بقلم : م. أحمد نبيل
البركة فى الشباب .. جملة ترددت علينا كثيرا الفترة الماضية من قبل الأجيال السابقة وخاصة جيل الأربعينات فعندما تتحدث معهم عن أحلامهم ولماذا لم يجتهدوا طيلة حياتهم ليحققوها يقولون لك " البركة فى الشباب " وكأن الشباب مطالب منه أن يجتهد ليحقق أحلامه وأحلامهم وأن يصلح كل ما أخطأوا هم فيه أو بمعنى أصح أن يحقق ما تنازلوا هم عنه ، لكن الغريب فى ذلك إنه عندما قام الشباب بثورة على نظام حكم فاسد أفسد عليهم كل ما تمنوه طيلة حياتهم مطالبين بالتغيير حتى يتمكنوا من البدأ فى تحقيق هذه الأحلام وقف لهم هذا الجيل بكل قوة ظنا منهم أنهم لا يريدون الخير لوطنهم وأنهم منساقون وراء أهواء الغرب فى تدمير كل ما هو جميل حسب رؤيتهم الخاصة ، وكانت حجتهم فى ذلك أن الشباب ليس لديهم الخبرة الكافية للنهوض بالوطن ولا يمكن وضعهم فى أى مناصب تنفيذية هامة تقود البلد ، فلماذا إذن البركة دائما فى الشباب ؟؟
والأن وبعد محاولات عديدة لإجهاض الثورة من قبل أعدائها والحريصين دائما على مصالحهم الخاصة دون التفكير فى الصالح العام إذن البركة مش فى الشباب ... " البركة فى أبناء هؤلاء الشباب " فالتغيير يبدأ بتغيير طريقة التربية وأسلوب التفكير الذى أجبر عليه هؤلاء الشباب ، ومستقبل مصر متوقف الأن على رؤية الشباب فى تربية الجيل القادم الذى سوف يكون مختلف كليا عن الأجيال السابقة ، جيل لن نستطيع أن نوقفه أو نقف أمامه مرة أخرى ، فكل الوسائل والأدوات متاحة له ، ستكون التكنولوجيا ليست بشئ جديد عليه يجب أن يتعامل معه ، سيولد هذا الجيل فى ظل الإنفتاح والعولمة الذى تشهده دول العالم أجمع ، ولكن هذا لن يتحقق إلا إذا تم توجيه هذا الجيل إلى الطريق الصحيح وتعليمه بطريقة مختلفة تماما عن ما تعلمناه من أباءنا والجيل الذى سبقنا ، فمن العجيب أن أغلب من يتكلمون عن مستقبل مصر الأن هم من يتعدون الخمسون عاما ، يجب أن نعلم جيدا أن مستقبل مصر بيد شبابها وأبناءهم وليس أجدادهم .
والأن رسالتى إلى شباب مصر ، شباب الحرية وثورة 25 يناير ، الشباب الثورى الحالم دائما ، شباب القيم والمبادئ التى لا تتغير أبدا مع تغيير الأحداث ... ربوا أولادكم على الحرية والكرامة وعدم التنازل عن الحقوق ، علموهم كيف يقودوا أنفسهم قبل أن يقودوا الوطن ، إتركوا لهم الحرية فى الإختيار دائما ، ولا تكونوا عبئا لهم فى تحركاتهم ، ثقوا بهم حتى يثقوا بأنفسهم ، كونوا بجانبهم وليس أمامهم ، لا تجعلوا اليأس يتملك منكم ، تزوجوا وأنجبوا أولادا أحرار يكملوا المشوار .
وأخيرا إعلموا جيدا أن أبنائكم هم مستقبلكم الذى لم تتمكنوا من تحقيقه فالبركة مش فى الشباب ... البركة فى أبناء الشباب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق