Ads

قطعة.. من الشيفون الكناري


د. أماني فؤاد

استيقظَ قلقا ، تحسسَ رقبته ، يشعرُ أن أحباله الصوتية رخوة ، أتراه قد نجح في ترويضها ؟ لم يعد يملك حق الصراخ ..، أو القدرة عليه ؟ وقف أمام المرآة طويلا ، كأنه يتعرف علي نفسه للمرة...!؟ للمرة التي بلا عدد . 
رأها تخطو فوق صفحة وجهه ، تغزو رائحة شعرها الغجري أنفه ، تحسس خده .. لم يجد أحدا ، شعر بانحناءات خفيفة علي ملامحه ، غوص حاني في مسامه ، إثر وقع أصابعها تتحسسه بشوق بالغ ، مسح رأسه في حركة خاطفة ، و مرر يديه علي المرآة أيضا .. لم يجد شيئا ، لكنه علي يقين أنه غير واهم .. نعومة شفتيها تلامس شفتيه...يتذوق تفاحهما.. 
امتدت يده باردة إلي رف الحمام الجانبي ، والتقط شفرة حادة ، شرع يمررها علي جانبي صفحة وجهه ، من منبت شعر جبهته حتي أذنيه ، وباليد الأخري يشد قناعه السميك ، ينزعه.. يبحث عنها أسفل جلده.. ، لم يجدها ..
دُهِشَ من صخور جرانيتية ، تصطف مدببة حادة فوق ملامحه ، تذكَّر أنه منذ عام يربيها ، يرتَّبها عاشقا ومعشوقا ، كألسنة الصخور التي تلقي بالبحر.. تقاوم اجتياحه للشطآن ، لمح بعيدا علي إحدي الصخور الصلدة ، بجانب أنفه العنيدة ، قطعة ممزقة من الشيفون الكناري ، ثوبها الذي كانت ترتديه حين تنام بين ذراعيه .. ــ في أحلامه ــ ، التقط صخرة من فوق صفحة وجهه ، وشرع يضرب في الفراغ بعنف أسود ،.. حطَّم المرآة ، ..باغت أحباله الصوتيه وقطَّعها .. 
نظر ثانية إلي هشيم وجهه .. وجد جسدها ملقي علي جانب صخوره ، لكنه لم يجد صوته ؛ ليصرخ ينقذها..أو ينقذ ملامحه..

0 تعليقات:

إرسال تعليق