Ads

الوجه الآخر: واجب المرحلة الآن هو فقط "نعم للدستور"


بقلم: دكتور/ حنان راشد

تأخذ البعض منا الآن الجلالة أو الحماسة فيحاولون ربط "التصويت بنعم على الدستور" بمسألة دفع الفريق/ السيسي للترشح للرئاسة، ويحاولون تفسير تمرير الدستور بأغلبية كبيرة بأنه استفتاء غير مباشر على الشعبية الجارفة للرجل، التي بالمناسبة لا تحتاج حاليا إلى تأكيد أو استفتاء.
ولا يغيب عن فهم اللبيب أن هذا الربط إما جاهل وإما خبيث، ظاهره الوطنية وباطنه التآمر على خارطة طريق 3 يوليو، إذ يستدعي مبكرا إلى صدارة المشهد التنازع حول شخوص مرشحي الرئاسة المحتملين، ويستعجل شق الصف والخلاف والصراع، والهدف منه هو زيادة أعداد المقاطعين والرافضين لمشروع الدستور الجديد.

فيا سادتي الكرام، علينا أن نتعامل مع الاستحقاقات الثلاث القادمة -الدستورية والبرلمانية والرئاسية- كل في موعدها وكل على حدة، وواجب اللحظة الآن هو توعية المواطنين بأهمية المشاركة في الاستفتاء على الدستور، بغير خلط للأوراق أو حرق للمراحل وبلا استباق للأحداث، فلا يدري أحدنا متى تجرى انتخابات الرئاسة، وقد تجرى بعد ستة أشهر أو يزيد (إذا لم يتم تعديل الجدول الزمني لخارطة الطريق)، ولعل الله يحدث أمرا فتتوافق القوى السياسية المدنية على مرشح رئاسي واحد قوي وقادر ومحل ثقة الجماهير، وربما ساعتها لا يفضل الفريق/ السيسي الترشح للرئاسة.

ففضلا وتكرما، لا تستبقوا الأحداث، ولا تشقوا الصف، ولا تستعجلوا الخلاف، ولتكن قضيتنا الأولى اﻵن هي أن تخرج "نعم للدستور" بأغلبية ساحقة وبرضا شعبي كاسح نؤكد من خلاله لأنفسنا -قبل الغير- أننا سائرون بجد على الطريق الصحيح.

وقناعتي الشخصية بغير مواربة ولا مجاملة ولا مزايدة أن مشروع الدستور المطروح للاستفتاء بمشيئة الله في 14 و15 يناير 2014 يحقق على المديين المتوسط والبعيد قفزة كمية واسعة ونقلة نوعية هائلة في جودة حياة المصريين، خاصة في مجال ضمانات العدل الاجتماعي وحقوق وحريات المواطنين، ويصلح بتوفيق الله وبوعي الشعب أن يكون قاعدة انطلاق راسخة لبناء مجتمع المواطنة والعدل والمساواة، ودولة المدنية والحداثة والحريات.

وعلى الله قصد السبيل.

0 تعليقات:

إرسال تعليق