بقلم / عبدالحميد شومان
نظرا لما نتعرض له فى بيئتنا
وعصرنا هذا من تلوث ناتج عن أكوام القمامة التي لا حصر لها أينما حللت والضوضاء
المنبعثة تارة من الأفراح وتارة من الكائن
العجيب الغريب الذي فرض نفسه علي مجتمعنا
وأصبح وسيلة تنقل لا غنا عنها ( التو تك ) والدراجات البخارية الصينية التي أصبح
عددها يتقارب من عدد نسمات
الجمهورية ولا رادع أمني لتقنين الأوضاع
والهواء المنسوج بين طياته أدخنة حرق مخلفات الزراعة وعمال القمامة وأصحاب المحلات اللذين يريدون التخلص من القمامة يقومون بحرقها والماء الممتزج بكل ما هو تلوث مما أدي الي مرض
معظم أبناء شعبنا بالكبد الوبائي والكلي والكبد وكثير الكثير من الأمراض المستوطنة
بدأ من البلهاريسيا نهاية بزرع الكبد
والموت ، فأصبح كل شيء من حولنا يعرضنا للتلوث والأمراض فعند نزولى صباحا
متوجها الي عملي أجد علي ناصية الشارع الذي أقطنه تلقى القمامة بطريقة تثير فى
نفسى الإشمئزاز مع أن القمامة الملقاه على الأرض يوجد بجانبها صندوق للقمامة أو
حتي في حال عدم وجود صندوق فالأمر سواء وكذلك وأنا فى طريقى للموقف الذي أركب منه
أمر أمام بعض المدارس أجد رجل يقف بعربه أو سيدة تفترش طاوله أو كشك ملاصق
لسور مدرسة رغم أن هذا المشروع مرفوض قانونا
وجميعهم يبيع للطلبه والطالبات حلويات ويقف عليها الذباب ومع ذلك تقف
الطالبات والطلاب للشراء وعند ركوبى
الميكروباص أجد رجل يجلس بجانبى وفى يده السجائر التى يشربها الواحده تلو الآخرى
بدون حساب لى وأنا أجلس بجانبه وباقي الركاب والدخان الناتج عن السجائر يملئ صدرى
وتصيبنى الكحه وضيق فى التنفس دون أن يطفئها ، وكذلك النيل الجميل الذي أصبح منظره
مشوه نتيجة للقمامة التى تلقى على جانبيه وتصريف المياه الغير نظيفة فيه ، كل ذلك
جعلنى أفكر فى أن أكتب هذا الموضوع لكى أستطيع أن أعبر عن ما بداخلى نتيجة لهذه
المناظر السيئة التى أراها اليوم ليس فى المدينة التى أعيش فيها فقط بل وفى المدن
والقري التى أذهب إليها فى بعض الأوقات وأيضا كان هناك سبب قوى جعلنى أختار موضوع
التلوث البيئي هو أننى مواطن مصري من حقى أن أعيش فى بيئة نظيفة ومتحضرة.
إن الله عز وجل خلق الكون فسواه وأبدعه وفطره على
أدق نظام وأروعه ثم خلق آدم بيديه سبحانه ونفخ فيه من روحه ليكرمه فوق كل
المخلوقات ثم جعله فى الكون خليفة لا ليفسد ويشوه بل ليصون ويعمر وليكون أمينا على
منظومة الخير والحق والجمال فيه
فالحفاظ على البيئة كما خلقها الله وشاءها سوية نقية اعتراف بفضله
وتأدية للأمانة كما أمر سبحانه كذلك فان افسادها نكران لنعمته وجحود بفضله وخروج
عن طاعته والانسان وقد نسى هدى الرحمن فسعي فى الأرض فسادا وحاد عن رغم أن أرسل له
الرحمن عز وجل الرسل كى ترده الى الرشد والصواب وتدعوه الى حياة أخرى أنقى وأطهر .
وحملت الرسل رسالات وتعاليم وقيم ترد الانسان الى صوابه وترسم له طريق الحياة كما
أرادها الرحمن بل هى كذلك منهاج عمل يومى نافع وجاد يحقق حماية الفرد والبيئة . استخدام
المصادر البيئية والحد الأدنى من الحقوق الذى يعطى للانسان دون تفريط فيه لصالح
المجتمع وحق سائر الأنواع ذلك لأن الانسان حيثما وجد يحاول دائما أن يتمتع الى
اقصى حد بكل ما يقدمه له النظام البيئي الذى يعيش فى إطاره
ومن هنا كان لابد من خلق هذا الوعى وتنميته داخل
عقل وكيان ووجدان المواطن المصرى … ويستدعى إعادة النظر فى منظومتنا التعليمية
والثقافية والاعلامية لخلق وعى وسلوك بيئى لدى الجماهير كذلك فان مشاركة الجماهير فى تجميل البيئة يخلق
وعيا سلوكيا بيئيا لديها والاحساس بمسئوليتهم للمحافظة عليها وتنميتها
كذلك فان الانسان المصرى وتأكيد ذاته وإنسانيته وتأصيل
حبه للحياة النظيفة والجمال فى كل شى حوله يساعد على خلق الانتماء لتلك البيئة
النظيفة.
0 تعليقات:
إرسال تعليق