بقلم حسن عزالدين
هنا على مرفأ الحنين أمطرت سحابة الشوق الدفين رحيق خمرها .ذابت بلورات العيون سائلة على وجناتها الوردية وهي ترسم على شفاهها بسمة ً لؤلؤية الثنايا يكاد برق سناها يخطفُ وله التتُّيم ِ فيسطع على المُحيَّا فرحا بألوان قٌزح . بقيتُ ساكناً والمشاعرُ تِطْوافٌ حولها تُعلن حالة الإندياح صبابةً بغسق الليل المسكوبُ على وشاح الفجر ستراً رهفاً . أحاط بالأُقحوان ِ ثم مالبثَ أن بدأ كأس الزهر يرشحُ بقطرات الندى عوده ِ الريَّان َ فأشفقتُ على ملمسها من خدش النسيم ِ فهي مازالت درا ً مطلسما أصدافه اللؤلؤ تحمله أثواب المرجان ِ. نظرت والأحداق رقراقة بجواها لأشرعة صفقتها الريحُ دافعةً زورق الأحلام ِ حيث المُنتهى لترسو فى عين الإنسان . تحمل مكنون معناها طفلا ما زال فى غيب الرحمن محاطٌ بالعناية حيث حبلهُ السُريُّ مورد سِرَّه فى مملكة عروسها فى المخدع تتوشح جواهراً علت رأسها التيجان ُ.
على مهاد الأباء رفلتُ بثوب عزّ ٍ رضعتُ من ثدي مريم َ الأُخرى وهي تحملنى على البنان ِ ولكم باتت العذراءُ فى سحر الدُجى تهيمُ بالمثاني ولولا التعرُّف بدا لها جهرة ً ما أشرقت شمس ُ صباحي .فانزويت متكئاً على عصا موسى أرعي أغنام السذاجة مُجرَّداً عن حجاب ذاتي وقد آنست على الطور جمال مشهد ٍ فأبكاني شوق اللهيب وحسرة جزع كان قد أهتَّزَ لتساقط الثمار ِ .يا فلكا ً مخر المحيط يحمل نوى النخيل من جنان بلادي قف وأقدح من كأس الشراب فقد بلغت أرض الوداد َ هذه طيبة قد أنعمت مغرب بلادي فانجلت شمس الحقيقة على قصر النيل وقد تعين مدد خرطومها للأعيان .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق