Ads

العنف الفوضى.......فشل جديد

بقلم همت مصطفى 


نرى ان بعض المجتمعات التي شهدت تغيرات بنائية ووظيفية كبرى في شكل ومحتوى المجتمع نتيجة الكوارث او الثورات او الخطط التنموية الكبرى، قد عانت من التقلبات والتغيرات في نظم وتنظيمات المجتمع الصغيرة وفي سلوك المجتمع وسلوك الافراد وبدأ البعض يبكي على الماضي والبعض الآخر يبحث عن حلول للمشكلات التي ظهرت وقد لا يكون لها رابط وثقافة المجتمع. ظاهرة العنف و القتل ظهرتا منذ فجر التاريخ حينما اقدم هابيل على قتل اخيه، وكان الدافع هو الغيرة واسباب اخرى. واستمرت هذه الظاهرة مع تطور المجتمعات تنمو حينما يكون هناك مجال لنموها مثل عدم العدل والحرية والمساواة في القضايا التي يجب ان يكون فيها ذلك..
والعنف بمعناه البسيط هو كل تجاوز يصدر عن الإنسان على حق من الحقوق يسمى عنفا. السرقة و القتل و منع الغير من الحرية و الملكية و الازدراء أشكال من العنف، و أنها تطاول على ما تشعر به الضحية أنه حق لها. و ينقسم إلى عنف مادي و آخر أخلافي و معنوي. يقابل العنف التسامح. فهل من العدالة مقابلة العنف بالعنف؟ أو أن نكون متسامحين مع من يمارس العنف؟ أن الفلاسفةقالوا بان ممارسة العنف ليست حلا
و أن المعاملة بالمثل استمرار في ممارسة العنف و ليس علاجا منطقيا له. إن العنف لم يقض على العنف. و ميل الإنسان إلى محاربة العنف باستخدام القوة و لد أشكالا أخرى من ردود الأفعال لدى من يمارس عليهم ذلك العنف. فتتحكم في العنف عدة أسباب الأسباب الاجتماعية و الاقتصادية,
.الأسباب السياسية و الثقافية
الأسباب النفسية
كما أن العنف لا يراه إلا المنهزمون و الضعفاء، أما الغالبون لا يرون في أفعالهم أي عنف. يرى « هيراقليطس » أن العنف أصل الحياة. أما « نيتشه »، فيرى أن الإنسان جبل على العنف. إلا أن التعبير عنه يختلف لدى القوي و الضعيف. و أن على أساس هذا العنف تتحدد ماهية الأفراد و الأمم و المنزلة و الدور في حلقات تشييد الحضارة الإنسانية.

ـ كما يعتبر كل من « ماكيافيلل » و « سبانسر »و « نيتشه » التسامح أفضل وسيلة لإنجاح أي مشروع خاصة في ميدان السياسة
ـوان مقابلة العنف بالعنف ذريعة المجرمين و الفاشلين في معالجة العنف علاجا جديرا بالإنسان ككائن متخلق. من خلال إيجابيات اللاعنف
كما ان اللاعنف صفة جديرة بالإنسان. يسمو به عن الحيوانية
واللاعنف لا ينبغي مقاربته بالجبن و السلبية، و إنما هو نضال و ترويض للنفس على مباعدة الشر

ـ و لقد ارتبط التسامح في التاريخ الإسلامي … بمحاربة الحقد و نزعة التكفير و التحقير بين أهل الملل و النحل و الأديان. و برزت من بين المسلمين أهل الوسطية و الاعتدال و محاربة الغلو و التطرف،
فنجد ان أمر التشريع الإسلامي يقوم على الرحمة بالخلق والاحسان إليهم جميعاً.. فلا يجوز الضرر والاعتداء على أي من الأحياء بغير حق.. فمثلاً حرم الإسلام قتل الحيوان والطيور أو ايذائها بغير فائدة ولا صدور مضرة منها على الحياة.. فلا يجوز قتل أكثر مما تحتاجه من الحيوانات والطيور ولا يجوز اتخاذها هدفاً لتعلم الرماية ولا يجوز التحريشي بينها ليقتل بعضها بعضاً أو يؤذي بعضاً لمجرد التسلية والترفيه.
وقد ورد ان هذه الحيوانات المقتولة لغير منفعة تجادل وتحاج قاتليها يوم القيامة عند رب العالمين.
والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ الطيور والحيوانات غرضاً.. وقد غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى طائر (الحمرة) مفجوعاً بفراخه وأمر برد الفراخ إليها وأوقف الجيش حتى ردت وسكنت..
إذا كان هذا في أمر الحيوانات والطيور فما بالك بحق الإنسان الذي كرمه الله على سائر المخلوقات وكرمه بالعقل، وأنزل الشرع لحفظ حياته بكل ما يحف به لتوفير الأمن له ليعمر أرض الله بما يحبه الله لذاته وما يحبه لخلقه.
إن الحياة الإنسانية هذه الروح أمرها عظيم وهي غالية جداً وليست ملكاً إنما هي (لله جل جلاله).. حتى أنت لا يجوز لك أن تتصرف بروحك بحيث تبقيها أو تتلفها، لأنه حرم أن يقتل الإنسان نفسه وهو (الانتحار) وقال {ولا تقتلوا أنفسكم} وقال {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.. وحرم القتل من أي أحد وجعله من أكبر الكبائر ومن السبع الموبقات كما ورد في أحاديث صحيحة.
وتوعد الله القاتل بغير حق بخمس عقوبات أخروية غير عقوبة الدنيا وهن: جهنم، الخلود بها، غضب الله، لعنة الله، العذاب العظيم.
قال تعالى {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} سورة النساء.
وهذه عقوبة لم ترد في كبيرة من كبائر الذنوب غير الشرك بالله.. وإذا كان المسلم يعظم الكعبة المشرفة ولا يرضى بمس حجر منها فكذلك المسلم لأنه أعظم حرمة من الكعبة المشرفة كما ورد في الحديث فلا يجوز انتهاك حرمة دمه بغير حق..
والذي تعرفه كل نفس بفطرتها هو حب الحياة والخوف من الموت وكراهيته، واتخاذ الأسباب الوقائية منه.. فمن أوقع الموت على غيره مع هذه المعرفة فهو إنسان متحجر القلب منزوع الرحمة فاقد الإنسانية لا يستحق البقاء على الأرض لأنه يمثل خطراً على الحياة والأحياء.
لذا جاء القصاص وصار فيه الحياة لأنه يحافظ على الحياة من هؤلاء المتوحشين قال تعالى {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب}.
ولا يمكن أن يصدر القتل بغير حق من مسلم سوي أبداً في (دينه وعقله ونفسيته) ولا تجد قاتلاً إلا ولديه اختلال في أحد هذه الأركان. حتى غير المسلمين لا يجوز قتلهم إذا كانوا: من أهل الذمة، أو المستأمنين، أو المعاهدين، سواء من قبل الحاكم، أو من قبل فرد مسلم في بلاد الإسلام.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل ذمياً، أو معاهداً لم يرح رائحة الجنة.." الحديث.
ان الاسلام حرم غيبة المسلم أو نميمته وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلين يعذبان في قبريهما بسبب النميمة، فكيف بالقتل.
وحرم الإسلام ترويع المسلم واخافته، وحرم مجرد الاشارة عليه لتخويفه بحديدة أو سلاح فكيف بالقتل.
والقتل بحق لا يملكه إلا ولي الأمر فهو القائم بأمر القصاص والجهاد ولا يجوز لأحد أن يأخذ حقه الشرعي بنفسه لما يفضي إليه ذلك من الفساد في الأرض واستمرار اراقة الدماء.
فيا ابناء وطنى ان الحكمة تقتضي إعمال العقل المتحرر من سلطان الغريزة وشهوة السلطة ، و قبول الاخر ليس بحكم الظروف و إنما بحكم الأخوة الإنسانية التي تعلو عن التشبث بما نختلف فيه إلى الوعي بما نشترك فيه.

0 تعليقات:

إرسال تعليق