Ads

فتنة العقائد المنحرفة


دكتور عادل عامر

إن المنحرفين لهم مكر ولهم خداع ولهم خطط ينفذونها بتحريك من رؤساءهم الصهاينة كيف ومتى وأين هذا كله من تدبير اليهود والعمل والتنفيذ بيد منحرفة ضالة مضله التي تسمى نفسها باسم إسلامي والإسلام بعيد عنها كل البعد .

 إن زرع الفتنه الطائفية وتمزيق صفوف الإسلام على هؤلاء تبادل معرفة العقيدة الصافية والعبادة الصحيحة والأخلاق الإسلامية وأداء حق ولاة الأمور بالمعروف وما للمجتمع من التراحم والشعور الحقيقي بنعمة الأمن التي فقدها البعض ممن نشاهد فهل نريد أن نكون مثلهم رفع الله عنهم ماحل بهم.

 كذلك عليهم نبذ صور الغلو بجميع إشكاله. وكذلك عليهم ترك الأمور العظام لأهلها فلكل شان أهل فالمسائل الشرعية للعلماء الربانيين وليس الكلام في مصير الأمة لمن ليس أهل لذلك فيستوي عندهم كلام مفتي البلاد وآحاد الناس. عليهم الحذر من كل مرجف من أهل الإشاعات الكاذبة.

أن الله جعل للعقول حدا تنتهي إليه ولم يجعل لها سبيلا إلى إدراك كل شي وليس العقل مستقل بذاته بل ينبني على أصل متقدم من معلومات سابقة أو تجارب فكيف بالأمور الشرعية فان العقل لا يستقل بإدراكها دون الوحي ولذلك ما أجمل ما قاله ملا علي قاري في المرقاة : ( قال اعلم أن العقل الكامل تابع للشرع لأنه عاجز عن إدراك الحكم الإلهية فعليه التعبد المحض بمقتضى العبودية وما ضل من ضل من أهل الكفر والحكماء والمبتدعة وأهل الأهواء إلا بمتابعة العقل وترك موافقة النقل)

- لما كان الدين الإسلامي بناء متكاملاً اعتقادا وعبادة وسلوكا، لزم أن يكون هذا البناء متناسقا ومنسجما ، لذا نجد أن العنصر الأساس فيه هو العقيدة الإسلامية التي يقوم عليها، وهي عقيدة التوحيد الخالص لله تعالى، مما يكسبها مركزا مهما لفهم الدين الإسلامي فهما صحيحا. فالعقائد الإسلامية والعبادات والمعاملات والسلوك كلها تتجه لوجهة واحدة هي إخلاص الدين لله تعالى وهذا الاتجاه المتحد له أهمية قصوى في فهم الدين الإسلامي قال تعالى: " وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا "...[النساء : 125]

- إن إخلاص الدين لله تعالى لا يبلغ كماله إلا بإخلاص المحبة لله المعبود ، والمحبة لا تكتمل إلا بتمام المعرفة.... والعقيدة الإسلامية تقدم للإنسان كل ما يجب عليه معرفته في حق الله تعالى وبذلك يبلغ كمال المحبة ، وبالتالي يسعى لكمال الإخلاص لله تعالى لأنه أتم معرفته به، كما قال صلى الله عليه وسلم فَى الحديث: "وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ " ....وفى رواية: " لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَصْدَقُكُمْ وَأَبَرُّكُمْ "....وفى رواية: " والله إني أتقاكم لله وأخشاكم له "" والله إني أتقاكم لله وأخشاكم له "....وفى رواية: " أنا أتقاكم لله وأعلمكم بحدود الله"....وفى رواية: " إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا "  من كان لديه بصيرة في الإسلام وقوة إيمان وحصانة إسلامية وبعد نظر في العواقب وفصاحة لسان ، ويقوى مع ذلك على أن يؤثر في مجرى الحزب فيوجهه توجيهاً إسلامياً ، فله أن يخالط هذه الأحزاب ، أو يخالط أرجاهم لقبول الحق ؛ عسى أن ينفع الله به ، ويهدي على يديه من يشاء فيترك تيار السياسات المنحرفة إلى سياسة شرعية عادلة ينتظم بها شمل الأمة ، فتسلك قصد السبيل ، والصراط المستقيم ، لكن لا يلتزم مبادئهم المنحرفة

- إن الله قد جعل الإنسان خليفة في الأرض ، وقد وكّل إليه أعمارها ، كما أمر بعبادة الله تعالى والدعوة إلى دينه ، والمسلم في حياته كلها يستشعر أنه يؤدى رسالة الله تعالى بتحقيق شرعه في الأرض: فعقيدته تدفعه إلى العمل الجاد المخلص لأنه يعلم أنه مأمور بذلك دينا وأنه مثاب على كل ما يقوم به من عمل جل ذلك العمل أم صغر فانحرافات الشباب تكون ناراً تحرق الدنيا بكل معالمها ومظاهرها لانعدام الأمن وانعدام الرخاء و فقد مقومات الاستقرار حيث تكون فيه سواعد الشباب الفتية وهممهم آلات للهدم والدمار عوض البناء لتحقيق النماء والازدهار ووقود للفتن الطاحنة والجرائم الدائمة والهتك والسفك لكل الحرمات والقيود والضوابط. وسيستحقون بما يحدثونه من بطش وطيش وانغماس في الرذائل  نار الآخرة وفق العقوبات المقدرة التي ورد الوعيد عليها . كما أنه لم تعد آثار تلك السلوكيات خافيةً على أحد والتي أبرزها تفشي الإدمان على المخدرات و المسكرات وتفشي الرذائل السلوكية والانحرافات الجنسية والعلاقات المحرمة ، و تفشي البطالة و السرقات والجريمة وانعدام الأمن الاجتماعي والاقتصادي والصحي والسلوكي وعزوف الشباب عن الزواج والفرار من تحمل مسؤولية تكوين الأسرة في المجتمع والهروب عن الحياة الطهرة  و الفضيلة والانغماس في العلاقات المحرمة  واللهث وراء الشهوات المحرمة . فوائد طلب العلم الشرعي من فوائد العلم الحذر من العقائد الفاسدة ، التي هي سبب الضلال وسبب لمحق البركة وزوال النعم. ومن الفوائد البعد عن السلوكيات المخالفة للشرع سواء في الاعتداء على الآخرين بسفك الدماء وأخذ الأموال وانتهاك الأعراض ، لأن طالب العلم بين يديه النصوص الشرعية من الكتاب والسنة التي تحرم ذلك.. كذلك إذا طلب الناس العلم والتزموا به عرفوا حقوق الولاية فجاء السمع والطاعة لولاة الأمر تقرباً لله ورغبة في الأجر الأخروي وحباً للخير، فطلب العلم أمانة للمجتمع وسبباً من أسباب بقاء النعم واستمرار الخيرات ومن هنا لابد من احتساب الأجر ببذل السبب في طلب العلم الشرعي حتى نكون بذلك ممن حقق مقصود الشرع في نشر العلم في الأمة.

 إن الأزهر قلعة متقدمة للدفاع عن مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة والفكر الإسلامي المستنير وعن القيم الراقية في الثقافة والحضارة الإسلاميتين، وللوقوف في وجه الاستبداد بكل أشكاله، سواء أكان ذا طابع سياسي أم فكري ثقافي، أم يرتدي مسوحاً دينياً، فهو يقف في وجه الهجمات التي تستهدف تمزيق النسيج الوطني المصري ونشر الفتنة الطائفية، كما يتصدّى، وبالمنهج الإسلامي السليم، للتيارات السياسية والدينية التي تهدد استقرار المجتمع ويسعى مَن يقف وراءها إلى الزجّ بمصر في دوامة العنف. كما يقوم الأزهر الشريف بدور بالغ الأهمية في مقاومة الفكر المضلل الذي ينشر المبادئ الطائفية المتعصبة، والذي تتولى إيران الترويجَ له.

 ويستمدّ الأزهر الشريف قيمته العليا ومكانته المتميزة من العقيدة الصحيحة التي يدين بها وينشرها ويعلمها للأجيال في داخل مصر وخارجها، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، التي تحض على الوحدة والتآلف والتآزر والتعاون، وتنهى عن الشقاق والخلاف والصراع ونقض ميثاق الأخوة الإسلامية. وشيخ الأزهر إنما هو الرئيس الأعلى لهذه المؤسسة، له مقامه الرفيع ومكانته السامية، وله رأيه الراجح المسدَّد بالضوابط الشرعية، والذي يستند فيه إلى رصيده العلمي الذي يشهد له به جمهور العلماء، وهو لذلك بمثابة كبير العلماء، و «شيخ الجماعة» بالاصطلاح القديم. واللقب الذي يحمله (الإمام الأكبر)، ليس له من دلالة سوى تلك التي أشرنا إليها، لأن مفهوم الإمام عند أهل السنة والجماعة يختلف اختلافاً كبيراً عنه لدى أتباع المذهب الشيعي،



كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
 عضو  والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

0 تعليقات:

إرسال تعليق