الأحد، 23 فبراير 2014

يمضى الحب أعمى ويقوده الجنون


د(إيمان الخولى )
*************
إذا تكلم الجنون فليصمت الجميع وليتحدث قلبى
فما الجنون إلا طفل يتنعم بروائح النسيم التى تهب من زهور حبى
وإذا منى تاه الإحساس ضاعت كل حروفى
ومن يبحث عن معنى الحب فاليبحث عن حبى المجنون داخل قبرى
وعن إرتباط الحب بالجنون أروى لكم قصتهم
ففي قديم الزمان. وفى سابق العصر والأوان
حيث لم يكن على الأرض بعد إنسان ،، كانت صفات الفضائل والرذائل تطوف
العالم معا وتشعر بالإكتئاب والملل
وفي ذات يوم من الأيام
شعر الجميع باليأس وإشتد عليهم الملل
ولحل مشكلة الملل المستعصية
أقترح ((الإبداع)) لعبة؟؟ أسماها (( الإستغماية ))
أحب الجميع هذة اللعبة
وصرخ (( الجنون )) أريد أن أبدأ.. أنا أنا من سيغمض عينيه
وأبدأ في العد وأنتم عليكم بالإختباء مباشرة
ثم أسند مرفقية على شجرة وبدأ بالعد : 1..2..3
وبدأت الفضائل والرذائل بالإختباء
وجدت (( الرقة )) مكانا لنفسها فوق القمر
وتلااااااشى (( الوفاء)) بين الكنوز والدرر
وأخفت (( الخيانة )) نفسها في كومة من القمامة والعفن القذر
وأختفى (( الولع )) بين الغيوم فى السماء
ومضى (( الشوق )) إلى باطن الأرض
وضااااااااع (( الصدق )) بعيداً بعيداً عن النظر.
أما (( الكذب )) فقال بصوت عال: سأخفي نفسي خلف ألسنة البشر
وأستمر (( الجنون )) بالعد: 77...78...79..80..
خلال ذالك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها
ماعدا(( الحب))؟؟ كعادتة لم يكن صاحب قرار
وبالتالي لم يقرر أين يختبى؟؟؟؟
وهذا غير مفاجئ لأحد .. فنحن نعلم جميعا كم هو صعب أخفاء (( الحب ))
تابع (( الجنون ))عدة: 97.....98......99....وعندما وصل في العد إلى 100
قفز (( الحب )) وسط بستان من الورد وأختفى بداخله
فتح ((الجنون )) عينية وقال : أنا أت إليكم
كان (( الكسل )) أول من أنكشف ؟؟ لأنة لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه
ثم ظهرت (( الرقة )) المختفية في القمر
وبعدهاخرج (( الكذب )) من فحش الكلام ؟؟ مقطوع النفس
وعاد (( الشوق )) من باطن الأرض
وجدهم (( الجنون )) جميعا ماعدا (( الحب ))
كاد الجنون يصاب بالإحباط واليأس ،، في البحث عن (( الحب ))
ولكن قام (( الحسد )) بطبعة الحسود
وهمس في أذن (( الجنون )) وقال لة: (( الحب )) مختفي في أجنة الورد
ألتقط (( الجنون )) شوكة أشبة بالرمح ،، وبدأ في طعن أجنة الورد بشكل
طائش
ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلب
ظهر (( الحب )) وهو يحجب عينية بيدية والدم يقطر بين أصابعه
صاح (( الجنون )) نادما: ياإلهي ماذا فعلت؟؟؟!!
لقد أصبت الحب حتى فقد البصر ..
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد ان أفقدتك بصرك؟؟؟؟
أجاب (( الحب )): لن تستطيع إعادة النظر لي
لكن !! لازال هناك ما تستطيع فعلة لأجلي ؟؟؟؟!!
ولعل بذلك يرتاح ضميرك من غلطة لاتغتفر
... كن دليلي ...ومن وقتها صار الجنون دليلا للحب
وهذا حقاً ما حصل بالفعل
يمضي (( الحب )) أعمى .. يقودة (( الجنون ))
ويكون الحبيب هو المجنون الذى أعمى البصر من شدة الحب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق