الثلاثاء، 9 أبريل 2013

ازمه القضاء والنائب العام لن تنتهى ....

بقلم : محمد اسماعيل عمر
صحفى بمجله شمس المستقبل
أصدر مجلس القضاء الأعلى بياناً، صباح أمس الأول، قال فيه - ما معناه - إنه سوف يكون من الأنسب جداً أن يغادر النائب العام المستشار طلعت عبدالله منصبه، وأن ذلك يمكن أن يتم من خلال طلب يتقدم به إليه، أى إلى المجلس، مُبدياً فيه رغبته فى أن يعود إلى منصة القضاء.

هنا، لابد أن نتوقف أمام شيئين فى غاية الأهمية.. أما أولهما فهو أن هذا ليس البيان الأول، الذى يصدر عن "القضاء الأعلى"، متضمناً الطلب نفسه، من الشخص المقصود ذاته.. فقد سبق للمجلس أن أصدر بياناً، فى بدايات وجود النائب العام على مقعده، ووقتها كان القضاء الأعلى قد ناشد الرجل أن يترك المنصب، ليس كرهاً فيه، كشخص، ولا رفضاً له، فى حد ذاته، كرجل قضاء، بقدر ما كان الطلب مرتبطاً بحرج بالغ يستشعره المجلس بكامل أعضائه، من الطريقة التى جاء بها "طلعت" إلى موقعه، ومن البطلان، أو حتى شبه البطلان، الذى يحبط بوجوده فى هذا الموقع المهم، فى كل أحواله!

وأما الشىء الثانى فهو أن المجلس، فيما يبدو، لا يوجه بيانه إلى النائب العام، بقدر ما يوجهه إلى رئيس الدولة، إلا لأننا جميعاً نعرف، ويعرف أيضاً أصحاب البيان من القضاة العظام، أن الرجل كان قد جاء إلى الكرسى الذى يشغله حالياً، بقرار من الدكتور محمد مرسى، وبالتالى، فسوف لا يغادر كرسيه هذا، إلا إذا جاءه "ضوء أخضر"من نوع ما، من جانب الرئاسة، لرفع هذا الحرج البالغ، الذى يحس به الجميع، فى الوقت الراهن، من جراء استمرار وجود النائب العام فى مكانه، رغم أنف حكم الاستئناف الذى صدر مؤخراً، ببطلان وجوده فى المنصب، وبطلان عزل النائب العام السابق عبدالمجيد محمود.

كنت، فى وقت سابق، قد قلت بأن الدكتور مرسى يبدو، فى حالات كثيرة، أشبه ما يكون بلاعب كرة تأتيه الكرة عند قدميه، ويكون المرمى متاحاً ومفتوحاً أمام عينيه، ومع ذلك، فإنه يضيّعها، دون سبب مفهوم، ولا معقول، ويفاجئ المتابعين للمشهد فى إجماله بتسديدها فى الهواء، أو تمريرها فى أى اتجاه، إلا أن يكون هذا الاتجاه، هو اتجاه المرمى الماثل أمام ناظريه!

والآن.. يأتى بيان "القضاء الأعلى" بمثابة كرة جديدة، مررها المجلس إليه، لعله يحرز بها هدفاً فى مرمى مهيأ أمامه، ولا نملك إلا أن نترقب، ثم ننظر، فى أى اتجاه سوف يقذف بها!
* صحفى بجريده اخبار العرب الدوليه.
* صحفى بجريده أعلاميه الألكترونيه.


-->

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق