السبت، 20 يوليو 2013

كيف تكون الثورة !

كريم عبد الحميد سعيد


لا أدري حقا كيف تكون البداية.. تماما كما فعل المتظاهرون بعد ثورتي 25 يناير و 30 يونيو.. سأبدأ من حيث انتهى المشهد الثوري في مصر في تلك المناسبتين .. يومي 11 فبراير 2011، و3 يوليو 2013.. الجموع فرحة مبتهجة بالخلاص من النظام..هم يقولون ذلك.. هم يعتقدون انهم حقا اسقطوا النظام و استردوا ضالتهم.. لو سألت احدهم ما النظام؟ سيقول باندفاع: مرسي أو مبارك إلخ.. هل ذلك هو حقا منتهى درايتكم بالنظام ؟! هل النظام في نظركم يساوي شخص أي ما كان على سدة الحكم؟ بمعنى آخر.. مصر دولة مؤسسات مثلها مثل دول العالم المتحضر مع فرق بسيط (ولكنه خطير) هو ان تلك المؤسسات بالخارج تخضع لرقابة أجهزة الدولة المنوط بها تلك المهمة..فإذا غابت الرقابة والمحاسبة عن تلك المؤسسات اصبحت دولة المؤسسات تلك خطرا يهدد حياة المواطنين واستقرار الدولة.. ومصر مثال لذلك النوع من الدول التي تبنى على المؤسساتية الفاسدة. وهذا النوع من الدول يعد أخطر بكثير من الدول المتخلفة التي تمارس الدكتاتورية الواضحة في تسيير شؤونها..ذلك أن مؤسساتها تتمتع بسلطة ممارسة الفساد بإستقلالية و بتبجح ..فهي جميعها قد تربت لعقود على ثقافة الغش و الرشوة و تعطيل مصالح المواطنين وسوء معاملتهم، وليست على استعداد أبدا لأن يتم إصلاح وضعها......
اذن ما العمل؟؟وكيف تكون الثورة؟؟

تكون الثورة الحقيقية إبتداءا من خلال توعية الناس بعدوهم الحقيقي.. بمن يلعب من خلف الستار ويوجه العرائس و الدمي.. عدوكم الحقيقي هو مؤسسات الدولة.. من يقبض على مقدراتها و قراراتها و يستنزف ثرواتها ..على كبار المنتفعين من ذلك الوضع القذر..على كبار رجال الاعمال الفاسدين الذين سيطروا على مقدرات الدولة الاقتصادية وسيطروا على الاعلام وضللوا عامة الشعب بما يخدم مصالحهم مع المتحكمين في مفاصل الدولة الحقيقية..على فلول الحزب الوطني المنحل الذين لا تزال تربطهم العلاقات القوية مع بعض رجال الشرطة والقضاء و الاعلام و الجيش. 

و أخيرا أدرك أن هذا كله لن يحدث بين ليلة و ضحاها وأن العملة تحتاج الى مقاومة طويلة الأمد والى نفس طويل.. و يقيني أن الاصلاح في تلك المؤسسات لابد أن يأتي من الداخل..لابد أن تحدث ثورة تطهير داخل كل مؤسسة من خلال رجالها الشرفاء الغيورين على وطنهم و الراغبين في انتشاله من ايدي المفسدين ، مصداقاً لقوله تعالى:" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق