السبت، 15 فبراير 2014

مراسلون بلا حدود": تراجع لحرية الصحافة في العالم

نشرت منظمة "مراسلين بلا حدود" نتائج دراسة التصنيف السنوي لحرية الصحافة في العالم، خلصت فيه إلى "تدهور طفيف" في كثير من البلدان، مسجلة سوء "استخدام الحجة الأمنية" لملاحقة صحفيين ومصادرهم حتى في الديمقراطيات التقليدية.
في دراسة سنوية أُعلن عن نتائجها يوم الأربعاء (12 فبراير/ شباط 2014)، خلصت منظمة "مراسلين بلا حدود" إلى حدوث "تدهور طفيف شامل" في العالم مقارنة بالعام الماضي لحرية الصحافة، وذلك ضمن تصنيف سنوي تقوم به المنظمة لحرية الصحافة في 180 بلدا حول العالم.
وأظهرت الدراسة أن الولايات المتحدة الأمريكية تراجعت 13 مرتبة الى المركز 43. يأتي ذلك عقب صدور حكم قضائي بحق الجندي الأمريكي برادلي مينينغ بالسجن لمدة خمسة وثلاثين عاما لتسربيه معلومات من وزارة الدفاع الأمريكية لموقع "ويكيليس". أما إدوارد سنودن الذي عمل في السابق لصالح وكالة الأمن القومي الأمريكية والذي كشف عن عملية تجسس موسعة تقوم بها أجهزة الاستخبارات الأمريكية، فقد أعرب عن قناعته بأنه لن يحظى بمحاكمة عادلة في بلاده. وقد كانت رسالة واشنطن واضحة في السنتين الأخيرتين، مفادها "أن كل من يمد الصحافة بمعلومات دقيقة وسرية حول مؤسسات الدولة، فإنه سيواجه أقصى العقوبات"، كما يوضح كريستيان مير، المدير التنفيذي لمنظمة "مراسلين بلا حدود" عند تقديم نتائج الدراسة
وفي حوار مع DW، يقول مير إن "الولايات المتحدة الأمريكية لم تشهد يوما ملاحقة للصحفيين ولمصادرهم بذات الحدة التي هي عليها الآن"، محذرا في الوقت ذاته بالقول: "إذا أصبحت المصادر متوجسة (مما قد يلحق بها)، فإننا سنشهد تراجعا مصيريا لحرية الصحافة وانتكاسة مأساوية للأسس الديمقراطية". "إشارات فضيعة" تلك التي يتم إرسالها لدول مثل تركمانستان وسوريا وتركيا، على ما يوضح مير. ويضيف قائلا: "فإذا لم تعد الديموقراطيات التقليدية تنظر إلى حرية الصحافة كثروة قيّمة، فإن البلدان الأخرى لن تشعر بأنها تحت ضغط، طالما أن لا أحدا يطالبها سياسيا بضمان حرية الصحافة"، في إشارة إلى ما واجهته صحيفة "غارديان" البريطانية من ضغوطات لإجبارها على إتلاف مصادر المعلومات والأجهزة المخزنة فيها والتي مدها إياها عميل الاستخبارات السابق الأمريكي سنودن. واستنادا على قانون الإرهاب قامت السلطات البريطانية بالتحقيق مع صديق صحفي "الغارديان" غلين غرونوالد الذي نشر تقارير حول تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية.
حرية الصحافة في الشرق الأوسط
وفي بلدان الربيع العربي لم تسجل المنظمة الدولية أي تقدم بخصوص حرية الصحافة. ويوضح مير لـDW أن التطورات المتسارعة التي عمت المنطقة، "زرعت آمالا من الصعب تحقيقها، فيما أثبتت التجارب السابقة أن تغييرا مفاجئا في نظام الحكم نادرا ما قاد إلى تقدم مستمر".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق