بقلم :مجدى مرسى
*رغم الظروف الأمنية الصعبة والمشاكل السياسية ..رغم التطورات الخشنة والناعمة لهذا الوطن ..مازال هناك أمل العمل ،فبعد ما ضاق بى الحال نفسيا وعقليا ذهبت مسرعا إلى حبيبتى ومعشوقتى ..وأرتميت فى حضنها حيث الراحة والسكينة والحب ، حيث المناظر الخلابة والجمال الفتان وما حباها الله من طبيعة جغرافية ساحرة يتكالاب عليها العديد والعديد منذ الأزمان الغابرة ، فقد عرفها التاريخ بعد وضع لمساتها وحجر أساسها مع العلم بأن هو أول من ذاب فى عشقها من خلال ترابها وجمالها ومباهها وشوارعها ومغاتنها والأجمل فيها هو شعبها ناسها الطبين ،رغم كل المصاعب والأحداث التى تحيط بها فهم ناس ودوديين طيبين إلى أبعد حد ، حتى لا أكن مجامل فيها بعض الباعة اللذين يسوءو إليها من خلال البيع والشراء .
*وصلت اليوم الأول وفى اللحظات الأولى أحسست كأننى فى بلد أخرى وعالم أخر..الهواء يعانقنى والأرض تنبسط تحت قدمى والبحر يبتسم لى بصوته العذب ومنظره الجميل أنجذب لها ولم أحس بعدد الساعات التى أقضيها على شوائها ومقاهيها ،ترجلت فى الشوارع مثل الطفل الذى يتعلم المشى لأول مرة والأم تفتح زراعتها حتى يجرى ويرتمى فى حضنها بكل ما فى المشهد من حب وحنان ، وصلت السيارة على ناصية شارع خالد بن الوليد دخلته فرحا سعيد متفرجا مندهشا ومتعجبا لسلبيات البائعين على جانبى الرصيف !! ولكن هذا طبيعى نتيجة الثورة التى مرت بمصر ،أكثر من ساعتان ولم أحس بالوقت فمن الطبيعى هناك إذابة بينى وبين جميلتى .قرب نهاية الشارع وجدت مشاجرة مثل المسلسلات التليفزيونية كلها تمثيل فى تمثيل عادى أن يمسك البلطجى سنجه أو سيف ويخلع القميص أو التى شيرت ويمضى فى بقعى صغيره ذاهبا وإيابا ويصرخ بصوت عالى بكل ما يحلو له من شتائم بصوته الحمارى متلفظ بألفاظ تعبر عن التربية القزرة وعن العائلة الساقطة التى أنجبت مثل هذا الوقح .
*وقفت متفرجا وجدت إمراءه ترتدى إزدال إسلامى
المراءه : فيه أيه
مجدى : خناقة كما ترى
المراءه :أنت بتتفرج مش خايف
مجدى : بتفرج مثل أى فرد ، وأعلم بأن هذه تمثلية ستنفض بعد دقائق قليلة
المراءه :ممكن تتعور من حجر أو سنجه
مجدى: أنا صحفى وواقف أسجل هذه المشاجرة بزاكرتى ..فبعد دقائق إنفضة الخناقة وذهب المتفرجين كلا إلى حال سبيله .
المراءه :تعالى نمشى من الناجية دى ( لوحة بيدها إلى شارع متفرع )
مجدى : تفضلى
المراءة : أنت بتحضر هنا بإستمرار
مجدى : ليس بشكل دائم
المراءه : فين زوجتك
مجدى : توفيت
المراءه : طيب وكيف تقضى لليلتك .
مجدى : إما فى الشارع متفرجا مترجلا أوفى الفندق .
المراءه : تحمل فى يدها اليمنى شنطه بلاستك وعلبة فيها حمالة بنطلون رجالى فقالت أناببيع كما ترى هذه الحملات .
مجدى : بعض ما عرضت هذه الأشياء ... بداء يحظر من هذه البائعه المتجولة وما تحمله من مخاطر ، فرد عليها أسمك أيه .
المراءه : عزه
مجدى : حاول أن يخرج من الموقف الذى وقع فيه بشكل دبلوماسى وبدون إحراج لهذه المراءه الجريئه ..طيب أنا ممكن أستاذن .
عزه :إحنا قربنا على المستوصف .. لأن ضرسى بيوجعنى وأريد أن أقطع تزكره كشف .
مجدى : نظرة فى ساعتى عندى ميعاد بعد ربع ساعة على أول شارع خالد بن الوليد ..أستاذنك فرصه سعيده ياعزه مع السلامه فى هذه اللحظات أسرعت الخطى مبتعدا عن هذه المراءه وسط زحمة الناس والباعه على الر صيفين يمينا ويسارا حتى وصل إلى محل مشويات دخل وطلب نصف فرخه مشويه شيش على الفحم مع الأرز والسلطات ، جلست على المنضدة داخل المحل أنظرعلى الحوائط والمكان غير مريح واضح كان محل سمك وقلب فراخ ( كله أكل عيش )
-بعد الإنتهاء حاسبت الجرسون وخرجت إلى الشارع أنطلق فى الهواء بين أحضان الطبيعه .. والناس والمارة وكلى حب وإنسجام بشكل كبير جدا .. للحظات ووجدت مقهى ولكن يكتب عليها كازينوحسب ترخيص المكان ،جلست على الكرسى أريح قدمى من ضيق الحذاء والبدله ولكن .. الجنتله .
0 تعليقات:
إرسال تعليق