الجمعة، 14 يونيو 2013

مشكلة الرئيس

مؤنس زهيرى


في اقسي كوابيس الأحلام و أشدها ضراوة و ضرباً لرأسي المسكين .. لم أتوقع أن أكون حياً لأشهد رئيساً لجمهورية مصر العربية يدافع عنه مناصروه و "يشحتوا عليه" بمثل ذلك المستوي من الحديث و الذي يحدث أمامي طوال ساعات اليوم الواحد .. "أدوله فرصة" .. "الفلول ضده" .. "المعارضة ضده" .. الإعلام الفاسد يحاربه" .. "هو لسه إشتغل و لا عمل حاجه" .. "إنتم عاوزينه يصلح الكون" ..

و ذلك إلي آخر التعبيرات القاسية المحزنة .. و كأنك تسمع دفاعاً عن رئيس مركز الشباب القابع في أحد نجوع مصر .. و ليس عن "مقام" رئاسة جمهورية مصر العربية .. و تطور الأمر إلي حد إصدار أكثر من كتاب عن إنجازات الرئيس خلال العام الأول من حكمه و توزيع تلك الكتب في محطات المترو و بين أبناء الشعب في الشوارع ..

ما أعرفه أن إنجازات الرئيس – أي رئيس – تبدأ من قاع المجتمع حيث المناطق العشوائية التي تأوي الملايين الذين لا يجدون مجرد أربعة حوائط تستر أعراضهم .. و لا يجدون الطعام إلا بين أكوام الزبالة .. تبدأ بالتعيينات الفورية لمعظم خريجي الجامعات و المعاهد حسب أقدمية التخرج .. تبدأ بإقرار منظومة الأمن في الشارع و الحارة و الميدان .. تبدأ بتفهم مطالب المعارضة و ليس بإقصائها عن عمد و إهمال الإنصات إلي مطالبها في إصلاح المجتمع و التوافق لبدء ذلك الإصلاح .. تبدأ عندما يتم الإعتماد علي أهل العلم و الخبرة – حتي لو كانوا معارضين - في كل قطاعات العمل و ليس الإعتماد علي أهل الثقة من الأهل و العشيرة حتي لو كانوا علي غير علم أو خبرة كما هو حادث الآن ..

بين شرعية الحكم .. و شرعية "الإستمرار" في الحكم فارق كبير .. فارق لا يدركه مؤيدوا الرئيس المنتخب الذين راحوا يهددون و يتوعدون و ينذرون شعباً بأكمله .. شعب عرف طريق الثورة علي القهر و الظلم لأول مرة منذ عقود طويلة مضت فأصبحت الثورة هي عنوانه الدائم طالما لم تتحسن أحواله بعد ثورته عما كانت عليه قبل ثورته .. 

لقد أهمل رئيس الدولة قاع المجتمع الذي يشكل القوام الرئيسي للشعب المصري .. و إنشغل و إهتم و ركز مع قمة المجتمع من معارضيه .. فكانت معركته الدائمة معهم .. و تلك كانت مشكلة الرئيس .. التي تضخمت و كبرت حتي أصبحت مشكلة الدولة ذاتها ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق