Ads

اسكتلندا تختار وفى كلتا الحالتين هى الرابح

   
بقلم / سهام عزالدين جبريل
  أظهرت نتائج الاستفتاء في اسكتلندا أن الغالبية ترفض الانفصال عن بريطانيا، حيث جاءت  نتيجة استفتاء اسكتلندا كالتالى : 45% نعم للانفصال عن بريطانيا 55% لا، وهي نتائج تفرض على الأحزاب البريطانية الثلاثة الوفاء بوعودها تجاه الاسكتلنديين الوحدويين.
 القانون الدولى حدد معايير انفصال الاقاليم عن الدولة من خلال استفتاء على الانفصال ، وهناك فاعلين دوليين ومصالح دول وقوى اقليمية ودولية تتحكم ايضا فى ذلك ، وفى الأرجح يكون لها دور فى دعم تيار على حساب اخر لصالحها ،  تجربة اسكتلندا تجربة جديدة ، إذا تمت كانت ستفتح شهية أقاليم كثيرة ليست فى اوربا وحدها بل فى كافة قارات العالم !!! 
 وقد لفت نظرى تصريح لرئيس الوزراء البريطاني يقول : بريطانيا ليست جنوب السودان ولا اريتريا وليست باكستان ولا بنجلاديش بريطانيا غير!!!
إذن فبريطانيا حريصة على عدم انفصال جزء من اراضيها ، ولاتريد ان تكون نموذجا من دول العالم الثالث كما يطلقون علينا ، وفى تصريح اخر لرئيس الوزراء البريطاني قال فيه:   أنه سيشعر بالحزن الشديد في حال انفصلت اسكتلندا عن المملكة المتحدة، مشيرا أنهم معا أنشأوا هذا البيت الكبير، وعليهم أن يحافظوا عليه، مضيفا : “أن العوامل التي جعلتنا دولة قوية ليست القوة العسكرية أو الاقتصادية، بل قيمنا البريطانية”، وطالبهم بالمحافظة على البيت الكبير،
ومن خلال رؤيتى وتحليلى لهذا الموقف أرى أن الوعود التى قدمها رئيس الوزراء البريطانى والحملة القوية المواكبة للرفض والمحملة بالوعود ، اعطت فرص جديدة للإسكتلنديين بمزيد من المميزات والامتيازات ، وان كان فى رأى ان النسبة المتقاربة تجعل من اسكتلندا المقاطعة الاقوى فى المملكة البريطانية والتى سيحسب لها ألف حساب،
وذلك تجنبا لتداعيات كان يمكنها ان تطال كثير من دول اوربا حيث اوضح  تقرير لنيويورك تايمز أن تداعيات انفصال اسكتلندا عن بريطانيا سيكون بداية سيل جارف من مطالب بعض الاقاليم بالاستقلال ففى اوربا فقط ، يوجد حوالى١٥إقليم يطالب بالإنفصال منهم : اقليم كاتالونيا ، واقليم الباسك عن اسبانيا ، وبافاريا عن المانيا ، وكذلك مقاطعة كيبيك فى كندا ، اضف الى ذلك جزر الفوكلاند ،  وأن اسكتلندا لو نجحت سوف تشجع الباقيين على المطالبة بالانفصال ،
 ومن جهة اخرى يرى بعض الإنجليز أن اسكتلندا اصبحت كالطفل المدلل وان تكلفة "تدليله" في الاتحاد يتحملها المواطن الانجليزي من خلال الضرائب. "مصاريف" إسكتلندا تفوق كمية الضرائب المحصلة منها (مع الأخذ في الاعتبار تقسيم ثروة بترول بحر الشمال) غير أن الميزة الاساسية لإنجلترا في إبقاء إسكتلندا هو الامتداد الجغرافي بإعتبارها تمثل عمق استراتيجي للملكة البريطانية ، كما أنة من الناحية الاقتصادية "المباشرة" يرى الكثير من المحللين ان إسكتلندا ستخسر كثيرا  لانها صغيرة على ان تستقل اقتصاديا وسوف تواجه صعوبات اقتصادية تفوق قدراتها ، هذا فى حالة استقلالها ، وبحسب أنها  لو انضمت لليورو فستكون النتيجة أنها ستخسر اكثر كما حدث في اليونان وقبرص والبرتغال وحتى إيطاليا من كوارث إقتصادية تعجز عن تحملها دولة حديثة النشئة .
 إذن فنتيجة رفض الانفصال ، ثمارها أيضا خير لإسكتلندا ، وبمثابة رسالة قوية من هذه المقاطعة الى التاج البريطانى بدعوة الى مزيد من الاهتمام ومزيد من الصلاحيات والمشاركة الاسكتنلندية بقوة فى كافة مناحى الحياة البريطانية ، كما أن النتيجة تعنى ايضا مزيد من الحفاظ على ألتوازن المطلوب من قبل المملكة المتحدة وبين أقاليمها الأربع .
------------------------------------    
تحياتى / سهام عزالدين جبريل 

0 تعليقات:

إرسال تعليق