بقلم : محمد اسماعيل عمر
صحفى بمجله شمس الستقبل
الإهانات التى وجهها الصحفى القطرى لمصر
والمصريين من لعق الجزم وعمل قرص الطعميه ليست رأيا شخصيا بل رسالة قطرية ممن
يعتبر نفسه، و"جزيرته"، من أسقط مبارك وصاحب الثورة.
الإساءة هذه المرة لم تكن عادية. لم تكن
صادرة عن جاهل يهرف بما لا يعرف، أو من نكرة يحاول التسلق على أكتاف الكبار لكى
يلفت الأنظار إلى نفسه. الإساءة البغيضة جاءت من صحفى مخضرم، ورئيس تحرير سابق
لكبرى الصحف القطرية لسنوات طويلة، ولا يزال عضواً فى مجلس إدارتها حتى اليوم، وهو
أيضا كاتب عمود يومى مقرب من دوائر صنع القرار فى الحكومة القطرية. فلا يصدق عاقل
أن ما كتب حول مصر ولعق الجزم وصناعة قرص الطعمية وإلى آخر ذلك من الهراء- هو رأى
شخصى كتب فى فورة غضب! فلنترك هذا للمراهقين ولنحترم عقول بعضنا البعض ولنعد
بالذاكرة قليلاً إلى الوراء لنتابع السلوك القطرى فى التعامل مع الخصوم والحلفاء
على حد سواء.
سكرة النصر التى يعيشها حاكم الدوحة اليوم
بعد أن صدق مزاعم من حوله بأنه صانع الربيع العربى وأنه مطلق شرارته الأولى وأنه
أصبح سيد الإعلام العربى بلا منازع وأنه هو، و"جزيرته"، من أسقط مبارك
وليس ملايين المحتجين الذين تجمعوا فى التحرير ودفعوا الثمن من جراحهم ودمائهم
ودماء شهدائهم. كل هذه أوهام.
أوجعته أغنية هزلية عرضها باسم يوسف فى
برنامجه "البرنامج" فأوعز للصحفى المذكور ليتطاول على مصر حضارة وشعباً
وبكلمات نابية لا يصح لإعلامى مخضرم أن يخاطب بها عقلاً أو وعياً. ولكنه سلوك
المرتزقة حين يدارون غضب أولياء نعمتهم لا سيما إن كان بذات متضخمة بالأنا وعقد
النقص. فإن كان حاكم الدوحة يعتقد أنه قد اشترى مصر قاطبة بتاريخها وحضارتها
وشعبها الأبىّ الصابر على الظلم- إلى حين- فقد دعاه ضيق صدره "بالرأى والرأى
الآخر" إلى إساءة الأدب مع مصر و شعبهاً.
وربما كانت هذه هى العصا بعد أن لوح سابقاً
بالجزرة، فلا تستبعد أبداً أن يتبع حاكم قطر اليوم سياسات الدول العظمى مع الدول
الصغيرة. الفارق هنا فقط أن الآية قد غدت مقلوبة. فقطر أضحت هى الدولة العظمى ومصر
تحولت إلى دولة صغيرة تابعة تدور فى فلك قطر العظمى وهذه نتيجة مؤلمة بلا شك لم
نكن لنراها قبل ذلك.
المقال المسىء إلى مصر صناعة حكومية قطرية
بامتياز حتى وإن تبرأ من كونه مقالا بتقديمه كسلسلة تغريدات. يجب التعامل معه على
هذا الأساس حتى ولو خط حروفه صحفى اسمه أحمد على. وهو قرصة أذن للحكومة المصريه
التى لم تبادر إلى التبرؤ علانية من سخرية باسم يوسف من قطر. وعموماً هذه المقالات
مرشحة للتكرار كلما "تكدر خاطر" أى مسؤول قطرى مما يحدث فى مصر.
كرامة مصر من كرامتنا. علينا ألا ننسى هذا مهما غرق
البعض فى الأوهام .
* صحفى بجريده اخبار العرب الدوليه.
* كاتب بجريده أعلاميه الألكترونيه .
0 تعليقات:
إرسال تعليق