Ads

سكراتُ امرأةٍ حية



تنسى عمرًا
أهديتـُكَ فاكهةَ الروحِ .. قطافَ العقلِ
فُلّـاً لم ينبتْ إلّا فى عينِ القلبْ
أقسمتُ عليكَ
أن لا تُلقِ بعد رحيلى
فى سلّةِ حجرةِ مكتبتكَ أوجاعًا مرتْ
أن لا تنزع أستارًا
ــ شهدتْ رحلتَنا فى إسرائِكَ و عروجي ــ
عن شُباكِ سريرى
أن لا تعطى للباعةِ
منديلى .. معطفَ أحزانى .. جوّالى .. قارورةَ عطرى
بالثمنِ البخسِ
وأن تتركَ أشياءَكَ تذكـرُ هذا النّصَّ
تُرتّلُ أحزانًا تشتاقُ إلَىّ
أن لا تمحو من ذاكرة الأشياء ببيتكَ
إيقاعَ الخطوةِ من قدمى فوقَ العتباتِ الثكلى
حين الخوفِ .. وحين الفرحِ .. وحين الحزنِ
لكى تفسحَ دربًا للأخرى 
فى هذا الركنِ المنسيّ
أن لا تكسرَ فنجانى
لا تمسحْ بصماتِ القلبِ المجهدِ
عن كاساتِ الذكرى 
أعدُكْ ..
سأُسافرُ دونِ ضجيجٍ .. يُقلقُ
ساعدنى أن يبقى لى
ركنٌ فى هذا البيتِ
لكى تأنسَ جدرانًا كم جادتْ بالحبِ علىّ
2ــ
أحفظُ دربي ..
من بابِ الرّحمِ إلى حدِّ الرّحمنْ
أعرفُ كم مرّتْ بالأفراحِ ..
وكمْ جادَ الدَّربُ 
على القلبِ الأشقرِ بالأحزانْ
لا تتعجبْ
حين تُقابلُ ظلّى فوق فراشِكَ
حين ترانى أنمو فى أصيصِ الزّهرِ المُهلِ فى التّراسِ
.. برغم تجاهلك الواضح أن تمنحَها قطرةِ دمعٍ بعد فراقى 
ترويها أمطارٌ تحنو ،
فى ذكرى ليلةِ ميلادى بين يديكَ ..
وهذا التاريخ الغاشمُ
عمدًا ينسى
لكنى أُقسمُ
أن أغرسَ سكينَ الذكرى فى قلبِ جميع الأقرانْ
3ــ ..
لا بأسَ بقَسَمٍ آخر ..
قسمًا بالليل الجاحدِ
حين يخبئ تحت رمادِ الظلمةِ
سنبلةً لازالت فى طور المهدْ
سأُهادنُ شيطانَ الوقتِ
وكل العثراتِ .. أُصاحبُها
وأُصالحُ جنّى الموتِ
أُريكَ جنونى فى ليلِ المدّ
ستُفاجأُ عند عبورى من بابِ الحلمِ
لأحكى عن سحرٍ أحلى
يمتدُ لخصرى عند غيابِ الشمسْ
سأمدُّ يدى
فى صدرِ الليلِ ـ بعنفٍ ـ كى أقبضَ أسرارَ النفسْ
أرقصُ
أرقصُ حتى أُربِك كلَّ فصولِكَ ..
وتطيبُ ثمارُكَ
وغصونُكَ فى عينِ الدّهرِ ستمتدْ
وسأقطفُ من حوضِ الفلّ المنسى بقلبِكَ،
أختصرُ مسافاتِ الرحلةِ
من حبلِ السرّة حتى باب اللّحدْ
4ــ
بعد الفاصلِ
خبرٌ عاجلْ
هل تعرفُ ..؟
طمسوا التاريخَ بإصرارٍ قاتلْ
عاداتٌ نعتادُ عليها
من بطشِ الحُكِّام المرضى
أُخبركم .. بعد الفاصلِ
أنّى
سِرًّا خَلّفتُ نقوشًا فوق الجدرانِ الحيّةِ
تُخبركم عنّى
أبياتُ الشعرِ الولهى
ونشيدًا من قلبى حين تَجمّد خوفًا
ونشيدًا عن قلبٍ سال حياةً وحياءْ
وطبعتُ بمكرِ الأنثى قبلاتٍ سكرى
تسبحُ فى جيدِ الليلِ ،
همستُ بسرٍ فى أُذنِ النّجماتِ ،
ولم أنس أسماءَ الشّعراءِ الحمقى
حين اعتادوا تكرارَ المشهدِ تحت الأضواءْ
وأضفتُ التّوقيعَ الصامتَ
بهدوءٍ
لا داعى أن تقلقَ منّى
إنّى..
محضُ إمرأة ..
ماتت بين الأحياءْ
هبــــة عبد الوهاب

0 تعليقات:

إرسال تعليق