Ads

المستحيل .. ومانديلا (2)


بقلم : مجدى مرسى
*عندمابلغ السادسة عشر عاما قرر الحاكم أن الوقت قد حان لأيصبح الطفل رجلا وفى عرف الأكسهوسا لا تتحقق إلا عن طريق الختان ، فهذه العملية تتم بشكل جماعى ، وبالفعل تجمع أكثر من ستة وعشرون شاب ذهبو إلى نهر حيث إجتمع البعض من الأهالى ، لأن الختان دون مخدر لكى يعلم الجميع قوة تحمل وشجاعة الشاب ، الذى يجرى العملية رجل عجوز خبير فى هذا ، فجاء دوره ذهب إليه وكان راكعا مع وجود جو من البروده وسرعان ما أخذ الجلده التى فى العضو الذكرى ونزل عليها بالحاربة وفصلها أحس بشدة الآلام التى تسرى فى عروقه وأطلق صيحة أنا راجل أنا راجل ،ثم ذهب الأطفال إلى أكواخ أعدت لهم ،وبعد يومان من العزله أحرقت هذه الأكواخ وهذا أخر شىء يربطنا بطفولتناوأصبحنا رجالا .
*إلتحق بمعهد كلاركيرى للثمبو وإجتهد فى دراسته وبدلا من ثلاثة سنوات أخذ الشهادة فى عامين فكلية هيلدتاون فى العام 1937ثم كلية فورت هيد 1960 فى جنوب أفريقيا وجد حياة أخرى تمام ... بعد أن كان يستعمل الرماد والخلال يستعمل فرشة الأسنان ،والحمامات والدشاش بالمياه الساخنه والبارده فهى حياة جديدة بالنسبة له  ،تخرج من الجامعة فذهب إلى الحاكم وجلس وجاستيس أبنه وعرض عليهما  الزواج من عائلة محترمه وطيبة جدا لم يبدوا أ ى إعتراض وقتها ، فسرعان ما عملا إلى السفرلجوهانسبرج وباع  ثوران عظيمان يمتلكهما الحاكم إلى متجر قريب أعطينا مبلغ محترم ، لم يستطيعا السفر بالقطار فذهبا إلى صديق لهما أمه تستقل  سيارتها  وأعطيها مبلغ 30 جنيه لم يبقى من المال شىء وسافرالجميع بالسيارة .
*وصلا إلى جوهانسبرج فجرا، ذهبا  إلى رئيس العمال بيليسو لأحد مناجم الكشف عن الذهب ، عين مانديلا  حارسا وجاستيس كاتب وبعد فترة وجيزة إكتشف أمرهما، ترك  العمل وذهب  إلى أحد أقاربه بائع متجول لكى يتوسط للعمل فى مكتب عقارات لصاحبه سيسولا وعرف بذكائه وعبقر يته  الوظيفية ، تحدث معه للعمل  بمكتب محامى إسمه لازارسيدلسكى يهودى ليبرالى  ، فى نفس الوقت أرادا الإلتحاق إلى جامعة جنوب أفريقيا للحصول على درجة علمية منها ،عمل كاتب بهذا المكتب وجاء بعده  نات يوجمان الأبيض صديقه الشيوعى لا يفرق بين لون ولا عرق  له فلسفته الخاصه به ، وبعد تعارفهما بفترة قصيره دعاه  لحفلات عدة للبيض وأفارقه وهنود وملونون  ، كان ينظمها الحزب الشيوعى المنتمى إليه ، يسكن مانديلا منطقة ألكسندرا فقيرة جدا وخطيرة حيث الأطفال شبه العرايا ،بها صنبور واحد من المياه تعتمد عليه القرية ،على جوانب الطريق فى الظلام بعض صراخات وضحكات النساء وأيضا طلقات نارية ، البيوت سقوفها من الصفيح متواضعه جدا رغم كل ذلك فهى جنة للأفارقة بعيدا عن مافيا المجالس البلدية وتحكمها ، لا فرق بين القبائل الزولو أو إكسهوساأو شانجان أو سوثو الكل ينتمى إلى هذه المدينة العظيمة ، الحكومة سياستها فرق تسد .
*وفى عامه  الأول تجربه لم يمر بها فى حياته، حيث كان راتبه 2 جنيه بالأسبوع منه 13 شلن  للسكن ،جنيه وعشر شلنات مواصلات ،بجانب مصاريف الجامعه بجنوب أفريقيا المنتسب بها ، علاوة على ثمن الشموع للإضاءة والإستذكار ، كان يضطر  إلى السير 6 أميال ذهابا وإيابا ،و تمر عليه الأيام دون طعام يقيم به صلبه ،أعطاه  صاحب المكتب مستر سيد لسكى إحدى بذاته القديمه أرتداها  5 سنوات حتى أصبحت الرقع فيها أكثر من القماش نفسه ، وبالتدريج تعود على الحياة بهذه المنطقة وأحس بالقوة والذاتية وأنه  أستطاع  النجاح فى هذه الحياة الجديدة ونسا  صلاته بالملكية والدعم المالى من أسرته .
*نهاية عام 1941 تلقى رسالة من الحاكم بأنه سيحضر الى جوهانسبرج ورغب فى رؤيته وبالعفل تم هذا وأعرب عن إمتنانه الأبوى له وعن مستقبله  وشجعه ، وكان هذا له أثره فى نفسه كبير جدا .
*فى عام 1942 قرر السكن بالقرب من المدينه فى مجمع عمال المناجم لتوفير بعض المصروفات وفى نفس العام توفى الحاكم ذهبا مانديلا وجاستيس وصلا بعد الجنازة بيوم ،ومن نفس العام حصل على درجة الليسانس وعرف أن الدرجة العلمية ليست جواز للنجاح رغم تفاخره بها ، وبالمكتب توثقت علاقته بجور وكانت له فلسفه عظيمه ومتحدث لبعض المؤتمرات والإجتماعات ، يؤمن بإتيان الحلول وليست النظريات ،كان  معه فى كل مكان يذهب إليه ومناقشاته تنم على إنسان واعى مثقف وملم بقضياه السياسية والجتماعية كما ينقاش قانون التصاريح والإيجارات والمواصلات والبرلمان .
*وبالعام1943 بداء يحذره سيد لسكى من جو وقال له لا تنخرط بالسياسة لأن الأمر سيؤدى بك إلى السجن تفقد أسرتك وعملائك بمكتب المحاماه، بداءت التحرك فى جوهانسبرج وأحتك بالناس له أصدقاء من أيام الجامعه مثل جوسلوفوو زوجته ، أورنج ، لقد فتحت جامعة وتيس عالما جديدا أمامى عالما من الفكر والعقائد السياسية والحوار . كان بين مثقفين بيض وهنود من أبناء جيله، هم طليعة أهم الحركات السياسية فى السنوات المقبلة .

0 تعليقات:

إرسال تعليق