Ads

ماذا قال تشرشل عن العرب؟


لو تتبعنا التاريخ العربي منذ فجر الاسلام والى الآن لوجدناه مليئا بأحداث ومؤامرات لوجوه لها تأثيرها على الساحة السياسية, والاجتماعية, والدينية العربية, التاريخ العربي والاسلامي ومافيه من أفعال لوجدنا إن العرب لعبوا دورا كبيرا في خلق التآمر فيما بينهم أولا, والتآمر على أنفسهم مع الاجنبي ثانيا ،فالعرب من اكثر شعوب العالم استخداما لمفردات الخيانه فالخيانه العربيه على مدى العصور لها مدافعين عنها ويطلق عليها مسميات مختلفه ماعدا ان تكون خيانة ،وكما هو معروف عن العرب أينما يختلفون تجد الحقيقة،ففي سورة التوبة:(الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) 
وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) 
الغريب ان  إنتماء العربي الى قومه كان فوق كل إنتماء ،و الإستماتة في الدفاع عن الأهل و العشيرة ،و رفض الذل و العار ،و الموت في سبيل الحق كان طابع النفس العربية ,حتى في قرون الضعف العربي خلال فترة الإحتلال العثماني لأمتنا العربية .
ولعل ما يستوقفني هو ربط تشرشل وجود الخيانة بوجود العرب وموتها مع موتهم ولم يقم تشرشل بربط هذه الصفة القبيحة مع اي شعب اخر من شعوب العالم وقد يكون مخطئا لاكتفائه بحصرها بالعرب الا ان خبراته ومتابعته والمامه بالشان العربي جعلته ينظر باتجاه تلك الزاوية العربية ويركز على خارطتها ولا اعتقد ايضا انه كان يقصد بالخيانة خيانة الامانة او خيانة العهد والوعد او خيانة الصديق وانما قصد بذلك المعنى الاعمق والاوسع للخيانة وهو خيانة الوطن والمتمثل بالتامر على الوطن مع العدو او مع اي دولة اجنبية  والتاريخ يشهد على قيام البعض من العرب بالتامر مع العدو ومع الاجنبي حيال ملف القضية العربية الفلسطينية انذاك ويستمرون في ذلك وقد كشف المؤرخون عن بعض من اشكال تلك الخيانات وها هم بعض بقايا المتامرون وبعض بقايا المشاركون في تلك الخيانات يديرون دفة الامور في بعض المواقع العربية الان.
 لقد إستُعمرَتْ جميع الدول العربية من قبل فرنسا وبريطانيا وايطاليا فنهبت خيراتهم وأهينت الشخصية العربية, وبنهاية الحرب العالمية الاولى التى إنتهت بانتصار الحلفاء, وبريطانيا هي على رأسهم..وبتنكرها لوعودها لعملائها العرب ,قامت فقسمت الدول العربية بينها وبين فرنسا حسب الاتفاق المبرم بينهما المعروف (بسايكس بيكو), والنتيجة أصبحت فلسطين من نصيب اليهود,وبدأت المعانات العربية بكيفية التخلص من الاستعمار,ثم أستمرت الاعيب الغرب على العرب إبان الحرب الباردة والى الآن .
.وكما باعوا فلسطين بمؤامراتهم عادوا فباعوا العراق بدعمهم لامريكا لاحتلاله وتقديم اسرار وتقارير للغرب عن وجود أسلحة دمار شامل يخفيها النظام الصدامي ,وهو الامر الذي أعتبرته أمريكا كذريعة لضرب العراق وإحتلاله.
فها هي الساحة العربية شهدت تدميرا شاملا للعراق من خلال التدمير والسلب الغربي لثروات وخيرات ذلك البلد العربي وها هو الشهيد صدام حسين رحمه الله يعدم فجر عيد الاضحى وها هي الفتن بين السنة والشيعة والاحزاب الاسلامية واليسارية والوسطية فقد اصبح العرب في غالبيتهم مسيرون وليسوا مخيرون .
إحتلال العراق كان سابقة خطيرة في تاريخنا الحديث ،ليس من ناحية تغيير النظام و إسقاطه و حسب ، بل في الطريقة التي تم بها التغيير ،والنتائج الكارثية على العراق العربي و المنطقة بأكملها .
وهذا جزء من تطبيق مبدأ (الفوضى الخلاقة) وهو مصطلح ماسوني القصد منه خلق حالة من الفوضى وتغييرات معينة بعد كل حدث خصوصا بعد غزو العراق وهو تقسيم مقصود للمنطقة وتحويلها الى اثنيات وطوائف وقوميات متناحرة,وهذه واحدة من الخدع التي نام واستيقض عليها العرب
الربيع العربي أوجد ارض خصبه للعرب لتفعيل هذا السلوك فالإنقلاب العسكري في ليبيا لم يكن ليحقق نتائجه لولا تدخل الناتو ،أو حلف شمالي الأطلسي وهل لنا ان نتصور كيف تمكًنا نحن العرب من أن نتقبل أن جيشا غريبا  عنا ،عن قيمنا عن كياننا عن دمنا ،و أرضنا و عرضنا يدمر جيشا منا ،و يقتل أبريا ءنا  ،و يحرق الأرض بما عليها ،فالمشكلة أن العرب أخذوا يتمردون على عقيدتهم ،و يخرجون من عباءتهم ،و يقبلون العار بكافة أشكاله ، وعليه فان استمرار وجود تلك الصورة العربية المظلمة والقاتمة توجب على قادة العرب ان يفيقوا من سباتهم ويعيدوا النظر في طريقة ادارتهم لشعوبهم وان يزيلوا الحدود وينظروا الى الشعوب العربية كشعب واحد خيراته واحده وثرواته للجميع وبعكس ذلك فان سوء الاحوال سيزحف باتجاه المنطقة كاملة ولن يميز بين الغني ولا الفقير لا بل على العكس فالفقير ليس لديه ما يخسر اما الغني فلديه الكثير والكثير يخاف عليه فاحذروا ، لا بديل من محو الظلم ولا بديل عن الحرية والعدالة الاجتماعية.
اليوم يعيش  جيلنا العربي تداعيات  فترة ما بعد التحرر ،و يدفع جيلنا العربي الراهن ضريبة قرارات قام بها قادة بليت بها أمتنا ،فكانوا عارا علينا و على الأمة العربية ،و على الضمير العربي الرافض للذل و المهانة ،جيلنا العربي يدفع الضريبة  الان من دمه وماله و عرضه .
اليوم تمر امتنا العربية بمنعطف تاريخي أخر ،منعطف ينتظر له أن يكون محوريا في التاريخ العربي و مستقبله ، ولأول مرة في التاريخ العربي ،و ربما العالمي تخرج فئات عربية  لتعلن إنحيازها الصريح للعدو الاسرائيلى  على حساب الشعب السورى ونظامه ،و تعلن صراحة و بمنتهى الوقاحة و الانحطاط الفكري بل الإنحطاط الإنساني بتحالفها مع الأجنبي ضد بلدها ، أفيقوا يا عرب  هل من شيمة العرب الخيانة ؟ مهما أختلفنا في أفكارنا أو عقائدنا أو مبادئنا ، فهذا أبدا لا يمكنه أن يبرر لنا خيانة الوطن .


0 تعليقات:

إرسال تعليق