التعليم ...والتنمية البشرية

 بقلم / زهرة يونس

قبل الخوض فى فاعلية التعليم فى التنمية التكنولوجية ومواكبة التقدم التقني يجب أن يكون التعليم الأساسى أكثر فاعلية وواقعية فى نشر الثقافة المجتمعية وتنمية الشخصية, وإدراك الطاقات والمواهب والقدرات الفردية لدى التلاميذ,وإمكانية التعامل معها بما يدعمها,ويسهم فى تنشئة جيل صالح قادرعلى خدمة وطنه ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية بالابتكاروالانتاج لا بالتقليد.

تعودنا بالتعليم المصرى (ترسيخا لمبدأ الديمقراطية)أن يدير مدرس الفصل انتخابات بين أفراد الفصل ليختار منهم الفئات المختلفة (علمية - ثقافية- فنية- اجتماعية -رياضية) ثم يتوقف النشاط عند تلك النقطة..فكيف تدرك أهداف ذلك النشاط وأهميته فى تكوين شخصية التلميذ وتنمية قدرته على البحث والابداع فى المجال الذى يلائمه بالتوازى مع  زيادة دافعيته نحو التفوق العلمى والتحصيلى فى الدراسة؟!

فالمدرسة لاينحصر دورها فى تقديم المعلومات الدراسية من خلال المعلم لاسترجاعها وقت الامتحان فحسب.. لذا وجب أن يشير خبراء التربية فى تخطيط نظم التعليم وتكامل جوانبها أن المدرسة هى المؤسسة الأكثر والأبقى أثرا بعد المنزل فى تشكيل شخصية الفرد وتوجيه سلوكه وبالتالى فالمناهج التى تقدم للتلميذ يجب أن تتناول الظواهر والأحداث التى يحتك بها فى بيئته وكيفيه معالجتها بشكل تربوى منظم ليكون لها الأثر الأبقى على الأفكار والسلوكيات فيما بعد. 

 كذلك المعلم بعد إجتياز مرحلة الإعداد الجامعى عليه متابعة مايجد فى مجال التربية إلى جانب تخصصه, والتواصل مع  المنتديات العلمية والتربوية بما  يجدد من  مهاراته وخبراته و كفاءته فى عمله...كذلك الاهتمام بتفعيل دور الاخصائى النفسى والاخصائى الاجتماعى الذى غالبا لا يتعدى دوره الاشراف على الزى المدرسى ولتضع وزارة التربية والتعليم بالاعتبار انه اذا كانت اعادة تأهيل تلك الجوانب تحتاج الى تكلفة فالمؤكد انها لن تفوق مايتكبده ولي الامر من تكلفة فى الدروس الخصوصية التى تثبت عدم كفاءة المدرسة كمؤسسة تربوية وتعليمية.. فالمدرسة فى مصر رغم كل الخطط والأفكار التى قدمت وتقدم لأجل النهوض بها فإنها تحتاج بالأساس لوجود الوعى المجتمعى بدورها الذى يتضمن إكساب الأفراد المعلومات والمهارات والتوجهات الإيجابية التى تعينهم على الإرتقاء بشأنهم ووطنهم,هذا مع دعم المعلم بكل ما يصقل كيانه أمام تلاميذه وكفاءة آدائه كمثل يحتذى به.