Ads

التكلفة الاقتصادية لاحتفالات شم النسيم

الدكتور عادل عامر
لا يزال الفقر يشكل إحدى المشكلات الرئيسية في مصر والعديد من دول العالم, باعتباره أحد أهم معوقات التنمية, لذا يحتل القضاء على الفقر أولوية أساسية في اهتمامات متخذي القرارات وصانعي السياسات في مصر. ويتناول هذا التقرير التعريف بمفهوم الفقر وأنواعه, ورصد لمستويات الفقر في مصر وبعض دول العالم, وتأثير الفقر على الأسرة المصرية من حيث الأوضاع الديموجرافية والحالة التعليمية والصحية والعملية وكذلك الأوضاع المعيشية كممتلكات الأسرة والظروف السكنية, وأثر الفقر على منظومة القيم الاجتماعية والسياسية للأسر المصرية, كما يتناول آراء أفراد القرى الأكثر فقراً حول أهم الخدمات والمرافق التي يجب على الحكومة أن تبدأ بتطويرها في تلك القرى.بالرغم من ذلك مازال المصريين يتناولوا آلاف الأطنان سنويًا من الفسيخ الذي يقدر بقيمة ملياران جنيه خلال الاحتفال بعيد شم النسيم، لان الفسيخ وباقي الأسماك المرتبطة بهذا الاحتفال سلعة رخيصة الثمن إلا أنها تكون باهظة الثمن في هذا الوقت، ومع ذلك تزيد نسبة الشراء والإقبال عليها من مختلف طبقات الشعب. وتقدر الهيئات المصرية عدد الأسر التي تشتري الفسيخ وخلافه من الأسماك الأخرى نحو 20 مليون أسرة، تنفق كل منها 200 جنيه في المتوسط، أي أن إجمالي الإنفاق يقدر بنحو ملياران  جنيه، وأن ارتفاع الأسعار لا يمثل عائقًا أمام المواطنين خاصة أنهم لا يزداد إقبالهم على مثل هذه المأكولات إلا في موسم شم النسيم. أن مصر بعد أحداث 25 يناير أصبحت أكثر فقراً، حيث وصلت نسبة الفقراء إلى 25.5% و الفقر المدقع إلى 4.8% من إجمالي سكان مصر، مضيفة أن هُناك أسر مكونة من خمسة أفراد تعيش بدخل 172 جنيه في الشهر، في حين أن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عندما درس نفس العينة لمعرفة الدخل المناسب لكي تعيش أسرة مكونة من 5 أفراد بحياة كريمة، قُدرها بثلاثة آلاف جنيه في الشهر. لان هُناك870 منطقة عشوائية في مصر و53% من سكان مصر يعيشون في العشوائيات في بيئة خالية من الرعاية الاجتماعية، ومن الظواهر المترتبة على الفقر أيضا البطالة وخاصة بعد قانون الخصخصة وأثره على المجتمع. فنحن نحتفل بأعياد الربيع منذ عهد الفراعنة في مصر فهو من الأعياد الفرعونية ولكن تختلف مظاهر الاحتفال لدينا عن أجدادنا الفراعنة الذين يطلقون عليه يوم إعادة الحياة وفى العصر الحديث يحتفل جميع طوائف الشعب المصري بالخروج إلى المتنزهات وتلوين البيض واكل الفسيخ فيكون هذا اليوم له طابع معين عند المصريين والاحتفال به والاستمتاع بجو الربيع المتميز وارتبط عيد شم النسيم عند الفراعنة بالظواهر الفلكية، وعلاقة الإنسان بالطبيعة وتفتح الأزهار والنباتات، ولذلك فإن احتفال المصريين به هو احتفال بـ«عيد الربيع» الذي حددوا موعده بالاعتدال الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه طول الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل. وأطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم «عيد شموس” أي عيد «بعث الحياة»، وتم تحريف الاسم على مر الزمن إلى “شم” وأضيفت إليه كلمة “نسمة” نسبة إلى الربيع، فأصبح اسمه المعروف حتى يومنا هذا «شم النسيم».وتشمل أطعمة شم النسيم التقليدية المفضلة، التي انتقلت من الفراعنة عبر العصور الطويلة إلى عصرنا الحاضر وارتبطت بهذا العيد وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الاحتفال به، ومن هذه الأطعمة المميزة (البصل، والفسيخ، والخس، والبيض الملون، والحمص الأخضر “الملانة”).
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية

 عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

0 تعليقات:

إرسال تعليق