Ads

فلسفة جوهرية لرحلة معنوية


بقلم حسن عزالدين 
وتمضي بنا قافلة الرحيل بين الوديان تلفحنا هجير الشمس تسيخ حوافر جيادنا فى ذرات الرمال نعلو كثيبها الأحمر َ نطوي مسافات البُعد نسابق ثواني الزمان .وتطل مشرفةً فتاتي من بين القنا تزيح ستار هودجها تلقى بسهام نظرها على الأفق الممتد تبادل ببريق لحظها بريقَ السراب ِ فتسربُ كالنون فى لُجين الضُحى تشتهي جُرعة ماء ٍ يذهب بالصدى . وصدى الحادي يترددُ على مسامع القمر كل ليلة ٍ يحكي لوعة الصبابة وخريرها فى موارد الدم ِ . أشعلت غداة البين لظى الجوى تدقٌ النوى المحروقٌ بمعصوف خمرها لتذيبُ خلايا الشهد تداوي مبطونها الذي تتلوي حنايا وجدانه أنينا ً أدهش ملائكة السماء . كيف لمريم إحتملت وجع المخاض وهزَّت جذع النخلة الثاوية بالزاوية الشرقية من مهد الطُهر المبتول شرفا ثم غسلت مولودها النازل من رحم الغيب ِ .هنا وقفتْ راحلتي قارعة عنها حملها المُثقلُ بذنُوب ِ الماء لتفرغه جوف الغدير .والقديرُ كان قد أرسل ديَّمهُ الهتانة مزُنها لتسقى وادي العشق عبر الدنان فما باتت ذات خدر ٍ تشكو عناء الورود وحمل الدلاء ..... وما أن أشرقت شمس صباحنا إلا وقد عزَّ الرحيل بمسارنا نحو ديار ليلى وقيس . فقد نحر ا فؤادهم على سفح الربوع جودا بوادي المكارم ِ . هنالك كنتُ طيفا حل بيوت الشعر سميرا للقوافي نديم المهاجعَ . أجدل من أنساب من مُرْسَلِهاَ . أنفثُ عُقد سحر بالبيان واضحا ً بين الرافدين وبابل وطرف جناحي ريشة الحروف تمخرُ صفحات اليباب النواصعَ ماهرةً بوقع خُطاها فى المحافل ِ . هل رأيت فرعون متكئا ً على شعاب النيلين فى ملتقاهما المقرن . هنالك كانت حكاية مولد ونشأة وهنا كنتُ ضمةً وفتحة .هامانُ ما أدراك وما الصرحُ موسى وأمه وأخته قد بصرت به من حينه ووقته فلولا المراضعُ وحقها ما ولجتُ الجنة وصرحها .. وتبقى فى ذات الروح وروح الذات أنوارٌ هى الصفا والمروة فلتستمسك أيها الحرفُ بالعروة.

0 تعليقات:

إرسال تعليق