نداء إلى شعب مصر ؟

بقلم : د. عبد الحليم منصور 

1 - ياشعب مصر الأصيل ، يامن نشأنتم من تراب وطين هذا البلد ، أرض الكنانة ، وتشاركتم عبر آلاف السنين في أفراحه وأتراحه ، وعشتم حروبه وانتصاراته ، وعشتم قسوة ظلم الحكام واستعبادهم لكم ، وعشتم جميعا تحت ظلال هذا الوطن ، يجمعكم كلكم حب ترابه ، والنضال من أجله .

2 - يا من أبهرتم العالم بثورتكم المجيدة في الخامس والعشرين من يناير ، هل يفرق جمعكم الخلاف حول اقتسام الغنائم ؟ هل يفرقكم شيعا وأحزابا الخلاف حول السلطة والحكم ؟ هل تريدون أن يجعل الله بأسكم بينكم شديدا ؟ 

3 - تذكروا أن هناك من يؤجج نيران الخلاف بينكم ، وتذكروا قول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) 

4 - يا شعبنا الطيب المحب لبلده والمخلص لوطنه تذكروا قول الله تعالى " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)

يا كل المصريين أقباطا ومسلمين تذكروا أن هناك عدوا يرقب حالكم من بعيد لينقض عليكم وعلى بلدكم عندما تسنح له هذه الفرصه ، فلا تمكنوا عدوكم منكم .

5 - وتذكروا أن أعداءكم يريدون لكم التشرذم والتفرق ، حتى تكونوا ضعافا ، لاقيمة لكم وإن كنتم كثيرا وأذكركم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوشِكُ ان تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ من كل أُفُقٍ كما تَدَاعَى الآكلة على قَصْعَتِهَا قال قُلْنَا يا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قال أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ من قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ في قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ قال قُلْنَا وما الْوَهَنُ قال حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ

وأذكركم قول الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)

6 - يا كل المصريين مسلمين وأقباط أذكركم بقيمة هذا الوطن عليكم ، وبحرمة دمائكم ، وأموالكم وأعراضكم ، فلا تنتهكوها ، ولا تستبيحوها في هذا الظرف الدقيق ، فقد قال نبيكم صلى الله عليه وسلم فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا لا يجني جان إلا على نفسه ، لا يجني والد على ولده ، ولا مولود على والده ، ألا إن الشيطان قد يئس أن يُعبد في بلدكم هذا أبدا ، ولكن ستكون طاعة في بعض ما تحقرون من أعمالكم يرضى بها

7 - لذا عليكم تجنب المواجهة وسفك الدماء فقد قال عليه الصلاة والسلام :" عن الْبَرَاءِ بن عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e قال لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ على اللَّهِ من قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ "

عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ e من أَعَانَ على قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل مَكْتُوبٌ بين عَيْنَيْهِ آيِسٌ من رَحْمَةِ اللَّهِ

8 - وتذكروا أن قتل نفس بشرية بمثابة قتل للبشرية كلها قال تعالى :" مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)

9 - يا أبناء مصر تجنبوا المواجهه ، وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " 

- تذكروا أن أعداء مصر يريدون لكم الفرقة والشتات حتى تقوى شوكتهم وتضعفوا ، ويسهل ترويضكم ، وتقسيم بلادكم ، كمام قسمت بلاد شتى ، ودرست حضارات عدة .

- أسأل الله العظيم أن يجنب مصر وأهلها الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يجعلها سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين ، وأن يجنب أهلها الفرقة والشتات ، وأن يجمعهم على كلمة سواء اللهم آمين .