Ads

متى يرجع المصري ؟

بقلم : محمد اسماعيل عمر
بين حين وآخر تكون المراجعة للسلوكيات والقرارات واجبة علي الافراد والمجتمعات والدول‏,‏ مراجعة يكون دافعها التقييم والتقويم‏,‏
 فما من شك ان السلوكيات التي ننتهجها والقرارات التي نتخذها, اذا ما خضعت للتقييم بعد فترة من زمنها ستفتح بابا كبيرا للحوار مع النفس يسفر في نهايته اما عن صحة ماكان او حاجته للمراجعة والتصويب..
من هنا فإن المجتمع المصري بكل افراده يبدو الآن في حاجة ماسة لهذه المراجعة, ليعرف اين يقف والي اين يجب ان يسير, فالوقت يمر وهو كالسيف ان لم نقطعه قطعنا, وحال البلد واقتصادها لايحتمل ترف التفكير والتروي والانتظار لما لايجيء, ونظرة واحدة علي احوال البلد تكفي لتذرف الاعين دماء لا دموعا, اذ لايمر يوم من دون ان نودع نفرا من ابناء الوطن بلاذنب او جريرة, وبات مشهد تشييع الجثامين امرا اعتياديا كل يوم اما بفعل الارهاب او الاهمال, وكلاهما خطر علي الوطن, وبسببهما خيم الحزن علي الناس الذين باتوا يتبادلون كلمات التعازي اكثر من كلمات التهاني بعدما ضاعت الفرحة وضلت السعادة طريقها إلي الناس وفي مقدمتهم البسطاء الذين يدفعون ثمن تخبط النخبويين ونزق الثوريين وارتعاش الحكومة ومراهقة الفضائيات, وبسبب تشتت هؤلاء وتباين مواقفهم حسب الحالة والاستفادة بعيدا عن مصلحة الوطن, يعيش البسطاء حالة الاغتراب والخوف من المستقبل الذي يسكن المجهول.
وأخطأنا عندما تجاهلنا الحقوق وساوينا بين من سقط غدرا وغيلة ومن سقط جهلا وتعمدا ممن القوا بأيديهم الي التهلكة عندما ارادوا اقتحام الاقسام والسجون او تهجموا علي وزارة الداخلية مرات عدة.
واخطأنا عندما اغمضنا الاعين عن تسلل بعض البلطجية الي قائمة الشهداء وتحملت الدولة فوق طاقتها من نفقات معاش وتعويض رغم الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة جدا.
الدولة الآن في مفترق طرق وعليها أن تحدد موقفها ومسار تعاملاتها مع الهيئات لا الافراد, فكفانا ماكان من الاذعان لأصوات من نصبوا انفسهم متحدثين رسميين عن الوطن, ممن يسبقون اسماءهم بالالقاب من نوعية ثائر او ناشط وحتي خبير بعدما اختلط الحابل بالنابل وفقدت المسميات معانيها ومضامينها, علي الدولة الا تصغي لأصوات شاذة تدعي الثورية, فالثورة قامت ولم تنصب احدا وصيا عليها او متحدثا باسمها, ولم تفوض الا الجيش لمواجهة الارهاب, وعلي الجيش ان ينفذ التفويض بكل مايتطلب الامر من قوة وحسم وحزم, علي الدولة ان تسد اذنيها ولا تشغل بالها بالاصوات النشاز وتركز جهدها علي الوفاء بالتزامات تجاه البسطاء الذي يبحثون عن قوت يومهم بدلا من الاستماع لأصوات النشطاء الغارقين في نعيم الدعم الخارجي, فالوقت ليس فيه متسع, وقوس الصبر لم يعد فيه منزع, فالوطن يعيش حالة حرب ضد الارهاب ولابد ان ينتصر, لان الشعب الذي ثار يقف خلفه وينتظر لحظة التتويج لثورته بتحقيق كل اهدافها التي قامت من أجلها.
لكى الله يا مصر
herf="http://newssparrow.blogspot.com /p/blog-page_28.html">

0 تعليقات:

إرسال تعليق