دكتور عادل عامر
أن مشرفى ومسئولى الكليات والجامعات من الإخوان اجتمعوا الأيام الماضية فى إحدى الشقق بمدينة نصر للاتفاق على خطة العمل فى العام الدراسى الحديد وتضمنت التنسيق مع طلاب كل من الاشتراكيين الثوريين، و6 أبريل ومصر القوية، وحزب الوسط، من أجل قيادة الحراك والفعاليات الخاصة بهم داخل الجامعة. يستعد طلاب تنظيم الإخوان بالجامعات على مستوى الجمهورية، بتدشين حملة من التظاهرات والاعتصامات من أجل عودة الرئيس المعزول محمد مرسي والإفراج عن قيادات الإخوان الموجودين بالسجون بداية من المرشد العام محمد بديع وانتهاءً بأعضاء التنظيم المقبوض عليهم من المحافظات بتهمة التحريض على القتل والمشاركة فى أعمال مسلحه
إن اجتماعات جرت الأيام الماضية بين طلاب إسلاميين ويساريين للاتفاق على خطة للتحرك داخل الجامعة حال حدوث أية اعتقالات أو منع الطلاب المنتمين للقوى السياسية من السكن داخل المدينة الجامعية أو التضييق عليهم فى ممارسة نشاطهم السياسى داخل الكليات والجامعات. أن التحركات تتضمن تشكيل ائتلاف طلابى يترأسه أحد القيادات الطلابية اليسارية أو الليبرالية. بعد أن كشفت تقارير جهاز المخابرات الأمريكية الكائن بالسفارة الأمريكية بالقاهرة عن إدانة جماعة الإخوان الإرهابية والجماعة الإسلامية فى حرق الكنائس فمن المؤكد أن أمريكا بعد بتر ذراعها الإخوانى فى مصر وسقوط المعزول مازالت تضاعف من حده التوتر فى عدة أمور منها : نشر الفتة الطائفيه بحرق الكنائس كما فعلت فى العراق كسيناريو بديل لاضطهاد الاقباط أملا فى لجوئهم لحلف الناتو للتدخل فى الشأن المصرى بعد أن فشل مختطهم الذى اجهضة الشعب المصرى ،ومن ناحية أخرى إنهاك الجيش المصري فى حرب مع الجماعات الإرهابية التى سمح لها مرسى بالتواجد عبر الإنفاق مما يحقق للنظام الأمريكى على أقل تقدير الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي إذا تم القضاء على هذه الجماعات الإرهابية دون أن ينهك نفسه ماديا أو عسكريا ،فمع زيادة وتصاعد التهديد الإرهابى الذى يهدد المجتمع ويعلى من معدل الجرائم وأعمال العنف على أيدي المتطرفين ، إلا أن الأمر في مصر مختلف بصورة كبيره فمع الأحداث السياسية المتعاقبة التي تمر بالبلاد منذ ثورة 30 يونيو ونتيجة لحالة انقسام لم يعرف لها الشعب مثيلا من قبل طوال تاريخه عقب عزل الرئيس محمد مرسي يخشى المراقبون من أن تؤثر كل تلك الأحداث الهامة على سير العملية التعليمية بالمؤسسات التعليمية المختلفة.
وربما تكون المرحلة الجامعية هي اللغز الذي يؤرق منام المسئولين عن الامن بالبلاد. ففي العام الماضي – قبل 30يونيو- شهدت الجامعات المصرية حالة احتقان شديدة ومواجهات صعبة ما بين الطلاب نتيجة تنظيم المظاهرات الموالية والمعادية لحكم الرئيس المعزول ولكن مع بداية العام الحالي وظهور أنباء عن إصدار قريب لقانون يمنح الضبطية القضائية لأفراد الأمن المكلفين بحماية الحرم الجامعي هل تستمر مظاهرات الطلاب أم أن الأحداث السياسية لن تلقي بظلالها تلك المرة على الحرم الجامعي على الصعيد الآخر نجد أن أحوال البلاد قد تؤثر على الحياة الجامعية، من ناحية خوف بعض الطلبة من الذهاب للجامعة خاصة للمحافظات التي تقع تحت عمليات عنف وأن الجامعة لاعب كبير في المشهد السياسي وتأثير المظاهرات بها أعتقد يمكن يكون بس بنسبة قليلة جدًا وفي كليات معينة، ولا تواجه المؤسسات التعليمية المصرية الأخرى دون الجامعية خطرًا سياسيًا كالذي يواجه الجامعة، فإما لصغر سن الطلاب بالمراحل التعليمية الأخرى، أو لصغر حجم مساحتها وتبعيتها للشرطة المدنية المصرية، مما يوفر لها حماية أكبر، إلا أن هذا لا يعني بأنها خارج خطر الاعتداء خصوصًا وأن البلاد تخوض حربًا ضد الإرهاب ولا يعني أيضًا بأنها ستسلم من بعض المشادات البسيطة بين أفرادها خصوصًا وأن الانقسام والاستقطاب وصل إلى حد لم تعرفه البلاد من قبل، إلا أن الرهان يظل قائمًا على وجود أصوات عاقلة في كل مكان بداخل البلاد قد تلعب دورًا هامًا في منع الكثير من المشاكل من أن تحدث أو تتفاقم وقت حدوثها.
تقف الجامعات على أعتاب عام دراسى جديد عام ملبد بالأزمات، والاحتقان فلا صوت يعلو فيه على صوت الاستقطاب السياسى بين الطلاب يقف الجميع فيه متحفزاً للآخر أو من يخالفه الرأي مشهد يثير الفلق ويوحى بأنه سيكون عاماً مثيراً، فيه كثير من السياسة وقليل من العلم. ما يضاعف حالة القلق عند الوسط الجامعى طلاب وأساتذة هو غياب ألأمن فحالة الانفلات الأمنى فى الشارع تضاهيها حالة أكثر حده داخل الحرم الجامعى المشهد هذا العام يتلخص فى وجود اختلافات فى الرؤى السياسية بين طلاب جماعة الإخوان وأنصارها، وبين طلاب حركات سياسية يؤيدون ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الأخوان وكل طرف توعد بأن يكون العام الدراسى ساختا ومزدحماً بالفعاليات الاحتجاجية التى لن تتوقف. وكانت اشتباكات العام الدراسى المنصرم قد تجلت بقوة فى جامعات عين شمس والقاهرة والمنصورة وسوهاج والأزهر وجامعة مصر ألدولية وكان بطلها الأمن والطلاب واستخدمت فيها أسلحة الخرطوش والصواريخ النارية والعصى والحجارة، ولعل أبرزها ما دار فى جامعة عين شمس بين أعضاء أسرة تسمى «نيو فيجن» ويتهمها طلاب الحركات السياسية بعلاقتها الوطيدة مع جهاز أمن الدولة المنحل، خاصة أن بعض أعضائها معروفون بإثارة الشغب والبلطجة. للأسف طلاب الاخوان ترفض أى دعوة للحوار مع طلاب الحركات السياسية الأخرى كما أعلن طلاب الحركات السياسية المختلفة بجامعة عين شمس والقاهرة وحلوان عن تنظيم مظاهرات فى أول أيام الدراسة للإعلان عن رفضهم لقرار الضبطية القضائية. ضرورة تنظيم مؤتمرات وندوات عن كيفية التعايش مع أصحاب الرؤى المختلفة ومخاطر العنف وتداعياته. وارد جدا فى ظل حالة الاستقطاب السياسى حدوث مشكلات بين طلاب الاخوان ومعارضيهم، وللأسف ظهرت معالم العنف بين الطلاب حتى قبل الدراسة.
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

0 تعليقات:
إرسال تعليق