت للنافذة.  لا يذكر أهل قريتنا الآن من تلك الليلة غير هالة من الضوء كاملة ونباح الكلاب المتواصل وبحر يوسف الفضي  وعري مستكين لجسد اهترأ نسيجه وتغيرت طزاجته،وتحلل بلزوجة .