Ads

حملات المرشحين وسلوك الدببة



حملات المرشحين وسلوك الدببة

بقلم هيام محى الدين 
التفت جماعات التأييد وحملات الدعاية حول كل من المرشحين للرئاسة وتعددت أغراض المؤيدين والمعارضين سواء كانت أهداف البعض هي التسلق والشهرة ؛ ونيل المكانة لدى المرشح تمهيدا لتولي منصب ما سواء كان مرشحه بعد الانتخابات رئيسا للدولة أو زعيما للمعارضة ففي كل فائدة أو كانت أهدف البعض الآخر الحماسة الزائدة والحب الجارف لمرشح في اندفاع عاطفي يلغي التفكير الهادئ السليم أو كان عضو الحملة له رؤية ورأى جعله ينحاز إلى واحد من المرشحين للرئاسة دون الآخر كل هذه الأطياف موجودة في حملات الدعاية لكلا المرشحين.
وكما يحدث في كل الانتخابات في جميع أنحاء العالم تبحث حملة كل مرشح عن سلبيات المرشح المنافس ، وتحاول أن تبرزها وتضخمها أمام الناخبين لتصرفهم عن اختياره كما تؤكد على إيجابيات مرشحها لتجمع الناس حوله وفي الحملات الانتخابية الرئاسية في مصر نجد ذلك واضحا بين حملات تأييد المشير عبد الفتاح السيسي وحملات تأييد منافسة السيد/ حمدين صباحي فكل حملة تهاجم المرشح المنافس وتنشر وتذيع قدرات ونضال مرشحها ؛ ومع اندفاع كل حملة في التحمس لمرشحها تحدث أخطاء تشبه اخطاء الدبة التي قتلت صاحبها لتبعد عنه الذباب ؛ وكل من المرشحين يجد نفسه عاجزاً عن علاج هذه اأخطاء خوفا من أن ينفض المؤيدون من حوله ؛ أو أن يسيء إلى من يتحمس له بحسن نية.
فنجد مثلا أن فئات من أعضاء الحزب الوطني تؤيد بحماس شديد المشير السيسي وتعقد المؤتمرات وتطبع اللافتات مما يعطي لحملة المنافس سببا للهجوم على المشير على أنه مؤيد من فلول النظام السابق ونجد في مقابل ذلك هجوم مؤيدي حمدين على العسكريين بما يمس كرامة الجيش المصري الذي يكن له المصريون احتراما كبيرا وعرفانا لدوره الحاسم في حماية مصر في الداخل والخارج مما يجعل فئات واسعة من الشعب تنفر من هذا الهجوم على الجيش.
وهذا الموقف مجرد مثال لما تتبعه حملات التأييد من أخطاء في حق مرشحها الذي تؤيده ؛ وقد استغلت كل حملة أخطاء الحملة المنافسة بشكل مبالغ فيه لم يصب في صالح مرشحهم بقدر ما صنع تعاطفا مع المنافس فحين تتهم حملة السيسي حمدين بأنه عاطل ترد حملة حمدين بأن السيسي أدى التحية العسكرية لمحمد مرسي كقائد أعلى ؛ وهي ترهات وتفاهات تضر بقائليها وبمرشحهم أكثر مما تفيده.
والحملات التي تلتزم بالحقائق الموضوعية وتقوم بالدعاية لمرشحها من خلال تاريخه الوطني ونضاله ومواقفه دون أن تحط من قدر المنافس أو تهاجمه في شخصة وسمعته قليلة نادرة وتقتصر على المناظرات في برامج القنوات الفضائية حين يكون مقدمها إعلاميا محايداً محترفا غير منحاز ؛ وفي رأيي أن احترام المنافس والابتعاد عن السباب الشخصي له يعطي للمرشح الذي نؤيده احتراما أكبر وتوقيرا أعلى وأصواتا أكثر ؛ فالمصريون يحترمون ويحبون من عف لسانه وسما خلقه ، وتحدث عن منافسه بموضوعية وحياد ، ولا يمنع ذلك من أن أتحدث عن سلبيات المنافس بصدق وبدون مبالغة وأن أضعها في موضعها الحقيقي دون إسفاف أو تجريح فأكسب تعاطف الناس وتأييدهم للمرشح الذي أدعو له.
هذا عن الحملات وجماعات التأييد أما عن المرشحين وقد أدلى كل منهما بحديث طويل للقنوات التليفزيونية المستقلة [ لم تستضف القنوات الرسمية أيا منها ؟! ] فقد كان كل منهما على مستوى رفيع من الحرفية في مغازلة أصوات الناخبين ؛ فتحدث المشير بصوت هادئ واثق وفكر مرتب تم إعداده بصورة متميزة لمواجهة الجماهير دون خطابية زاعقة أو انفعال يخرج صاحبه عن الموضوعية حتى وهو يعترض بحسم على استخدام أحد المذيعيين لكلمة العسكر ؛ وصال وجال كقائد عسكري ومدير سابق ومدير سابق للمخابرات الحربية ليؤكد استيعابه لقضايا الأمن القومي والسياسة الدولية ورؤيته لمستقبل مصر من خلالها ؛ كما تحدث عن السياسة الداخلية ومشكلات الاقتصاد والتنمية مؤكدا على الاسستعانة بالخبراء والعلماء في حل المشكلات وفي مشروعات التنمية ؛ كما كشف عن نواياه في الحسم والجدية في استعادة الأمن الداخلي ؛ والإنتاج الزراعي والصناعي واستغلال الطاقة البشرية المصرية في عمل جاد منتج ولم يتحدث عن منافسه بخير أو شر أما المرشح السيد حمدين صباحي فركز على تاريخه النضالي في معارضة نظام مبارك ونظام الإخوان وانحيازه للفقراء وبرنامجه الذي يتركز على العدالة الاجتماعية ؛ وهاجم بضراوة تدخل المؤسسة العسكرية في السياسة مؤكدا أن واجب الجيش الحفاظ على الأمن القومي والدفاع عن حدود البلاد وتحدث يضمير المتكلم بشكل فيه إصراف كما تجنب الحديث عن العلاقات العربية والدولية والسياسة الخارجية وهللت كل حملة لمرشحها وبرنامجه وحديثه ورؤيته ؛ وكل يرى صالح الوطن في وصول مرشحه لكرسي الرئاسة ورأيي الشخصي أن ما مرت به مصر خلال السنوات الثلاث الماضية من أزمات في الأمن والاقتصاد وتعرض لإرهاب أسود لم تشهد مثله طوال تاريخها الحديث ؛ تحتاج إلى رئيس قوي الشخصية ، منضبط السلوك عميق الوطنية قادر على الابتكار والإبداع والقيادة والاقناع ؛ يملك مشروعا قوميا كامل التفاصيل وليس مجرد برنامج انتخابي لرئيس يمتلئ بالوعود البراقة التي لا يملك صاحبها القدرة على تحقيقها فقد عانينا من مشروع النهضة الإخواني ؛ كما عانينا من وعود مبارك بالانحياز للفقراء ولم يملك أي منهما القدرة أو حتى النية الصادقة لوضع وعوده البراقة موضع التنفيذ.
وكل مصري وطني يحب هذا البلد عليه أن يختار الرئيس القادم على أساس من المواصفات المطلوبة لهذه المرحلة وأن يطرح رؤاه الأيدلوجية وعواطفه الشخصية جانبا ويختار الأقدر على اجتياز هذه المرحلة.
                          هيام محي الدين








0 تعليقات:

إرسال تعليق