السبت، 29 نوفمبر 2014

من حكايا الوردة (1)

الشاعرة زهور العربي

في الشّرفة ذاتها ، في نفس الرّكن ، وعلى نفس الكرسيّ الهزّاز ،يعصف الصّمت بعرش القواميس ، تذوي قناديل الكلمات وتُقبر في الأفق كلّ الأصوات، الآن في تلك الشّرفة المشرّعة على فجاج الذّكرى ،والحيرة وعذابات السّؤال ،يعربد السّكون الصّاخب ، و تدوّن أنامل القلب حكاية أخرى من حكايات الوردة ، كانت ياسمينة تتدثّر بالبياض ،مبللة بعطر الصّباحات البكر ، و النّدى على الوجنات رقرقات كأنها دمع عذريّ خلع ملحه ، كأنّها زخّات عمّدها بها سيّد الفصول قبل أن يرحل ،هناك في ذلك الرّكن ، عالقة ما بين حضور وغياب ، تشدّ بكلّ عنفوانها على الجرح ، يخطفها المدى ، نظراتها أبعد من البصر ،أعمق من البصيرة ،بحثا عن أوطان السكينة ... هناك في حضن ذلك الهدوء وعلى مهل مدّت يدها الى فنجان القهوة ، متلهفة كانت إلى أنفاس الهال الدّافئة ،رشفة أولى، وثانية ،وثالثة ثم رمت بالفنجان غير آسفة ،فالقهوة كانت فاترة مثل إشراقة شمس هذا اليوم الشّاحب ، على غير عادتها، تطلّ من خلف غيوم الرّوح باهتة ،مثخنة بالشّجن ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق