Ads

الأرض مرة أخري !


منال عبد الحميد‏

هرول " العشتار " و " البعليم " إلى حيث أتخذ سيدهما " إبليس " لنفسه مكمناً ؛ في جزيرة من جزائر البحر الكبير الذي يملأ معظم الأرض ؛ ليخبراه برؤيتهما لملاك الله " جبريل " ؛ عليه السلام ؛ نازلاً إلى الأرض.. فلما علم " إبليس " بهذا الخبر فتح فمه على أتساعه وانطلقت منه زوبعة من الصراخ المخيف .. الذي تحول إلى ريح صرصر عاتية اقتلعت نصف أشجار الجزيرة من جذورها.. وأجبرت " البعليم " و" عنات " و" عشتار " على الانزواء والاختفاء بعيداً عن وجه " عزازيل " .. الذي تحول غضبه إلى رياح طاغية تقتلع كل ما تجده أمامها ! وبعد أن نفس عن غضبه المكبوت بهذه الطريقة .. وهدأت العاصفة المندفعة من فمه .. صرخ " إبليس " بصوت مخيف منادياً :
" عشتــــــــــــــــــــــــــــار!! "
فتجسد " عشتار " من فوره واتجه نحو سيده الذي صاح :
" أأنتما واثقين من أنه " جبريل " بنفسه ! " 
فأجابه " البعليم " بحذر :
" عفوك سيد الجان.. وهل يمكن أن نتوه عن "جبريل " بالذات ؟!! "
" وماذا يريد .. ماذا جاء به إلى الأرض ثانية ؟! إنه لم يطأها منذ ثلاثة أرباع العام ! "
عندئذ تقدم " العشتار " الماكر ودنا من أذن " عزازيل " وهمس له بصوت خفيض وبحذر ؛ حتى لا تسمع رفيقته " العنات " ما يسر به للسيد :
" لقد سمعنا يا سيدي؛ حينما كنا نسترق السمع من السماء ؛ أن هناك رسول جديد من لدن الله أرسل إلى أهل الأرض ! "
فصرخ " عزازيل " والشرر يتطاير من عينيه :
" سحقاً لكما من أبلهين ! إن هو إلا " إدريس " الذي قارب عمره على النفاد ! " 
" لا لا يا سيدي.. بل هو رسول جديد هللت لمجيئه الملائكة وساكني السموات .. يقال أن اسمه هو " نوح " .. وأنه من نسل " إدريس "! "
عندئذ ردد " عزازيل " في حيرة غاضبة :
" " نوح " .. " نوح " ؟! ليس ل " إدريس " ولداً يسمي " نوح " ! "
" ما هو إلا حفيده .. ابن ولده " متوشالح " .. والملائكة يرددون أنه ذو العزم.. أول ذوي العزم وأول الخمسة ! "
" ذو العزم" .. " نوح ".. " متوشالح " .. الخمسة .. " إدريس " ؟؟!! ما هذا اللغو .. " عشتـــــار " .. أنت و " البعليم " و " العنات " آتوني بأنباء " إدريس " وكل أهله الآن.. هلموووووووا ! " 
هرع " العشتار " و " البعليم " و" العنات " لينفذوا أوامر سيدهم البغيض على الفور.. ويتجسسوا على نبي الله " إدريس " ويأتوه بأخباره.. بينما بقي " عزازيل " بمفرده في الجزيرة قليلاً.. حتى عاد " عشمود " له بعد أداء مهمة.. مهمة للغاية !! 
-->

0 تعليقات:

إرسال تعليق