Ads

رسالة من مدير سجن عكاشة بالدار البيضاء الى الفنان عادل امام

بقلم :نيرمين البحطيطى
بدعوة من المجلس الوطنى لحقوق الانسان بالمغرب وتحت رعاية الملك المغربى محمد السادس تم دعوة عدد من الناشطين الحقوقيين والفاعلين فى منظمات حقوق الانسان المهتمة بتقديم خدمات طبيه وقانونية ونفسيه واعادة تأهيل مابعد العقوبة للمحتجزين بمصر
للتعرف على احوال السجون بالمملكة المغربية والاطلاع على تجربة المغرب فى السماح للجهات المستقلة ومنظمات المجتمع المدنى بمتابعة المحتجزين والتدريب على منهجية الزيارة للسجون وحضور مؤتمر لأليات الرصد وتقنيات الزيارة لأماكن الاحتجاز
كنت احد المدعوين للمؤتمر حيث قمت مع الفريق المصاحب فى اليوم الثانى بزيارة سجن عكاشة (المسمى بالسجن المحلى ) بمنطقة عين السبع بالدار البيضاء وهو احد السجون الكبيرة الذى يتسع لأكثر من 8 الاف سجين وعدد 500 موظف وطاقم حراسة . ولعل المهم فى هذا المجال معرفة ان ادارة السجن هى لعدد من الموظفين المعينيين من قبل الحكومة وليسوا خاضعين لوزارة الداخلية وليس للشرطة الحق فى التواجد داخل المؤسسات السجنية .
وينحصر دور الشرطة فى انفاذ القانون والتسليم للضبطية القضائية فقط مما يخفف عنهم اعباء متابعة السجون ويمنع نهائيا اتهامهم بأنواع التعذيب والصدام مع المجتمع المدنى
الطاقم الطبى للسجن يبلغ 8 اطباء وعدد 15 ممرض كلا الجنسين و3 جراحين اسنان ووحدة متخصصة للغسيل الكلوى ومستشفى متخصص للجراحات ومدرسة لمحو الامية و قاعة لتلقى محاضرات المنضمين للتعليم الجامعى وعدد من الاساتذة والمتخصصين الجامعيين ومسرح وسينما وقاعة لممارسة الرياضة
ومطبخ يوجد به عدد من ثلاجات حفظ الطعام الكبيرة الحجم وافران للطبخ معدنية ومخزن للسلع والبقوليات ومتطلبات الطبخ
يوجد لكل سجين كمية محددة سلفا من الطعام والوجبات المقررة , ثلاث وجبات يوميا
يتم اعطاء السجناء بعد خروجهم شهادات للعمل ومتابعتهم من خلال مؤسسة محمد السادس للتكوين المهنى والالحاق بسوق العمل
تم زيارة اخرى لاحقا لسجن الاحمدية وهو من السجون الاصغر حجما
الحديث عن مدى تطبيق القانون واللوائح المتعلقة بالسجون ونظامها الداخلى ومدى التزام المؤسسات السجنية به ليس هدفى من مقالى هذا بل ملاحظة الفروق بين النظام بالمغرب ومصر
ومدى استفادة المغرب من المجتمع الدولى وتجربتها الرائدة فى هذا الشأن
فالتغييرات التى قام بها ملك المغرب بالسماح للمجلس الوطنى لحقوق الانسان والمنظمات المدنية بالمراقبة والزيارة للسجون اعطت المجتمع الدولى انطباع عن تحقيق معايير حقوق الانسان والمواثيق الدولية من قبل الحكومة المغربية كما انه شجع الحكومات الأوروبيه كالدنمارك وسويسرا على تدعيم اعادة هيكلة السجون واماكن الاحتجاز وتقديم المعونات العاجلة للأصلاح وبناء مؤسسات سجنية حديثة واماكن احتجاز لائقة ادميا كما ساهم فى تحسين صورة المغرب حقوقيا لدى المجتمع الدولى
ولا ادرى حقيقة اسباب رفض الحكومة المصرية ان تحذو نفس حذو المغرب ودول اخرى لحقت بها كتونس والاردن ولبنان وحتى فلسطين !
من وجهة نظرهم انه ليس هناك مجالا للتستر على مخطئ ولا منع الاعلان عن حالات التعذيب و مايجرى فى اماكن الاحتجاز وعن تقديم المخطئ للمحاسبة من مبدأ اعتماد الشفافية ؟
اذن لماذا الاصرار على تتبع مصر من قبل المجتمع الدولى كأبرز الدول فى التعذيب الممنهج للمحتجزين.
ولعلى بحكم عملى فى اعادة تأهيل المفرج عنهم اعلم يقينا ان التعذيب واماكن الاحتجاز ليست كلها على نفس الدرجة من القسوة والسوء التى تبرزها المنظمات الدولية كما ان المجتمع الشرطى ليس بمجملة سئ وان هناك العديد من المحاولات لتحسين صورة مصر خارجيا الا انها تفشل نظرا لعدم تقديم المخطئين للمحاسبه ووجود الشرطة كطرف فاعل فى كل قضايا التعذيب وتحملها مسئولية تنفيذ الاحكام القضائية والاشراف على السجون واماكن الاحتجاز وهو الدور المنوط به افراد مدنيين معينيين داخل المغرب.
والدور الغير فاعل للمجلس القومى لحقوق الانسان والذى يمتنع اغلب المؤسسين للمنظمات الحقوقية والناشطين بها عن المشاركة فية او تقديم استقالاتهم بعد فترة من العمل به نظرا لعدم التزامة بالحيادية والنظرة الموضوعية للأمور وتقديمة حلول غير منهجية وعميقة للأزمة بين وزارة الداخلية والمنظمات الحقوقية فى قضايا راهنة كالتعذيب وسوء اماكن الاحتجاز ومعسكرات الامن المركزى المستخدمة للأحتجاز دون وجة حق ،!
فى سجن عكاشة استقبلنا مدير سجن الرجال ومديرة سجن النساء بترحاب مع وفد من المجلس الوطنى وقمنا بزيارة جميع مرافق السجن والاطلاع على السجلات بكل انواعها والحديث الفردى مع المحتجزين والموظفين فى المراقبة والتأهيل المهنى والمعلمين والاطباء بل وايضا تجربة الاجهزة الطبية والاطلاع على تاريخ صلاحية المواد الغذائية بل وتذوق الطعام وكان الاغرب وجود عينة من كل طعام يومى مقدم للنزلاء لمنع الاتهام بالتسمم او سوء التغذية من قبل الجهات الرقابيه والسماح بتلقى شكاوى المحتجزين
وفى نهاية الزيارة قدم عدد من المحتجزين عرض لبعض الاغانى التقليدية المغربية وجزء من عرض مسرحى وتمت مقابلة فريق كرة القدم الذى يقوم بالمشاركة قى بطولات اندية تحت رعاية الملك
الجميع كان يطلب منا طلبا وحيدا لاحياد عنه بعد ان امطرونا بوابل من التحيات والنكات والقفشات المصرية التى تعلموها من مسرحيات وافلام عادل امام !
ودنا زيارة من عادل امام للمغرب نحن نعشقة
مدير السجن والمحتجزين والموظفين الجميع بلا استثناء
وتكرر نفس الطلب فى اماكن اخرى من مدنيين وحكوميين بالمغرب
عادل امام بالمغرب رمز لديهم لكل ماهو جميل بمصر
ولعلى فى مقالى هذا اوجة رسالة الى وزارة الداخلية والعدل والحكومة المصرية ورئيس مصر القادم
وهى ليست رسالة بقدر انها رغبة حقيقية فى ان نعود لنصبح كما ينبغى ان نكونه بين دول العالم وتعود لنا الريادة فى كل المجالات و التملص من تهم عدم احترام حقوق الانسان وادمية البشر
انشأء ادارة لتولى السجون والغاء تبعيتها للداخلية
للشرطة مهام تولى الامن والقبض على المتهمين فقط ولوزارة العدل محاكمتهم وأدارة للسجون مدنية التحفظ عليهم ومسئولية العمل بها
افرجوا عن ضباط الشرطة العاملين بالسجون فهم مسجونين مثلهم كالمحتجزين تماما واتركوهم لتولى اعمالهم التى تعلموها وهى الحفاظ على الامن وخدمة المواطن لا ارهابه والتنكيل به !
اسمحوا لمنظمات المجتمع المدنى بمساعدة الادارة على تحسين سمعة مصر دوليا بأعادة تنظيم وهيكلة اماكن الاحتجاز ومنع التعذيب والشفافية وتفعيل دور المجلس القومى لحقوق الانسان فى اعلان التقارير ومراقبة الاداء الحكومى كجهه محايدة وليست جهه ند ولا حليف .
واخيرا ادعوكم للتوقيع ثم التصديق على البروتوكول الاختيارى لمناهضة التعذيب ومناهضة العنف واحترام اعلان بانكوك لأجبار المجتمع الدولى على مساندة البنية التحتية لدينا وغلق الطرق امام كل اتهام واساءة سمعة واستغلال لمصر من بعض الجهات المعادية لأستقرارعا على كافة الاصعدة
والى عادل امام
اهل المغرب ينتظرونك فلا تخذلهم
والى رئيس مصر القادم مصر تستحق العدل والامان واحترام حقوق الانسان


0 تعليقات:

إرسال تعليق