Ads

كل عام ومصر كلها بخير وسلام


بقلم : محمد اسماعيل عمر

فالنأخذ أستراحه من الجو العام المشحون بالتوتر ونحتفل بأقدم عيد شعبى فى التاريخ، وهو عيد كانوا قدماء المصريين يسمونه "شمو" الذى كان أجدادنا العظماء أول من احتفل به، والذى ظللنا نحتفل به دون توقف جيلاً وراء جيل إلى يومنا هذا، وأخذته عنا شعوب العالم جميعاً لما له من مغزى إنسانى يتخطى كل الحواجز الدينية والعرقية والجغرافية، ليقول للعالم أجمع:" نحن المصريين فى دياناتنا القديمة، ووقت احتلال الهكسوس، وتحت حكم الفرس، وفى العصور الإغريقية الرومانية، وفى الدولة القبطية المسيحية، وبعد الفتح الإسلامى ـ ظللنا متوحدين يجمعنا أبوالأعياد الشعبية فى العالم أجمع".

وعلى مدى السنين والعقود والقرون دخلت حياتنا أعياد جديدة وخرجت منها أعياد أخرى، لكن عيد الربيع والاحتفال بالحياة المتجددة ظل هو العيد الذى يجمع المصريين جميعاً وباقى شعوب الأرض التى أخذته عنا، كل ما هنالك أن اسم العيد تحول مع السنين من "شمو" إلى "شم النسيم" وظل المسلمون والمسيحيون يحتفلون به بنفس طريقة أجدادهم، ويأكلون الأطعمة نفسها من البيض إلى الأسماك المملحة والبصل والملانة، منذ بدأ الاحتفال به فى عصر ما قبل الأسرات قبل أكثر من 5 آلاف سنة، وظلت الحكومات المتتالية على اختلاف دياناتها طوال القرون الماضية تعتبره إجازة رسمية لا يعمل فيها أحد، بل يخرج الجميع إلى الحدائق والمتنزهات وعلى ضفاف النيل الخالد يمرحون ويهنئون بعضهم البعض.

إن شم النسيم هو عيد التسامح والتآخى بين الأديان، فالربيع ملك للبشر جميعاً والتهانى بحلوله تتخطى كل الفوارق العقائدية والاجتماعية والجنسية، إن مصر لم تعرف طوال تاريخها الممتد حاكماً واحداً حظر الاحتفال بشم النسيم ، بل كان دائماً عيداً قومياً يجمع سائر فئات المجتمع على اختلاف مشاربهم وعقائدهم، من شمال البلاد على ضفاف البحر الأبيض إلى الجنوب النوبى، ومن شرقها حول طور سيناء إلى الواحات الغربية.

هذا هو تاريخنا الذى نفخر به والذى نقلته عنا بقية شعوب الأرض فصارت تحتفل به مثلنا، فكل عام ومصركلها بخير، والحياة تتجدد فيها والربيع يبعث الأمل فى غد أفضل مما نحن فيه. 
* صحفى بجريده أخبار العرب الدوليه.
* صحفى بجريده أعلاميه الالكترونيه .
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق