Ads

المنهج العلمي والحياد القيمي


دكتور عادل عامر
ان اصل الدين لا يمكن ان يستخلص من دروسة مجموعة الطقوس والشعائر الدينية حين تدرس بمنهج الملاحظة الاجتماعية او الاسلوب الاحصائي او دراسة الحالة او المسوح الاجتماعية وغيرها من مناهج علم الاجتماع واي دراسة من هذا القبيل لا تستعين بالوحي فإنما هي ضرب من الحدس والتخمين لا تمت إلي العلم بصلة  وذلك لانة لا سبيل إلي البحث في أصل الدين ونشأتي عن طرق التجربة والبحث العلمي لبعده عن حيز المشاهدة وارتباطه بالزمن الماضي البعيد لذلك فلا مندوحة عن استعمال التأمل والتفكير المجرد للان مصدر المعرفة بالواقع الاجتماعي لا يقتصر علي المنهج العلمي المتمثل في التجريب والتحليل وحده بل هناك مصادر اخري للاكتساب المعرفة اهمها الوحي اضافة الي الالهام والحدس كما ان الواقع الاجتماعي نفسه ليس مقصورا علي الشاهد المحسوس فقط بل انه يشتمل علي المعنويات والروحانيات التي لاتحدس ولا تقاس
ان المنهج العلمي  يؤكد الحياد حيال القيم من قبل الباحث حتي لا تغطي عقيدتة الموجهة وامانية ورغاباته عن حقيقة الواقع الاجتماعي تحقيقا للموضوعية الكاملة ان الاختلاف بين المجتمعات في معتقداتها وعاداتها ونظمها واقه يشاهد ويوصف فليس الواقع الاجتماعي شيئا اذا لم يكن خروجا علي فقيم الاسلام او دخولا في قيمة ومن ثم فهو لا يغفل ما ينبغي ان يكون علية الواقع المدروس يفرض المنهج العلمي على الباحث أن يكون موضوعيا في دراسته وتعني الموضوعية فهم أو تصوير الواقع كما هو فان أول التزام أخلاقي للباحث العلمي هو الالتزام بالموضوعية , فالموضوعية هي المبداء الأخلاقي الأول في العلم وهي ليست نقيض للالتزام ولكنها نقيض لللاموضوعية وكلاهما يرتبط بالالتزام وعلى هذا فأن اول التزام اخلاقي للباحث العلمي هو الالتزام بالموضوعية ومن اهم شروط الموضوعية : الحياد القيمي للباحث والتنزه عن الاهواء الشخصية وعدم الاحياز وهو على حق حين يتسال بدهشة كيف يكون الباحث ملتزما ويكون موضوعيا في نفس الوقت .
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية

 عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

0 تعليقات:

إرسال تعليق