Ads

الإعلام الأعور والرسم البياني للكذب الإعلامي


معظم الإعلاميين الذين يظهرون على شاشات الفضائيات المصرية وينقلون لنا أخبار ملفقة او مفبركة أو ناقصة ويكذبون علينا ليل نهار ويغيرون الحقائق يذكرونني بالشخص مدعي التقوى والصلاح الذي يحك رأسه في سجادة الصلاة لتظهر علامة الصلاة على وجهه بالكذب ليقول عنه الناس أنه شخص مؤمن وصالح وبالتالي فإن لسانه لا ينطق إلا صدقاً، بل انهم يتعدون ذلك المثال بمثال آخر أكثر فجاجة مثل النصاب الحرامي الذي قام بتسخين ظهر الملعقة على النار ولسع بها راسه لتظهر له علامة الصلاة.
والأهم أنه في هذين المثالين نجد أن من يحك راسه في السجادة تتكون قشرة ثم سرعان ما تسقط تاركةً ورائها أثار الكذب، ونجد أن من استخدم الملعقة تتكون أيضاً قشرة وتترك بعدها أثار حرق من الدرجة البسيطة على الرأس، المهم في كلا الحالتين فإن اثار الكذب تظل تاركةً أثارها على الوجوه لنعرف من خلالها أن هذا الشخص كاذباً ومنافقاً من الدرجة الأولى.
إذن فالمسألة مسالة وقت، فكلما زادت تكرارات الكذب كما هو حادث الآن، كلما ارتفع خط الرسم البياني للكذب بصورة مذهلة
فإعلامنا الأعور ... كان ومازال يخدع شعبنا العظيم مثقفيه قبل بسطائه، ومع تضييق الخناق على القنوات الإعلامية الأخرى ليكملوا مسلسل تشويه الحقائق، وليصدروا للعالم الصورة التي يبغونها،أصبحت نسبة المشاهدة لهذه القنوات هي الأعلى، ولكن ولكن ولكن مع وصول الكذب لقمته وزيادة معدل تكراراته والتي تصاعد معها تصديقه، سيحدث ما يحمد عقباه قريباً، فمع الوصول لقمة المنحنى في الكذب سيحدث إنحدار في هذا المنحنى يظهر من خلاله رفض الناس لتصديق الأكاذيب، حيث أن الكذب حالياً يتم على ما يراه الناس في الشارع بأعينهم، وبالتالي سيدرك الناس أن ما تلقيه عليهم شاشات الإعلام المصري ما هو إلا كذب يصل لحد الفجر الإعلامي - بضم الفاء - وسنجد شرفاء المصريين من الصحفيين يخرجون علينا بأقلامهم الشريفة قريباً ليوضحون الصورة للجميع.
فمع ما يحدث في الشارع المصري الآن – وهوغير مقبول تحت أي مسمى - ويتم تصويره بواسطة كاميرات وسائل إعلام غير مصرية – للأسف- أو تحصل عليه وسائل الإعلام تلك من خلال أدوات تكنولوجية بسيطة كانت غير متاحة في السابق للمواطن المصري مثل كاميرات الموبايل بدأت تنكشف سوءات قنواتنا الفضائية ... وبدا العالم الذي كان متعاطفاً مع مظاهرات 30 يونيو النظر للموضوع برؤية مختلفة، بل أن الكثير من المواطنين المصريين اختلفت توجهاتهم نتيجة ما يلاحظونه من كذب صريح فيما يعرض عليهم يومياً، والناس في طريقهم لاختيار طرق أخرى للحصول على المعلومات الصادقة.
فقد ساهم الإعلاميون الكاذبون بطريقة غير مباشرة وغير مقصودة بالطبع في زيادة وعي الناس بأن ما يعرض أمام أعينهم وعلى مسامعهم من خلال هذا الإعلام ما هو إلا كذب وصل لقمته وما هو إلاتوجيه للعقول باتجاه واحد محدد وتضليل مقصود للرأي العام المصري.
وقال الشاعر محمود بن ابي الجنود:
لي حيلةٌ فيمن ينمُّ وليس في الكذَّاب حيلة
مَن كان يخلق مايقول فحيلتي فيه قليلة
ولكن لنا النهايات 
وفي النهاية يقول مثلنا المصري
الكذب ملهوش رجلين
مع أرق تحياتي
هاني سيد أحمد


0 تعليقات:

إرسال تعليق