احمد البياتي
تشتمل الروايات على اختلافها على احجام متفاوتة للقصة الخلفية ، ولكن في جميع الاحوال ينبغي ان يكون لدى الكاتب دوما احساس قوي بماضي شخصيات قصته ، فمن ذلك الماضي تنبع الدوافع الحالية وكلما كان الدافع اكثر غرابة كلما احتجنا الى معرفة المزيد عن القصة الخلفية لتصديقه ، يمكن ادخال القصة الخلفية بواسطة التفاصيل الموجزة او الفقرات المقحمة في زمن القصة او الارجاع الفني او المقاطع التفسيرية حيث تولد القصة الخلفية الشخصية التي تولد بدورها الدافع ومنشأ عواطف الشخصية لتنقلها الى القارىء ، حيث ان معظم الروايات الخيالية تضم شخصية معقدة واحدة على الاقل وقد يرجع التعقيد الى رغباتها المتضاربة او ميولها الاساسية المشوشة او ينتج من تغيرات فرضتها عليها القصة ،
من الممكن ان تتغير المعتقدات الاساسية للشخصية وردود افعالها خلال الرواية او تبقى على حالها ، كذلك هو الامر بالنسبة الى الحافز الذي قد يتحول الى هدف جديد بعد تحقيق الهدف القديم او التخلي عنه 0 عليه تقوم مهمة الكاتب دائما على عرض الاهداف الاحادية والتصاعدية بوضوح كي يعرف القراء دوما ماتريده الشخصية لابراز هذه الحوافز من خلال الحوار والافكار والحركة ، كما ينبغي ان تكون جميع التغيرات التي تمر بها الشخصية نتائج مفهومة لاحداث القصة ، والشخصية الحقيقية التي تتغير بشكل حقيقي تحتاج الى مشهد تاكيدي يأتي عادة في نهاية الرواية لاظهار التغير الدائم على نحو مسرحي
يرى بعض العلماء ان ادمغتنا مصممة لفهم العالم من خلال القصص ولهذا السبب نجد ان جميع الثقافات المعروفة لدينا قد استعملت القصص للتعليم والتسلية وتحريك عاطفة افرادها ، لذلك نجد لدى الناس قصصا حقيقية وخيالية هي عبارة عن نوع من الاستعارات وتؤدي هذه الاستعارات وظيفتها عبر مضاعفة انطباع القارىء لموضوع الوصف ، لذا تحتاج الرواية الخيالية الادبية الى عناية في وصف الشخصيات لا تقل عن تلك التي تحتاج اليها الروايات ذات الاتجاه السائد وينبغي على المؤلف ان يكون على معرفة بالنوع الثانوي الذي يرغب الكتابة فيه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق