بقلم : د. عبد الحليم منصور
ورد إلى السؤال الآتي :
السلام عليكم استاذنا الدكتور اذا كان الشخص مذهبه شافعى مثلا فهل يجب عليه ان ياخذ بمذهب الشافعيه فى جميع ابواب الفقه؟؟؟والانسان العامى يتبع انه مذهب؟؟؟ وبالنسبه للمسائل المختلف فيها فاى مذهب يتبع؟؟؟ وشكرا
الجواب :
بعد حمد الله وتوفيقه أقول :
ليس هناك شيء في الدين يلزم الشخص أن يلتزم مذهبا معينا في جميع المسائل ، فمن حق المسلم أن يقلد ما يراه من مذاهب الفقه الإسلامي لاسيما الراجح من حيث الدليل ، وكذا الأيسر إن كان له وجه شرعي ،هذا فيما يتعلق بالمسالة الأولى
أما عن الإنسان العامي فليس هناك في الشرع ما يلزمه باتباع مذهب بعينه وتحري كل الفروع المتعلقة به ، ومن ثم فمذهبه مذهب من يفتيه ، أو من يعلمه ، أيا كان هذا المذهب أو الرأي الذي تعلمه في إطار المذاهب المشهورة المعروفة مثل الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية .
أما المسائل المختلف فيها ، فمن حق العامي أن يأخذ بأيها ، شاء وفقا لظروفه ، لاسيما وأن القاعدة الفقهية : أنه لا ينكر المختلف فيه ، وإنما ينكر المتفق عليه ، ومن ثم فطالما أن المسألة خلافية فمن حق العامي أن يأخذ بأي الآراء شاء ، وإن كان الأخذ بالأيسر هو الأولى في هذه الحالة فما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه .
ولقد كان عوام الصحابة والتابعين لا يتبعون مذاهب بعينها يقلدونها كما هو الشأن بعد ظهور المذاهب الفقهية المشهورة ، وإنما كانوا يتعلمون الفقه على أيدي فقهاء الصحابة والتابعين ، دون التقين بأقوال أو فقه شخص بعينه
ولا ضير على المسلم في هذه الحالة متى أخذ بأي الآراء المختلف فيها ، متى كان الخلاف بين الأئمة المجتهدين ، المعتبر اجتهادهم ، فهو مأجور على كل الأحوال أصاب أم أخطأ ، وكذا من يقلده .
وبالله التوفيق .
0 تعليقات:
إرسال تعليق