Ads

طويل القامة "البشوش "

بقلم منار قشطة
طموحي وبحثي الدائم للعمل بعد دراستي الممتعة دفع القدر بأن ألقاه
ذهبت هناك حيث يوجد هو في تلك المؤسسة الاعلامية الكبيرة فأدق بابه فيسمح لي
بالدخول قدمت إليه نفسي بمستندات للعمل ,نظراته لي أعطته طابعا عني ,لا أعرف إيجابا ام سلبا ؟ شعوري إتجاه أسئلته  وكأنه وكيل نيابه يسأل عني وعن عمل والدي ووالدتي وكم من الاخوة والاخوات وأوجاوب علي تلك الاسئلة بحاجز داخلي يريد أن يمتنع عن الرد وعفويتي تهمس له
لماذا كل هذة الاسئلة ؟؟
مايهمك هو أنا التي أمامك ؟؟
أوراقي ؟؟
شهادتي ؟؟
سطور كفاحي ؟؟
وبعد التعارف الذي لا يأخذ كثيرا من الوقت
وعدني بمشيئة الله بالخير في مشروع إعلامي جديد قادم وأعطي لي الكارت لأرسل أوراقي عبر الإيميل
أحب أن يضايفني بمشروب لكني شكرته وستأذنت
بعد عدة شهور ....
في الموعد المحدد منه تواصلت معه عبر الهاتف
إذا يعطيني أمل لتحقيق حلمي الاعلامي بالعمل ... ويملي عليا تليفون سكرتارية إدارة قناة تلفزيونية للتقدم .
تعجز كلماتي من شدة فرحي عن شكره لأستعد لمرحلة إثبات الذات
 
                                                                     * * * * *
استلمت العمل
إلتقينا  ويا للعجب  من  نفسي 
اراه عند تواجده القليل ولم اعرفه
أري شخصا ينظر لي بإستعجاب؟؟
كنت لا ادري لماذا؟؟
اقول لنفسي عند نظراته لي ؟؟
 
هل أنا تحت المراقبة ؟ 
هل أنا فعلت شيء؟
من هذا الرجل ؟
مسئول هنا ؟
وبعد بضعة أيام  أسمعه يتحدث لشخص أمامي
وصوته يجذبني إليه
إنه صوت ليس غريب علي أذني سمعته قبل الان
لألتفت وأسأل صديقتي بالعمل
لتقول لي أسمه
وأنه هو من أتي بها إلي هنا ..
لتصعقني الدهشة بضحكة تقهقه في المكان
لتقول لي صديقتي
ماذا بكي
قلت لها لقد أتي بي أنا أيضا إلي هنا وحين نظر إلي أنا لا اعرفه !!
فأتعجب أنا ؟!
ويتعجب مني هو ؟!!
فتضحك صديقتي وتقول
بريئة أنتي
أفكر أنا بحل هذا الموقف الساذج مني بذكاء
انا لم أدقق في ملامح وجهه كنت انظر الي اوراقي كيف لم تتعلق صورته بذهني 
يا للعجب !!!
كنت ذاهبة لمكتب المدير ذات يوم ليقف هو وبرفقته شخص يودعه ..لأنتهز الفرصة بضحكتي العفوية وإعترافي بإني سأذهب إلي طبيب العيون لأرتدي نظارة ... سألني بوجهه البشوش امامي
كيف إستيقظتي وعرفتيني ؟قلت عندما سمعت صوتك تتحدث فأرتدت لي ذاكرتي وتذكرت حوارنا عبر الهاتف
بالطبع  .. لم أقل له أن صديقتي هي من إيقظتني ...
تتوالي اللقائات العابرة اثناء العمل بوجهه البشوش وعباراته المشاكسة والمعبرة عن ثنائه  بإجتهادي في عملي وما يسمع عني مضيفا إلي هذا مدح بعض صفاتي الذي يستشفها بذكائه
كم كنت أسعد بها في أوقات العمل الخانق ...وأسعد برؤيته
تقدمت بطلبات أصدقائي ليلتحقون معي للمدير ليوجهنني بالتعامل معه واعطائه الاوراق بمكتبه الزجاجي الشفاف بجانب مكتب عملي ..فرحب بي وأثني عليا ووافق علي أستلام اوراق أصدقائي للعمل

للاسف .. لم يكتمل العمل لاسباب ادارية معقدة
أدت إلي ترك الكثير منا العمل
لكن التواصل لم ينقطع ...
تعودت علي زيارته  في مكتبة بالمؤسسه الاعلامية الكبيرة ....ياله من شعور نفسي رائع اجلس علي الاريكة المصنوعة من الجلد وامامي صورة معلقة علي الحائط لفارس علي جواد مرسومة باللون الخضرة الطبيعية "الاخضر"
ترتاح  عيناي وتتأمل الصورة بنظرات العقل الشارد السارح للفارس المللثم علي الجواد
هل ياتري في هذا المكان يوجد فارس الاخلام المنتظر ام انها مجرد اوهام ؟؟!!!
بجانب الاريكة السوداء الجلدية مجموعة من الكتب والمجلات والصحف وجرائد وأظرف بيضاء  بلا جوابات  "إعتدت في وقت إنتظارة علي قرائتها لاشعر دوما بوجودي وسط حروف الكلمات  ".هناك منضدة تتوسط الاريكتين السودويتين
وامامهما مكتبة عملاقة من المجلدات والمراجع
مكتب مرتب لكنه مزدحم  بأقلام كثيرة واوراق وجرائد الاسبوع وبجواره مكتبة التليفونات المزعجة
يجلس هومتوسط بين مكتبه ومكتبة التليفونات المزعجة علي كرسي كبير يملئه بطول قامته
يقوم بالكثير من الاعمال في ان واحد ولا يلهو عن الاهتمام بضيوفه وإكرامهم
يدخل رجل البوفيه ويضع قهوته ذات الرائحة القوية فيبتل فمك بعصارة تجعلك تتشوق لرشفة من قدح الفنجان . أترقبه في صمت حاقد علي فنجان قهوته المحظوظ
                                *************   !
لحظات الصمت الخجولة
 
يالها من لحظات صمت خجولة ترافقني دوما  في لقائاتنا
تستنط إلي سماع أغاني الزمن الجميل
بحر وجداني يتجدد بكل اغنية  لتصتدم بحدود قلبي الوحيد
 
نتبادل الحديث وانفصل عن عالمي الحالم مع الاغاني  الملئ بضجيج من ألاحزان والاوهام المؤلمة
 
طبيب نفسي عالم بخبايا النفس البشرية يبحث عنها ,يأتي بقربها وبمنتهي الحضارة يتركها تبوح بما في داخلها مهما إستغرقت من الوقت
يمتلك روح طيبة تدرك أوجاع البشر 
حقا إنه بمثابة عالم روحاني رباني يفصل بين الدين والدنيا بخبرة تجاربه وكلماته الحكيمة التي تتفق مع المبادئ والتقاليد العرفية ...وحين تختلف يضع  عبارة سليمة تقول
"دع مال قيصر لقيصر ومال لله لله "
تمت
رفيقة الحرف

0 تعليقات:

إرسال تعليق