Ads

ارهاب الدولة للمخترعين !

مخترع رامى صفوت

قد يبدو العنوان غريبا و قد اعتدنا الارهاب من جماعات غاضبه او تنمتى لفكر و معتقد يبرر لهم قتل و سفك دماء الابرياء و نشر الفساد فى الارض و لكن هنا نحن نتحدث عن منظومة عجزت عن استيعاب مواردها البشرية بقدر يسمح لها بحل ازماتها الطاحنة و الخروج من حالة الثبات العميق فى اعماق القاع المعرفى و سأستعرض بوضوح شديد و
سرد مختصر حجم الارهاب الممارس من الدولة ضد المخترعين فى الوقت الراهن 


منظومة البحث العلمى النظامية :-

و هى تلك المنظومة المتمثلة فى الهيئات و الجهات البحثية المختلفة المنوطة بالقيام بالابحاث و الدراسات العلمية الازمة للدولة المصرية بأستخدام اموال دافعى الضرائب لخدمتهم مرة اخرى و تطوير حياتهم للأفضل

و تلك المنظومة المتكونة من معامل مهلكة و تجهيزات تقنية الفجوة الزمنية بينها و بين دولة مثل الكونغو 80 عاما من التأخر التكنولوجى يحكم تلك المنظومة قوانين و لوائح صارمة لتحجيم استخدام العدة و العتاد المتأخر 80 عاما هذا بقدر الاساتذة و الباحثين العاملين بتلك الهيئات فمن الصعب و اشد الصعاب ان تنقل تجربة معقدة من معملك المتواضع الى معملهم الاقل تواضعا لتنهيها بالشكل المطلوب منك فيجب ان تمر بعشرات التصاريح و التخليصات اللعينة

عبدة الأله امون :-

هؤلاء الكهنة الذين لا يملكون القدرة العقلية الكافية للتمييز بين الاختراعات  و ابحاثهم النمطية العقيمة و التى يحجمون كلمة اختراع بكلمة استاذ دكتور و كأن هذه التقنيات صنعها هؤلاء المتغطرسين الذين يضيعون وقتا غير منطقى فى الشخصنة عن استثمارة فى البحث و الاستنباط و لك ان تتخيل مخترع يعمل فى احد الفروع المتقدمة بالفيزياء التى لا يدركها بعض هؤلاء و كم العبث النرجسى الذى ينطلق بمدفع بابليون تجاه لمجرد طلب معلومة او مناقشة

و قد تنفجر ضحكا بعد نجاتك من الاصابة بقذيفة هذا المدفع العملاق انك قد لا يتم الرد على رسالتك التى تطلب فيها الارشاد او الامداد بمعلومة او مصدر ما من احد هؤلاء و انه تم تجاهلها تماما لمجرد ان الخط المستخدم فى كتابة الرسالة غير لأئق او انك قد نسيت كتابة اسم احد هؤلاء الكهنة كاملا مزخرفا بكل مناصبه العلمية و القابه الاكاديمية و حتى التى حصل عليها ابان كان صغير فى المدرسة

المنظومة الأمنية :-

حالات اعتقال عشوائى هنا و اعتقال عشوائى هناك - ايقاف طائرة صغيرة بأعتبارها طائرة تجسس - اعتقال مخترع فى باب اللوق كان يشترى مكونات جهازه الذى سيشارك به فى مسابقة ممثلا الدولة فى الولايات المتحدة الشريرة - اكمنة امنية لا تفقه عن العلم شئ تعتقل شاب يحمل كلوريد الحديدوز الذى لا ينفع سوى لطباعة الكروت الالكترونية - عرقلة دخول اى جهاز علمى بالجمارك - رعب شديد على شراء اى سبيكة معادن من الخارج و كأن من يشتريها سيصنع بها مفاعل تشيرنوبل جديد

وضع العراقيل الامنية امام المخترعين فى الحصول على احتياجاتهم الاساسية بحجة مكافحة الارهاب هو عملية نظامية ممنهجة لصالح اشخاص بعينهم يشعرون بالتهديد فى حال نجاح هؤلاء ان يطيح بأستثمارتاهم العملاقة بالضبط مثل تضخيم جمارك السيارات لحماية مصانع السيارات التابعة لجهات بعينها و لا عزاء للمواطن المسكين

تجفيف منابع التمويل :-

من اين يحصل المخترعين على اموالهم التى ينفقوها على الاختراعات ؟ سؤال طرحه احد الشياطين داخل احد اروقة الدولة المغلقة للبحث بعمق رجيم عن كيفية تدمير تلك المنظومة الالمعية المصرية التى امتدت الاف السنين و ستستمر رغم انف هؤلاء

يعتمد تمويل اغلب المخترعين على ثلاثة منافذ لا رابع لهم العمل الحر لحاسبه الشخصى - المشروعات الصغيرة التى قتلت بتوقيف الدعم و السياسات البنكية الحقيرة - الاوت سورسنج و القيام بخدمات لصالح شركات كبرى خارج البلاد بأستخدام الانترنت و تم افساد هذا ايضا بتعطيل و عرقلة كروت الأتمان و تعطيل عمليات سفر و دخول الاجهزة التى لا تحمل علامات تجارية و هذا يعنى استحالة دخول و خروج النماذج الاولية


الاعمى واضع السياسات :-

و هى وضع سياسات و قوانين الملكية الفكرية فى يد اشخاص اخر ما قد يفكرون فيه هو مصلحة المخترعين و اخر ما قد يرونه هو المخترع المصرى الكادح الذى يسعى الى ابسط حقوقه فى البقاء على قيد الحياة و ان يبقى عقله يعمل

مع رفع تكاليف الملكية الفكرية و استمرار الباب متفوحا امام مستويات دنيا من الافكار لتطلع على نفسها اختراعات يجعل من العبث ربط تلك البراءات بأعطاء ثقل علمى كافى لحاملها فهل يعقل ان يحمل مخترع كاوتش عربية ملون شهادة مثله مثل مخترع مفاعل بايولجى معقد هل من العدل ان نسمى مصيدة الارانب اختراع و نترك اجهزة شديدة التعقيد فى مجالات فيزياء الكم و الاتصالات و علوم الفضاء تذهب لتسجل بالخارج لعدم قدرة البحث العلمى على تحمل مفاجئة مثل هذا الحجم من التكنولوجيا

منظمات العبث المجتمعى :-

و تلك المنظمات الهلامية التى ينشئها اشخاص بعيدين كل البعد عن الاختراع و الاختراعات بغرض الظهور او جمع الاموال و الدعم على حساب المخترعين الذين لا يبحثون  عن هذا الهوان و انما يبحثون عن عزتهم و كرامتهم قبل اى اعتبار اخر

هل من المنطق ان يتم انشاء كيانات لأشخاص تجمع و تخلط الاوارق بين من ينتمون للبحث العلمى و من لا ينتمون و هل من المنطقى ان تطرق تلك الكيانات لمثل هذا المستوى من العبث الانسانى و تنحدر لمستوى النزاعات  السياسية و تحشر انوفها الحمراء المنتفخة فى الامور الاقتصادية المعقدة ؟


سحرة فرعون و مهرجين القصر :-

امام شاشة التلفاز يمكنك قول كل شئ عابث و انتظر هؤلاء ليصدقونه هذا هو مبداء الكثير من من يطلون علينا يوميا يدعون انهم مخترعين ثم يدعون انهم قدمو علما ثم يعيشون معنا لمدة دقائق معاناة مع العدو الخزعبلى دارت داخل عقولهم الشاردة و التى لن تعود لأنها اغلقت الباب من الداخل و رحلت

اما هؤلاء مهرجين القصر الذين يعيدون نقل كل تجارب الاخرين من خلال الانترنت او الكتب الصفراء و يظهرون ليصدعو اذاننا على انها اختراعات جديدة او تقنيات حفى عليها الغرب  هو قد لفظها من البداية و شبع منها سخرية تارة و سخطا تارة اخرى

او هؤلاء الذين كانو الملاز الاخير عندما يتحدثون و يدافعون عن عبث بكل ما تحمل الكلمة و يصرون على انه اختراع يستحق الاهتمام


ان هذه الامثلة البسيطة التى لو اكملناها و ضفنا عليها المجتمع المصرى و ارهاصاتهم تجاه المخترعين لوجدنا اننا نكتب قصة اشبه باوليفر تويست او سيدة يعيشها كل مخترع فوجئ انه مصرى و عليه تقبل هذا الواقع المرير اللعين


ان هؤلاء لا يقلون خطرا عن لارهاب الذى يمارسه بعض الجماعات فهؤلاء يقتلون اشخاص و يدمرون فى الارض و هؤلاء يقتلون حضارة و يعتقلون اشخاص و يعذبونهم لحماية مصالحهم الشخصية البغيضة او لحماية مصالح هؤلاء الذين يدفعون لهم الكثير الكثير او ربما خائفون ان يخرجون من اموال دافعى الضرائب لأفادة دافعى الضرائب بأنجازات هؤلاء العلمية.... 

0 تعليقات:

إرسال تعليق