Ads

لعنة طفل

لم أدرك أن الموقف سيتأذم هكذا او أني سأظل ألعن ذلك الزمان والمكان ما تبقي من عمري -ولكن حدث هذا- لم يرزقني الله سوي بطفل وحيد توفي والده عقب ولادته مباشرة في حادث مروع..كانت الساعة لازالت العاشره صباحا عندما هاتفت زوجي قائله"لا أستطيع التماسك من الواضح إني سأضع طفلنا اليوم" فرد زوجي بزعر وقلق شديد قائلا"أرجوكي تماسكي وأنتظري قليلا وسأكون في منزلنا خلال دقائق" وبعدها أغلق الهاتف ولكني لم أستطيع إنتظاره..أصابني ألم شديد جعلني أصرخ بكل ما لدي من قوة "اغيثوني ..اغيثوني" أستمع الجيران صوت صراخي ودفعوا علي باب المنزل ونقلوني الي أقرب مستشفي وبعدها لم ادري بشئ الا حينما حاولت أن أفتح عيناي لأجد نفسي داخل غرفه حقيره وبجواري ممرضه كانت تعبث بشئ ما علي منضده مجاوره..عندما لاحظت اني أفيق بادرتني قائله"حمدلله علي سلامتك يا مدام"لم أجبها وسألتها بلهفه وقلق"اين هو ؟الي اين ذهب؟!"فردت علي مبتسمه "لا تخافي سيدتي ..طفلك بحوزة أقاربك في الخارج ساخبرهم انك أستيقظتي" فقلت لها"لالا انا أتحدث عن زوجي ..ألم ياتي في الخارج؟! "فاجابتني باسغراب قائله "لم ار سوي بعض اقاربك من النساء "بدا علي القلق والتوتر مما قالته هذه البلهاء ..ووجدتها تقول لي "ساخبرهم انكي استيقظتي ليحضروا لكي مولودك الجميل "قالت ذلك مبتسمه وغادرت الغرفه .."اين ذهب وتركني بمفردي ؟!ألم أخبره بأني ساضع أبننا واني متعبه "أنقطع تلك الافكار علي صوت احدي اقاربي"حمدلله علي سلامتك حبيبتي يتربي في عزك "قالت ذلك بوجه مكفهر ليس عليه اي علامات الفرح او البهجه..بينما ظل باقي النسوه في صمت ولم يهنئوني بمولودي وكلا منهن تنظر للاخري بحزن وتعجب! ..وبعد ان جالت عيناي بوجوههن بادرتهن قائله"ماذا حدث ؟اين زوجي ؟هل حدث له مكروه؟..أخبروني بالله عليكم ..تحدثوا لا تنظروا الي هكذا دون كلام" قلت ذلك بذعر شديد واصابتني نوبة صراخ وبكاء شديد بعد ان نطقت احداهن اخيرا قائله "الله يرحمه ويصبرك يا عزيزتي..اصتدمت السياره التي كانت تنقله بحافله كبيره ولم يخرج من السياره الي بعض اشلائه ..بعد ان تفحم كل من كان فيها" وحاول النسوه تهدئتي بشتي الطرق ولكن دون جدوي.. دخلت بعدها في غيبوبه كامله لمدة شهر بعدها استعدت الوعي ..كان الوقت باكرا في الصباح ..جالت عيناي في الغرفه ،تبدو انها غرفة عنايه مركزه -ربما ذلك- متصل بجسدي اجهزه غريبه وهناك في نهاية الغرفه تنام اختي الصغري علي كرسي ..استيقظت فرحه علي صوت أنيني وانفاسي واسرعت الي قائله"اخيرا حبيبتي عودتي الينا ..حمدا لله علي سلامتك .ساخبر والدتي لتفرح"واسرعت واخرجت هاتفها من الحقيبه وعيناها تزرف بالدموع وحدثت والدتي.. عودت الي منزلي واحضروا لي طفلي الجديد ..حملته بين زراعي وبعد ان تأملته لعدة ثواني إنتابني احساس غريب بأن هذا الطفل به لعنه ستحل بي كما حلت بوالده قبل ان يراه، هذا الطفل شوءم ..وفجاه قمت فزعه من مجلسي وقلت لاهلي بصوت عالي"لا اريد هذا الطفل ..القوا به في اي ملجأ ،أنا لن اعتني به ،يكفي ما اصابني انا ووالده من تحت رأسه"اندهش الحضور مما سمعوا مني وحاولو تهدئتي لكني لم أهدأ علي الاطلاق وإزدادت عصبيتي وهددتهم قائله"ان لم تخرجوا هذا الطفل من هنا سألقي بنفسي من النافذه وليحدث ما يحدث"وأسرعت الي النافذه وأسرعت اختي واخي خلفي لايقافي ووجدت والدتي تنحب وتقول"ماذا حدث لكي بنيتي .. فقدتي صوابك مبكرا ..انت مازلتي صغيره علي ان يحدث لكي كل هذا"هرولت اليها واحتضنتني بين زراعيها ..لم اشعر بالهدوء والراحه الا بين زراعيها 
                                          
              *************************  

هل حقا كما قالت امي اني جننت ..هل حدث لي ذلك فعلا؟! ،ولكني مازلت ادرك من حولي وأعي جيدا ماأقول.. انا لا أريد هذا الطفل نعم احساسي لن يكذب علي ابدا ..الم يمت ابيه يوم ولادته ورقدت انا في المستشفي؟! ألم يكن عرس اختي علي مقربه بعد شهر او عدة شهور وبعد أن تولت رعايته منذ الولاده تم الغاء العرس وتزوج عريسها من عروسه اخري في الاسبوع الماضي ؟!..قفزت من علي سريري وقلت بقوه"لابد ان أتخلص من هذا الطفل ..لا يمكن ان أظل انا وهو في مكان واحد"لم ادرك ان احدا سمع ما اقول وقتها ولكن امي كانت تمر امام الغرفه وسمعت ذلك فدفعت الباب وأخذت الطفل من جانبي دون ان تنطق بكلمه واحده وتركتني بمفردي. "حسنا لابد من التخطيط أولا اما انا او هذا الطفل " وفكرت في ان اقوم بقتله لأتخلص من هذه اللعنه التي تدعي طفلي..بعد ان راح الجميع في نوم عميق ..خرجت من غرفتي بلطف حتي لا احدث ضجيجا يذكر وقصدت غرفة والدتي حيث ينام الطفل بجوارها ..أصروا أهلي علي ان الا اذهب الي بيت زوجي بسبب حالتي النفسيه السيئه ..واصرت والدتي علي ان ترعي الطفل بعد ان علمت مقصدي من التخلص منه ..لكنها لم تدرك اني اخشي عليهم من لعنة هذا الطفل..قبل ان أتجه الي الغرفه ذهبت الي المطبخ وأحضرت السكين ..وبعد أن نجحت في فتح الغرفه وهممت الي أخذ الطفل أستيقظت أمي فجأه ووجدتني في منتصف الغرفه"ماذا بك يا بنيتي ..أأنتي بخير حبيبتي"قالت امي ذلك بإرتباك وخوف مما جعلني أشفق عليها وأطمئنها قائله"لا يا حبيبتي ..كنت أرغب في الأطمئنان عليكي انت والطفل " فردت امي بعد ان اخذت نفس عميق "اطمئني ونامي يابنيتي ..نحن بخير" أغلقت باب الغرفة وعودت الي غرفتي وانا أشعر بغضب شديد "لم أستطيع ان أتخلص من ذلك اللعين ..فاز بتلك الجوله ذلك الطفل..كيف لي أن أعيش بعد أن هزمني طفل! " طالما اني لا أمتلك قرار موت ذلك اللعين ..فلماذا لا أموت انا وأترك له الحياه بأسرها ..فليبعث لعنته علي من يشاء..أحضرت كرسي لأقف عليه حتي أستطيع أن أتسلق النافذة وأقفز الي أسفل وأستريح من كل شئ.. وقبل أن أقف علي الكرسي خطر علي عقلي سؤال جعلني أتراجع للخلف لافكر من جديد"هل حقا أملك القرار في أن اموت أم أن ذلك اللعين سيسلب مني قرار موتي كما فعل منذ قليل وأنتصر لنفسه؟!"

تمت بحمد الله

 سمر زيدان

0 تعليقات:

إرسال تعليق