الجمعة، 7 يونيو 2013

أثيوبيا تتحدى الطبيعه ببناء سد النهضه .....

بقلم : محمد اسماعيل عمر

قبل ايام خرج علينا الجميع بخبر تحويل مياه النيل الأزرق فى إثيوبيا بعد يوم واحد من عودة الرئيس المصرى من القمة الاستثنائية لبحث مشاكل القارة الإفريقية، وبدأت وصلات جديدة من "الولولة" حول ما سيحث لمصر بعد تحويل مجرى النيل واحتمالات العطش التى تسبب فيها النظام الحالى وإشارات البعض إلى أن إثيوبيا لم تكن لتقدم على هذا الفعل لولا ما تمر به مصر من حالة الوهن والضعف التى يرى هؤلاء أن مجئ الإخوان للحكم هو السبب فيها...
قررت أن أنأى بنفسي عن الدخول فى تلك المعمعة وبدأت فى البحث عن تقرير كنت قد قرأته منذ مدة حول موضوع مياه النيل، هذا التقرير كان قد صدر عقب "مؤتمر آفاق التعاون والتكامل بين دول حوض النيل الفرص والتحديات ٢٥- ٢٦ مايو ٢٠١٠"...
لفت انتباهى عدد من فقرات هذا التقرير الذى يساعد على فهم أعمق لهذه المسألة أوردها كالتالى:
1_الزلازل ذائعة الشيوع في إثيوبيا ٬ وخصوصا في مثلث عفار وعلى امتداد الاخدود الأفريقي النشط والذي يقسم إثيوبيا نصفين ٬ ويزداد الأخدود اتساعاً نتيجة تباعد الجانبين، حيث أن الزلازل أكبر من ٥ ريختر ليست نادرة  وكذلك التشققات في الصخور الإثيوبية ومن ثم الإنهيارت الصخرية٬ وأدي ذلك إلي كثرة الفوالق٬ وساعد على ذلك أيضاً شدة الأمطار والانحدارات الأرضية ووجود طبقة من الطمي أسفل كتل صخرية مما يساعد علي انزلاقها كما هو الحال في منطقة تيجاري شمال إثيوبيا.
2_إثيوبيا هي أكثر دول الحوض معاناة من نقص المياة رغم أنها المساهم الرئيسي في مياة النيل، وليس لدول المصب دخل في هذا الوضع ٬ حيث أن طبيعة الأرضي الإثيوبية لاتصلح لإقامة سدود كبري لتخزين المياه مهما كانت التكنولوجيا المستخدمة٬ ومع ذلك فإن إثيوبيا أكثر دول الحوض ملائمة لعمل مشروعات توليد كهرباء تكفي جميع دول الحوض. علي الرغم من هذه الإمكانات الهائلة للحصول علي الطاقة الكهرومائية إلا أن أكثر من ٨٨٪ من السكان طبقاً لتقرير البنك الدولي يعيشون بدون كهرباء، وحتي من يحصل عليها يعاني من انقطاع التيار الكهربائي. وأنه طبقا لتقارير البنك الدولي وصل نصيب الفرد من استهلاك الطاقة في عام ٢٠٠٧ حوالي ٢٥ كيلو وات ساعة/سنة علماً بأن متوسط استهلاك الفرد الذي يعيش في مستوي متوسط يقدر ٥٠٠ كيلو وات ساعة/سنة نفذ مكتب "الاستصلاح" الأمريكي دراسة موسعة عن حوض النيل الأزرق أعوام ١٩٥٣ و ٬١٩٦٣ وقد حددت تلك الدراسة ٢٦ موقعاً لإنشاء سدود متعددة الأغراض على طول النيل الأزرق والروافد الرئيسية وتحاول إثيوبيا تنفيذ بعضها.
3_تواجه الحكومة الإثيوبية تحدياً هائلا متمثلا في توفير الطاقة لتلبية احتياجات شعبها ودعم النمو الاقتصادي، وفي الخطة الرئيسية تسعي إلي زيادة إنتاج الكهرباء بمقدار خمسة أمثالها على مدى الكهرومائية  السنوات الخمس المقبلة بسعة إجمالية قدرها ٣١٢٥ ميجاوات، وتوجد تحت الانشاء خمسة مواقع إضافية للطاقة اثنان من هذه المواقع تم افتتاحهما بالفعل إلا أنهما سرعان ما توقفا لأسباب جيولوجية وفنية...
والخلاصة من هذه الفقرات أن إثيوبيا تعانى معاناة شديدة وتحتاج لمن يمد يد العون إليها وأنه نتيجة لإهمال علاقتنا بهذه الدولة الهامة لجأت للأمريكان لمعاونتها على النهضة مع تحفظى حول مدى اهتمام الأمريكان بنهضة أثيوبيا أو أى من دول العالم النامى...
الأمر الثانى هو أن إقامة سد النهضة قد يحمل أخطاراً كبيرة لإثيوبيا بقدر ما قد يحمل من خير لها فهل يجب علينا أن نترك أشقاءنا فى إثيوبيا يخاطرون بذلك أم نتوجه لدراسة الأمر بحكمة بدلاً من الدعوات التى تطالب باتخاذ رد فعل عنيف!
أعتقد جازماً أن هذه اللحظة ربما تكون هى اللحظة الفارقة التى تدفعنل لتغيير سياساتنا تجاه إفريقيا والبحث عن وحدة إفريقية حقيقية بدلاً من تلك الشعارات الهشة الجوفاء التى اعتمدناها طوال الفترة الماضية علنا ننجو معاً وجميعاً من مصير لا نحبه أبداً...
* صحفى بجريده أخبار العرب الدوليه .
* كاتب بشبكه أعلاميه الألكترونيه .

herf="http://newssparrow.blogspot.com /p/blog-page_28.html">

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق