Ads

الضحية القاتلة


كانت تُعد بعض الأكواب والأوانى من أجل الغداء حينما سمعت صوت بكاء ونحيب إبنتها الرضيعة حينما إستيقظت من نومها ولم تجد أمها بجانبها ، لم تأبه لبكاء إبنتها فهى بداخلها كانت تكرهها وتبغضها ونشأ حاجز نفسى عظيم بينها وبين إبنتها بسبب زوجها الطبيب .
صوت بكاء إبنتها جعل قصتها مع زوجها تمر أمام أعينها الصغيرة الخضراء حينما كانت حديثة التخرج من كلية الصيدلة وكانت تنتظر جواب تكلفيها حيث تعرفت عليه ذات يوم بالصدفة البحتة عندما رآها وهى خارجة من الصيدلية , لقد كان ممارس عام لمهنة الطب فى تلك الأثناء وبمجرد النظر إليها وقع فى هواها وشعر أنها المختارة والمرأة الكاملة بالنسبة له , حاول مراراً أن يتعرف عليها حينما كان يذهب لشراء اى شئ من الصيدلية لرؤيتها فقط والتحدث إليها وجاء هذا اليوم الذى قرر فيه أن يصارحها بما داخله وبكل ما يكن لها من حب وذهب إلى الصيدلية ووقف أمامها ولكنه نسى ما يقول ونسى لماذا جاء وسبب مجيئة حتى شعر للحظات أنه مصاب بال زهايمر وفى درجة متأخرة جدا , ولكنه جمع شتات نفسه وبحث عن الكلمات المناسبة حتى وجدها وعبر لها أخيراً وقد كان صريح لدرجة لا يصدقها عقل ولا يقر بها منطق , تتذكر يوم تقدم لخطبتها , ووافق أهلها وتتذكر أنها كانت أسعد أهل الارض وقتها ثم بعدها بعدة أشهر تم بناء عش زواجهما السعيد وتزوجوا أخيراً وشعرت هى انه متكامل الصفات فأحبته كثيرا. ,

 ولكن ذهب هذا الحب سريعاً مع ليلة الدخلة حينما وجدته حيوان مسعور لا يفكر بعقله وانما بشهواته وهرموناته ، جرحها جرح عميق وسبب لها كثير من الآذى الجسدى والنفسى بعد تلك الليلة ونام بجانبها نومة ثور ..
جلست تفكر فيما حدث وهى تتألم ودموعها أغرقتها , الأمر طبيعى فلو أنك تزوقت شيئا مريراً فستبتعد عنه وتتجنبه للأبد بسبب تلك المرة فقط والعكس صحيح تماماً فلو أن طعمها أعجبك ستطلب المذيد دائما , وكان الأمر معها على هذا الشكل والمنوال منذ يومها الأول وتكرر ذلك لأيام حتى أنها كرهته كرهاً بغيضاً

 .وفى كل مرة كانت تصرخ وتبكى كإنها تتعرض لجريمة إغتصاب  ومنذ أسبوعها الأول قررت نزول عملها حتى تتحاشى هذا الغول الهائج وكانت معظم مشاكلهم حقا بسبب هذا الأمر , الأمر حق ومعها حق فهو طبيب ودرس كل شئ عن الجسد البشرى ونفسيته ورغباته ومتطلباته فبحكم دراسته  لو جلس مع أنثى مرة واحدة لجعلها تمزق ملابسها وترجوه أن يضاجعها وهى تعى ذلك وهو يعلم هذا ولكن أين كل هذا من علاقتهما وزواجهما؟  لاشئ حقا لا شئ . مضت الأيام وزئير رغباتها يؤرقها و لا تطلب منه شئ بسبب الأثر النفسى البغيض عليها وهو غرق فى عمله وبدأ الملل يزحف بينهما زحفا ً, كان تفكيرها الجنسى يتملك حيزاً كبيراً من عقلها ووقتها وجلست تبحث عن ما يرضيها ولم تجد،  قررت أن تعيش دور القديسة حينما علمت بأمر حملها ,هذا الذى جعلها تفكر ألف مرة فى زواجها وكانت تحدث نفسها كثيراً أن الأمر سينصلح بينها وبين زوجها حينما يأتى هذا المولود للحياة بعد كل تلك المشاجرات التى نشأت بينهما والكرهه الذى تخلق بداخلهم لبعضهم البعض. .
جائت الطفلة وهى على حالها لم تكن سعيدة بها لأنها ستربطها أكثر بزوجها الذى تتمنى موته اليوم قبل غد بعدما تغيرت معاملته معها تماماً وأصبح يضربها كثيراً ويسبب لها كدمات مشينة وجروح نفسية عظيمة , فهى خريجة الصيدلة وترعرت بالحب فى منزلها بين أبيها وأمها وأخوتها وكانت دائماً متدينة وعلى مقربة من ربها وبعد كل تلك السنين قبلت أن تعيش مع غريب لا من دمها او لحمها او حتى من أقاربها , فلماذا يهينها ويضربها ولا يمتعها؟ او حتى يحافظ عليها .ويجعلها تعيش ملكة متوجة على بيتها وإنما أمرها أن تعمل حتى تدبر بعض النفقات التى لا يستطع هو تدبرها .كانت فى بيت أهلها متوجة ينفقون عليها وإنما الآن تطهو وتغسل وتنظف وتعمل فى بيت رجل لا يعاملها بخير او بحب ,لقد إستحالت حياتها جحيماً ولم تستطع العيش بجوارة للحظات ، جاء اليوم التى إنفجرت فيه وكأنها بركان عادت له صورته من جديد وكأنها ليث وهو الفريسة , طلبت الطلاق فنهرها وأبرحها ضرباً حتى أنها لم تستطع تمييز ملامح وجهها فى المرآة . وجلست تبكى حالها وتنعيه وتعافت بعدها بأشهر , منعها هو من الذهاب إلى أهلها ورفض الطلاق مراراً وكان يغتصبها كل يوم لقد تحول تماماً، فكرت فى قتلة وسفك دمه لكنها تخاف من أن ترى دجاجة تُذبح , عادت لتفكر فى حياتها وعادت إلى عملها مرة أخرى حيث بدأت حياتها تسير بصورة تشبه الطبيعية إلى ان علمت بخيانته لها من إحدى أصدقائه .
هنا توقفت حياتها تماماً ولم تشأ أن تسير للحظة واحدة . وقررت أن تعامله بالمثل تماماً . يخونها ستخونه . يضربها ويغتصبها ستضربه وتغتصبه ولا تسألها كيف فعلت ذلك حين يوم .
هذا اليوم وهى فى فراش عشيقها وكانت تصطحب إبنتها الرضيعه معها كانت فى قمة شهوتها وكانت ببريقها تخطف العيون. وتلوع الفكر والقلوب , كانت فى فراشها المُدنس بالزنا تتلوى كالأفعى حين سمعت نحيب إبنتها , لقد كانت ترى والدتها فى موقف غريب فى فراش رجل أخر غير والدها فبكت ببراءتها لكى تفيق أمها من غيبوبتها وإزداد عويلها ونحيبها وأمها فى قمة شهوتها , حينما شعر عشيقها بالضيق فقامت عارية من فراشها لتركل إبنتها فى رأسها لتصطدم بالحائط. وتعود لها برأس مصابة بجرح غائر فتنقض عليها وهى بقمة شهوتها ركلاً ولكماً وكأنها فى حلبة قتال .لفظت الصغيرة أنفاسها وهى غارقة فى بركة من الدماء صنعتها ببراءتها وحبها لصورة أمها التى لم ترد ان تتغير يوماً ما بعينيها الصغيرتين .
 فى تلك الأثناء كان العشيق قد لاذ بالفرار من هول ما رآى من تلك الأنثى التى تحولت إلى غول ، من ذلك الوجه البرئ الذى إستحال غولاً ينشب أسنانه فى كل من يراه. بل أن الأمر تعدى أكثر من ذلك حينما أخذت إبنتها معها وذهبت إلى بيتها حينها وجدت زوجها جالساً يحتسى قهوته وفى يديه سيجاراً . بسرعة أخذت سكيناً من المطبخ وإنهالت عليه طعناً حتى مزقت جثته والدم يسيل من كل خلية بجسده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة , وضعت إبنته بجانبه وسكبت عليهم ماء جهنم (حمض كبرتيك مركز ) وكانت تنظر إلى الجثتين وهما يحترقان ويتآكلان

, وضعت ما بقى منهم فى كيس ضخم وبسرعة وخفة يد لا نعلم متى إكتسبتها أدخلتهما القبو وبدأت تفكر فى طريقة للخلاص منهما حينما وجدت جدار القبو لم يجف ملاطه بعد بسبب الرطوبة ،فكرت أن تدفنهما بالجدار كما فعل قساوسة العصر المتوسط حينما كانوا يخفون قتلاهم ، هدمت الجدار ووضعت الكيس بداخله ثم شيدته مرة أخرى بقوة وإحكام وأعادت طلاء القبو كاملاً مع وضع أوكسالات الحديد على الطلاء حتى يخيل لمن يراه أن القبو لم يطلى لمدة سنين. فقد تعلمت ذلك من دراستها فى مجال الصيدلة ..
لم تهدأ بعد وهناك عشيقها الذى قد يبلغ عنها الشرطة فى اى وقت لقتلها إبنتها , جلست تفكر للحظات هل يمكن أن يشئ عليها ويخسر حياته وزوجته وعمله وهيبته , بلى قد يشى عليها , اذن يجب أن يموت هو الأخر , دخلت المرحاض بهدوء تام وكأنها إستيقظت من نومها للتو ، دخلت وإستحمت لبضع دقائق ثم خرجت وأعدت عدتها لجريمتها التالية وهى قتل العشيق،
ذهبت لشقته مرتديه وشاحها الابيض وإن نظرت إلى وجهها وهدوء أعصابها ظننتها ملاكاً وليست ببشر , طرقت الباب مرتين قبل أن تفتح زوجة العشيق والتى لفظت أنفاسها الأخيرة بجرح غائر فى عنقها وطعنتين فى رأسها وقلبها , دخلت إلى غرفته وجدته نائماً وعلامات الهلع على وجهه ,إيقظته وجعلته يكتب إعتراف مفصلً تحت تهديد عظيم بأنه من قتل الزوج وإبنتها بخط يديه وعلى الورقة جعلته يكتب توقيعه،  جعلته يمسك السكين وأحكمت ربط يديه بالسكين بواسطة حبل متين وجعلت طرف السكين بعنقه وأدارت الحبل خلف عنقه بحيث يقتل نفسه إذا قام بشد الحبل وعقدت الحبل بالباب فقد لاحظت أن الباب يفتح للخارج ، فإن فتح أحد الباب شد الحبل فيخترق السكين عنقه , وجعلت وجهه للباب فلو دخل أحد رآه وهو يموت ، ولم تنسى أن تكمم فمه حتى لا يصرخ ، وأغلقت الباب بإحكام وذهبت ،أخذت زوجته الغارقة بدمائها ووضعتها فى البانيو وسكبت عليها أربعة او خمسة أكياس من كلوريد الصوديم الصخرى والكريوليت والجير الحى وذادت عليهما بماء لتتحلل الزوجة فى بضع ساعات فقط ولا يبقى لها أثر وتذهب أعضائها وعظامها ولحمها إلى البالوعة ولا يبقى لها آثر وبسرعة أخفت كل شئ يدل عليها وأبلغت الشرطة بأنها سمعت صوت صراخ فى العمارة المجاورة بشقة العشيق وهناك من تأذى وأبلغتهم العنوان وذهبت لبيتها هادئة النفس مرتاحة البال لأنها تخلصت من كل شئ زوجها وإبنتها وعشيقها وزوجته , بعد الجريمة بيومين أبلغت الشرطة بإختفاء زوجها وإبنتها ,وقالت فى تحقيقات النيابة أن زوجها اخذ طفلتها وذهب ليشترى بعض الأغراض ولم يعد بعد، كان المسئول عن التحقيق فى حادثة إختفاء زوجها وإبنتها هو نفسه المسئول عن جريمة العشيق الذى قتله بيديه حينما فتح الباب بعد سماع تمتمات غير واضحة من خلف الباب ونظر إليه وهو يلقى حتفه بعدما فتح الباب بسرعة جنونية وبذهول فظيع لم رآى . لاحظ أن صوت الأم المكلومة على إبنتها وزوجها ليس غريب عليه وأنه سمعه قبل ذلك ، جلس يعتصر ذهنه عصراً حتى تذكر أين سمعه ، ذهب مسرعاً إلى قسم ملفات النيابة وسمع صوت المرأة التى أبلغت عن واقعة العشيق وزوجته وطابقه بصوت الأم المكلومة ، وجد التطابق شديد الشبه لنسبة تقاربت بالمائة فى المائة . وهنا ذهبت كل علامات الحيرة والشك فيها ، ولا زالت هادئة المزاج مرتاحة البال واثقة أشد الثقة بنفسها ، إلى أن واجهها المحقق بكل الجرائم وفكرتها ،فإعترفت فى الحال وأبلغت عن تفاصيل جرائمها كاملة وأين إبنتها وزوجها وأين زوجة العشيق .وروت كل شئ حدث لها من زوجهخا وما إضطرها لخيانته وقصة الخيانة وكل شئ .
فى مرافاعات النيابة وقف المحقق وقال بأعلى نبرة بصوته :
سيدى القاضى نحن أمام أغرب جريمة حدثت فى التاريخ نحن أمام ضحية قاتلة ، ضحية لحيوان أدمى حولها إلى قاتلة ، سفاكة للدماء ، عبقرية التخطيط والفكر للتخلص من ضحاياها
إسلام رمضان .

0 تعليقات:

إرسال تعليق