سيد الوكيل
الذي يتأمل قائمة المكرمين في عيد العلم ، سيلحظ المفهوم البيروقراطي لمعنى التكريم، فأحد المكرمين كان رئيسا سابقا لجامعة القاهرة، والثاني كان رئيسا سابقا لمعهد الأورام... وهكذا.
يعني هذا أن تكريم العلماء لا يكون على أبحاثهم واختراعاتهم أو مشاريعهم العلمية بل على حسن أدائهم الوظيفي.
هل يشجع هذا على البحث العلمي أم يشجع على ارتقاء المناصب الوظيفية؟
وقبل أن ندفع الموضوع في اتجاه سياسي بحت ونسخط على رئيس الجمهورية الذي قام بالتكريم، علينا أن نضع الأمر في إطاره الثقافي أولا، فهذا ما يهمني ، وما يجب أن نفهم من خلاله آليات التفكير النمطي التي لا تتغير ولا تتبدل بتغير الأنظمة ولا الرؤساء.
المشكلة أكثر تجذرا وعمقا في الشخصية المصرية، ومفهومها للاستحقاق، فاستحقاق أي قيمة هو مجرد نوع من الترقية الوظيفية، ومرتبط بالسن وكأنه مكافأة نهاية الخدمة، وهكذا في كل المجالات ، حتى في مجالات الإبداع والفنون، فجوائز الفنون لكبار السن، لمسيرة وصل فيها إلى وظيفة فنان قدير، ومكافأة للتقاعد بعد تلك المسيرة وليس عن عمل بعينه.
والترقي نفسه ليس قيمة في حد ذاتها، بقدر ما هي آلية بيروقراطية، فالحاصلون على جائزة الدولة التشجيعية في الأدب مثلا، ينتظرون جائزة التفوق، والحالصون على التفوق ينتظرون التقديرية، وهكذا نسير الأمور... والآن،
من المصاب بهذا العماء بحيث لا يري الأداء البيروقراطي للجوائز والتكريمات في مصر؟
إنها اللجان العلمية والثقافية والفنية المانحة... جهابزة البلد الرابضين طوال الوقت داخل.هذه اللجان.. الذين لا يتغيرون إلا بالموت أو السفر وكأنها هي أيضا استحقاق وظيفي لهم.
ومن لزوم الاستحقاق الوظيفي التخصص، ولهذا ستجد أن لجان النقد ـ مثلا ـ في المجلس الأعلى للثقافة، ، لابد أن يكونوا من أساتذة الأدب العربي، وليس مسموحا لمبدع أو حتى ناقد غير دكتور أن يكون داخل هذه اللجنة،
ولا تندهش يا صديقي الأديب والمبدع، حين تجد نفسك وقد وصلت إلى سن الستين مثلا، وتفاجيء أن في لجنة النقد اسماء لم تسمع بها من قبل ولم ترها في ندوة أو في صالون أدبي أو حتى على مقهى البستان، ولم تعرف لهم كتابا واحدا، وكل مصوغات وجودهم في هذه اللجنة، أنهم كانوا رؤساء أقسام أو عمداء كليات سابقين... هكذا يصبح الصبي صنايعيا ثم اسطى ثم مقاولا كبيرا في عالم النقاشة والسباكة ونجارة المسلح.
الذي يتأمل قائمة المكرمين في عيد العلم ، سيلحظ المفهوم البيروقراطي لمعنى التكريم، فأحد المكرمين كان رئيسا سابقا لجامعة القاهرة، والثاني كان رئيسا سابقا لمعهد الأورام... وهكذا.
يعني هذا أن تكريم العلماء لا يكون على أبحاثهم واختراعاتهم أو مشاريعهم العلمية بل على حسن أدائهم الوظيفي.
هل يشجع هذا على البحث العلمي أم يشجع على ارتقاء المناصب الوظيفية؟
وقبل أن ندفع الموضوع في اتجاه سياسي بحت ونسخط على رئيس الجمهورية الذي قام بالتكريم، علينا أن نضع الأمر في إطاره الثقافي أولا، فهذا ما يهمني ، وما يجب أن نفهم من خلاله آليات التفكير النمطي التي لا تتغير ولا تتبدل بتغير الأنظمة ولا الرؤساء.
المشكلة أكثر تجذرا وعمقا في الشخصية المصرية، ومفهومها للاستحقاق، فاستحقاق أي قيمة هو مجرد نوع من الترقية الوظيفية، ومرتبط بالسن وكأنه مكافأة نهاية الخدمة، وهكذا في كل المجالات ، حتى في مجالات الإبداع والفنون، فجوائز الفنون لكبار السن، لمسيرة وصل فيها إلى وظيفة فنان قدير، ومكافأة للتقاعد بعد تلك المسيرة وليس عن عمل بعينه.
والترقي نفسه ليس قيمة في حد ذاتها، بقدر ما هي آلية بيروقراطية، فالحاصلون على جائزة الدولة التشجيعية في الأدب مثلا، ينتظرون جائزة التفوق، والحالصون على التفوق ينتظرون التقديرية، وهكذا نسير الأمور... والآن،
من المصاب بهذا العماء بحيث لا يري الأداء البيروقراطي للجوائز والتكريمات في مصر؟
إنها اللجان العلمية والثقافية والفنية المانحة... جهابزة البلد الرابضين طوال الوقت داخل.هذه اللجان.. الذين لا يتغيرون إلا بالموت أو السفر وكأنها هي أيضا استحقاق وظيفي لهم.
ومن لزوم الاستحقاق الوظيفي التخصص، ولهذا ستجد أن لجان النقد ـ مثلا ـ في المجلس الأعلى للثقافة، ، لابد أن يكونوا من أساتذة الأدب العربي، وليس مسموحا لمبدع أو حتى ناقد غير دكتور أن يكون داخل هذه اللجنة،
ولا تندهش يا صديقي الأديب والمبدع، حين تجد نفسك وقد وصلت إلى سن الستين مثلا، وتفاجيء أن في لجنة النقد اسماء لم تسمع بها من قبل ولم ترها في ندوة أو في صالون أدبي أو حتى على مقهى البستان، ولم تعرف لهم كتابا واحدا، وكل مصوغات وجودهم في هذه اللجنة، أنهم كانوا رؤساء أقسام أو عمداء كليات سابقين... هكذا يصبح الصبي صنايعيا ثم اسطى ثم مقاولا كبيرا في عالم النقاشة والسباكة ونجارة المسلح.
0 تعليقات:
إرسال تعليق