Ads

مشروعات التنمية في مصر بين الحلم والتنفيذ

مشروعات التنمية في مصر
بين الحلم والتنفيذ


بقلم هيام محى الدين
كان اختيار مشروع تطوير قناة السويس كبداية للمشروعات القومية الكبرى للتنمية التي طالما راودت أحلام المصريين لتحقيق التقدم والرخاء لمصر ؛ ولحاقها بركب الحضارة واستثمار ثرواتها البشرية والطبيعية ؛ وموقعها الأسطوري ، لصالح شعبها وأمتها والعالم أجمع ؛ اختيارا حالفه التوفيق بل كان اختيارا عبقريا حشد خلفه الشعب المصري بكل طوائفه وأعاد الانتماء الوطني حماسياً رائعاً لأجيال من شباب مصر لم تمارس الانتماء الوطني بهذه الصورة من قبل فقناة السويس في ذاكرة المصريين التاريخية تتمثل في مجموعة من المواقف المؤثرة في تاريــــــخ مصـــــــر والعالم خــلال ما يزيد على مائة وخمسين عاماً فقد مات في حفرها في ستينيات القرن التاسع عشر مائة وعشرون ألف فلاح مصري ؛ وحين أممها الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " وأعادها لمصر نال عشق وتأييد المصريين وزعامة الأمة العربية وارتفعت مكانة مصر الإقليمية والعالمية إلى عنان السماء حين خاض شعبها معركة العدوان الثلاثي عام 1956 ؛ كما ارتبطت منطقة القناة ومدنها الثلاث بعد ذلك بثلاثة حروب " عدوان 1967 – حرب الاستنزاف – حرب أكتوبر 1973 " ضحت فيها مصر بمئات الألوف من الشهداء لذلك كان اختيار مشروع تطوير قناة السويس تفكيرا عبقريا من مؤسسة الرئاسة أعاد للشعب المصري الحماس الوطني المصمم الذي عاشه الشعب المصري خلال بناء مشروع السد العالي ؛ كما كانت آليات تمويل وتنفيذ المرحلة الأولى والأساسية للمشروع [ حفر ما يمكن أن يكون قناة موازية وتوسيع وتعميق المجرى الملاحي لمضاعفة عدد السفن وحمولاتها ] بتمويل شعبي مصري خالص ؛ وتحديد عام واحد كمدة زمنية للانتهاء من هذه المرحلة إضافة عبقرية أخرى أثبتت نجاحها الساحق حين تسابق ملايين المصريين لشراء شهادات تمويل المشروع والتي بدا أن تغطيه المبلغ المطروح وقدره ستين مليار جنيه ستنتهي خلال أقل من عشرة أيام حيث تمت تغطية عشرين مليارا في الأيام الثلاثة الأولى ؛ فإذا كان الرئيس قد أثبت جديته ووطنيته وعزمه على استعادة مصر لأمجاد التقدم والرخاء والمكانة فقد أعطى الشعب تأييده ودعمه بلا حدود وبحماس منقطع النظير مما يفتح الباب واسعا لتحقيق الحلم المصري والحلم العربي.
ومشروعات التنمية القومية الكبرى لا تقف عند مشروع تطوير منطقة قناة السويس ؛ بل لدينا مشروعات كبرى تتمثل في مشروع تنمية وتطوير الساحل الشمالي الغربي زراعيا وصناعيا وسياحيا ؛ ومشروعات تنمية سيناء شمالا ووسطا وجنوبا زراعيا وصناعياً وتعدينياً وسياحيا ؛ ومشروع ممر التنمية في الصحراء الغربية ؛ ومشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة النووية والشمسية وطاقة الرياح ؛ وإعادة الحياة لمشروع توشكى الزراعي ؛ واستصلاح وزراعة ملايين الأفدنة الجديدة في سيناء والساحل الشمالي وشرق العوينات وإنشاء مجتمعات جديدة للانتشار في مساحة أوسع من أرض الوطن والخروج من الوادي الضيق ؛ وفتح مناطق تكامل مع السودان وقد بدأنا فعلا في تنفيذه ؛ كما بدأ تنفيذ بعض مشروعات تنمية الساحل الشمالي الغربي ؛ مما يعطي رؤية أننا سنسير في تنفيذ مجموعة من المشروعات بصورة متوازية ولن نحصر قدراتنا على مشروع واحد في وقت واحد ؛ مما يشير إلى استعادة المصريين لثقتهم التاريخية في قدرتهم على إنجاز المعجزات ؛ ومما يؤكد إصرار الرئيس على استثمار كل ثروات مصر المتاحة وأعظمها وأهمها ثروتها البشرية من العلماء والباحثين فقد قام بتشكيل مجلس يضم العقول العلمية المصرية في مختلف المجالات لتوظيف عبقريتهم العلمية وخبراتهم المتميزة لصالح دفع عجلة التقدم والإسراع في تنفيذ مشروعات التنمية الكبرى بأفكار متجددة ووسائل علمية مبتكرة في مجالات الطاقة والتعدين والصناعة والزراعة والطب وتنمية الثروة الحيوانية واستغلال ثروات مصر الطبيعة والبشرية وموقعها الجغرافي بأعلى مستويات التعامل على أسس علمية وحضارية راقية ؛ ومن يستعرض أسماء وإنجازات هؤلاء العلماء المصريين في الخارج سوف يتأكد أن مصر تملك مجموعة أسطورية من العقول العلمية تمثل ثروة كبرى يندر أن تتاح بهذا القدر في الكم والكيف لأمة من الأمم وقد رحبوا جميعا بدعوة الرئيس وشاركوا في مجلس علماء مصر بحماس وطني وانتماء عميق لبلد عميق نشأوا على أرضه وتعلموا في مدارسه وجامعاته ؛ وقاموا بوضع اللوائح والخطط المنظمة لعمل مجلسهم بحيث يكون عطاؤهم وإنجازهم مستمرا وملموسا ؛ وليس لمجرد عقد اجتماعات وتقديم تقارير.
يبقى علينا أن نحافظ على قوة الدفع الشعبية العارمة التي اتضحت في الحماس المنقطع النظير للمشاركة الشعبية في تمويل مشروع محور قناة السويس ؛ لتكون بنفس القوة والحماس للمشاركة بالعلم والجهد والمال في بقية المشروعات القومية الأخرى ؛ وإني واثقة أن هذا الشعب العظيم لم يكن يحتاج إلا لقيادة وطنية مخلصة يثق في قدرتها وجدها في شخص الرئيس السيسي فتبرز قدراته وينفض غبار القهر واليأس عن جيناته التاريخية الأسطورية ليصنع المعجزات أليس حفيد من كانوا الشهب حين الأرض ليل وحين الناس جدُّ مضللينا ، مشت بمنارهم في الأرض روما ؛ ومن أنوارهم قبست أثينا تعالى الله كان السحر فيهم ؛ أليسوا للحجارة منطقينا ؛ وآثار الرجال إذا تناهت إلى التاريخ ؛ خير الشاهدينا أليس هذا الشعب وريث أعظم حضارتين عرفهما تاريخ الإنسانية الحضارة الفرعونية والحضارة الإسلامية وهو قادر عندما يجد القيادة القادرة والزعامة الوطنية المخلصة على صناعة التقدم والإسهام الإيجابي في الحضارة الإنسانية.
                       هيام محي الدين



                                                   










0 تعليقات:

إرسال تعليق