Ads

الرئيس في الأمم المتحدة مصر عادت شمسك الذهب

الرئيس في الأمم المتحدة
مصر عادت شمسك الذهب



بقلم الصحفية والإعلامية هيام محى الدين
يحضر الرئيس عبد الفتاح السيسي الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي خصصت لمناقشة مشكلة الاحتباس الحراري وأخطار تغير المناخ وزيادة درجة حرارة الكوكب على هامش اجتماعات هذه الدورة التي يحضرها قرابة مائة وعشرين من رؤساء الدول.
وقد أثار قرار الرئيس المصري بحضور اجتماعات الجمعية العامة ردود أفعال داخلية ؛ تراوحت بين الرافضين لذهابه خوفا على حياته من مؤامرات الإرهاب ، وبين المؤيدين بحماس شديد لذهابه لدرجة أن بعضهم اقترح عليه ماذا يقول في خطابه أمام المنظمة الدولية ! ؛ بل تطوع بعض الزملاء من الكتاب بصياغة مقتطفات كاملة مما يرى أن الرئيس ينبغي أن يضمنها بنصها في خطابه !. كما آثار القرار ردود أفعال خارجية على المستوى الإقليمي والدولي فالمستوى الإقليمي المتمثل في الدول العربية والإفريقية فيما عدا قطر – يتطلع إلى استعادة مصر لدورها الإقليمي ؛ ويأمل في نجاح الرئيس السيسي في إقناع العالم بأن شمس مصر الساطعة عادت للشروق بقوة على المنطقة وهي قادرة على ممارسة دورها الإقليمي الرائد لإعادة السلم والاستقرار لمنطقة مزقها الإرهاب ودمرها التطرف وشاعت فيها الانقسامات والأحقاد ؛ وهو النجاح الذي تخشى دول إقليمية أخرى مثل تركيا وقطر وإيران من حدوثه لأنه كفيل بسقوط أحلامها في السيطرة على الإقليم وتطلعاتها بأن يكون لها التأثير الأكبر على مقدراته ؛ أما المستوى الدولي فقد بدأت الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا تستعيد شيئا من توازنها بعد الصدمة المروعة التي أحدثها إسقاط الشعب المصري بتأييد من جيشه الوطني لحكم جماعة الإخوان وانهيار مشروعهما لتقسيم المنطقة ونشر الفوضى والدمار تمهيد للسيطرة الكاملة عليها سواء كان اسمه " الشرق حدثها أل
الأوسط الجديد " [ تسمية أمريكية ] أو " سايكس بيكو الثانية " [ تسمية أوربية ] خاصة بعد أن خرجت الجماعات التي اعتمدوا عليها في تنفيذ مشروعهم من جماعات الإسلام السياسي عن الخطوط المرسومة لها مثل دخول داعش العراق ، وتصرفات جماعة النصرة ضد لبنان ؛ وقبلها قتل السفير الأمريكي بليبيا ؛ وحاجتهم الملحة نتيجة لذلك لمصر ودورها الإقليمي والدولي المؤثر / كما تتمتع مصر بتأييد واسع من روسيا الاتحادية والصين ومجموعة دول الاتحاد السوفيتي السابق ؛ إضافة إلى تطلع الكثير من الدول المتقدمة والمؤثرة للمشاركة في مشروعات التنمية الكبرى في مصر مثل محور قناة السويس ؛ ومشروعات الطاقة النووية والشمسية والرياح والتنقيب عن البترول والغاز التي بدأتها مصر فعلا لكل ما سبق نستنتج أن الساحة الدولية من خلال منبر الأمم المتحدة وجمعيتها العامة مهيأة بدرجة واضحة للاستماع لصوت مصر ورئيسها والاعتراف بأن انتفاضة الشعب المصري رافضا حكم جماعة الإخوان كانت إجماعا شعبيا ووطنيا ضد حكم جماعة تتاجر بالدين ولا تعترف بالوطنية وتنفذ أجندة أجندية لقوى خارجية وتمارس الإرهاب بوحشية ؛ وتعد التنظيم الأم الذي خرجت من تحت عباءته كل المنظمات الإرهابية التي مازالت تنشر الدمار والإرهاب الوحشي في المنطقة والعالم ؛ ويملك الرئيس الدليل القاطع على صدق رؤية الشعب المصري لهذه الجماعة بما يحدث اليوم من أنصارها والجماعات التي تدين بفكرها من إرهاب وحشي في العراق وسوريا وليبيا ونيجيريا ومصر أيضاً التي لا يمر فيها يوم دون انفجارات وسقوط شهداء من شرطتها وجيشها ؛ ولكنها بوحدة شعبها في غالبية العظمى ، وتماسك جيشها القوى ، وجهود أجهزتها الأمنية تعد الدولة الأكثر نجاحاً في المنطقة والعالم في مقاومة الإرهاب وتجفيف منابعه ومما يؤكد الاستعداد الأمريكي والعالمي للتعاون والتعامل مع النظام المصري الجديد الذي ارتضاه المصريون طلب عدد من الشخصيات الأمريكية الشهيرة والمؤثرة لقاء الرئيس المصري منهم هنري كيسنجر ، ومادلين أولبرايت وزيري الخارجية في عهدي نيسكون ، وكلينتون والكاتب الصحفي والإعلامي الأمريكي الأشهر توماس فريدمان ، وعدد من جنرالات الجيش الأمريكي السابقين ، ودينيس روس السياسي المخضرم الذي أدى مهمات دبلوماسية ممثلا لكل من الرئيسين بوش وأوباما ، ورؤساء مجموعة من الشركات الأمريكية الكبرى في مجالات متعددة لبحث فرص الاستثمار في مصر ، وهناك احتمال غير مؤكد بأن يجتمع الرئيس السيسي بالرئيس الأمريكي " باراك أوباما " ؛ كما تنظم الجالية المصرية بنيويورك والولايات المجاورة لها وقفات تأييد للرئيس لمنع أنصار الجماعة من تشويه حضور الرئيس للجمعية العامة ، وقد أكد لي الشعرات من أصدقائي من الجالية المصرية بكل أنحاء الولايات المتحدة أنهم سيتواجدون في نيويورك اعتبارا من مساء الأحد 21 سبتمبر وقد حجزوا جميع الأماكن المسموح فيها بالتظاهر حول الجمعية العامة خلال إلقاء الرئيس لخطابه في العاشرة من صباح الأربعاء 24 سبتمبر.
إذن كل الدلائل تشير إلى زيادة ناجحة بكل المقاييس ، تعيد إلى الأذهان أول زيارة لرئيس مصري لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي قام بها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في الدورة الخامسة عشرة عام 1960 ؛ والتي أعلن في خطابه فيها دور مصر الرائد في القضاء على الشكل الاستعماري القديم القائم على الاحتلال العسكري للمستعمرات بالقوة مؤكدا أن حرب السويس عام 1956 ؛ كانت المسمار الأخير في نعش الاستعمار القديم والذي تحقق القضاء عليه بنضال الشعب المصري ؛ وحذر في خطابه من ظهور أشكال جديدة للسيطرة على الشعوب تستخدم أساليب أكثر خطراً ؛ ويستطيع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يعلن بنفس الفخر من على  منبر الأمم المتحدة أن ثورة الشعب المصري على حكم جماعات الإرهاب الديني وإسقاطها في مكان نشأتها الأولى في مصر كان الضربة الحاسمة التي كشفت وجههم القبيح وأجهضت مؤامرات من اتخذوهم حلفاء وأدوات للسيطرة على المنطقة وتفتيتها.
أما بالنسبة لموضوع القمة العالمية للتصدي لأخطاء التغير المناخي الذي سينتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري نظرا للانبعاثات الرهيبة لغاز ثاني أكسيد الكربون نتيجة لحرق الطاقة من الفحم والبترول والغاز بكميات مهولة ؛ فإن الدول الصناعية الكبرى هي المتسببة في حدوث هذه الكارثة الكونية ؛ وعليها أن تتحمل العبء الأكبر في التقليل والحد من هذه الانبعاثات ، ولا تبيع الوسائل التكنولوجية التي تقلل منها للدول الفقيرة ؛ فتكون قد ارتكبت الجريمة ثم كسبت من ورائها ، ونحن نعلم أن الحل الأمثل يكون باستخدام الطاقة النظيفة التي لا ينتج عنها انبعاث لثاني أكسيد الكربون وأهم هذه الطاقات هي الطاقة الشمسية ؛ ومصر تملك أكبر طاقة لإشعاع الشمسي على مستوى العالم ولكنها تفتقر للتكنولوجيا اللازمة لاستغلال هذه الطاقة والميزانيات اللازمة لإنتاجها وعلى الرئيس أن يتقدم للعالم كله في قمة المناخ بمشروع مصري عالمي لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية يكون مركزه الرئيسي في مصر ، وينتشر في الدول التي تملك الكميات الأكبر من الإشعاع الشمسي وأن تساهم كل دول العالم في هذا المشروع الكوني لينتهي عصر توليد الطاقة وتشغيل المصانع بالفحم والبترول والغاز ، وتنتهي ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد العالم.
نعم علينا أن نقول للعالم أنه في هذه المشكلة الكونية التي يرتجف العالم من حدوثها في العقود القليلة المقبلة فإن مصر تملك الحل ؛ فكما قضينا على الشكل القديم للاستعمار وخلصنا منه العالم وكما أسقطنا الإرهاب الوحشي الأسود وأنقذنا منه البشرية خلال مدة يسيرة بإذن الله فإننا نستطيع أن ننقذ الكوكب من تغيرات مناخية تهدده بالغرق وارتفاع حرارة الجو بصورة مهلكة فكل خير يبدأ من مصر وكل معضلة مفتاح حلها في مصر.
قل للعالم كله يا سيادة الرئيس بكل فخر وشموخ أنك رئيس مصر.

                             هيام محي الدين

0 تعليقات:

إرسال تعليق