Ads

الزهر والعشب والإنسان...


بقلم نسرين ياسين بلوط

الزهر والعشب والإنسان...
وطفلة تركض لاهثة الأنفاس...
تشتعل غيظا" من شوك ينتثر في البستان...
وبقايا حب لطّخه الغدر...
تهاوى كما يتهاوى عن العرش الملوك...
وكما يغادر الربيع المكان...
وحبيب تناثر في الألق..
ومضى ينتحل صفات الهوى...
حتى عركه المدى ورمقه الصدى...
كاذب هو...ككذبة نيسان...


الزهر والعشب والإنسان...
في قريتي يطالعوني كل هنيهة...
يناشدون الوله يجتثُّ أنفاسَه العدم...
يبحثون عن طفلة تاهت يوما" بين الكروم...
لفظها الزمان...
وهيمن على فؤادها العشق...
فاكتوت بلظاه تحرقها...
تدحرجها بين طيات الرحيل...
تنفيها..تميتها وتحييها...
ترسمها على صفحات الوجوه...
تزرعها في الجبال مروجا" من الريحان...


الزهر والعشب والإنسان...
وقريتي الحبيبة..وأمي الحبيبة...
ووعد حبيب صعقه الرياء...
فانحدر للسخام والطين...
وتناثر شظايا مفتّتة تذوب في الطوفان...
في جنجرة الأمد بحّ النحيب...
يتمزّق مع غناء الشحرور...
يعبث بأوتاره نداء الروح يضجّ في الوديان..
رباه..كم عسايَ سأتألم؟...
أم أن الكون سيفتر عن أمل...
كالزهر والعشب والإنسان؟؟؟


الزهر والعشب والإنسان...
تاريخ قديم بدأ منذ الأزل...
تنازع فيه الحلم والأمل..
تلاه القدر على الإنس وعلى الجان...
نواميسا" من الأوهام والأشواق...
وتنهدات يتصدع معها الفكر والعمرُ...
تشيع حبيبا" آلم الفؤاد وقتله..
ونفث سحائب من العذاب في لبّ الأمان...
وتودّع الأفول بذهول المقلة..
تناشد النفسَ لحنين الماضي..
لدفء ربوعه...للحب الذي كان...


الزهر والعشب والإنسان...
وقرون خلت..وطفلة مضت..
وقنديل خبا من دموع الويل...
تهبّ ريحا" تتسول عند المفارق...
هي مزيج من العبرات والأشجان...
وحبيب غدر...فعلاه الصدأ...
وتأرجح في طيات النسيم بمكر...
يصفعني بهدير عات...
فأتلوّى من الكلم...وأهب دمي...
للزهر والعشب والإنسان...

الزهر والعشب والإنسان...
وطفلة تركض لاهثة الأنفاس...
وبقايا حب لطّخه الغدر...
وحبيب كاذب..ككذبة نيسان...

0 تعليقات:

إرسال تعليق