دكتور عادل عامر
التربح بشعارات إسلامية في المنافسات الحزبية والانتخابية يسيء إليها ويقلل من قيمتها. وأضاف أن التصدي للتزوير يجب أن يكون من منطلق وطني وليس من منطلق مصالحي. وقال إن مشكلة الحركات الإسلامية تتجسد في عسكرة إدارتها، مؤكدا أن البنا رفض عسكرة الجماعة وشكل تنظيما منفصلا أطلق عليه التنظيم وظلت الجماعة مدنية، منتقدا إطلاق أسم كتيبة علي الاعتكاف لأنها توحي بالتجيش والعسكرية. أن عسكرة الحركات أدت إلي تأميم الفرد نفسه وأنتج مفهوم الاستئذان، ومفهوم السمع والطاعة، مؤكدا أن الانتماء للحركة والجماعة يجب ألا يسلب الإنسان حق تقرير مصيره فيما يقرره ويختاره طالما أنه لا يؤثر علي كيان الجماعة أو المؤسسة. إذا كان الإخوان علي مدار تاريخهم لم يلزموا أعضاءهم بموقف فكري أو مذهبي ــ فهل تلزم أعضائها في موضوع سياسي وكلها نظم يستوعبها الإسلام فالاشتراكية والرأسمالية الوطنية يستوعبها الإسلام وبالتالي لا يمكن للجماعة أن تفرض رأيا سياسيا أو حزبياً علي أعضائها. ومن ثم قرار الدخول في الرئاسة قرار شخصي ليس له تأثير علي الكيان المؤسسي للجماعة. شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» الذي انطلق من تونس واندلع في مصر بدأ ينتشر في كل فضاءات العالم العربي. فالكل يريد إسقاط النظام. وبما إن الأنظمة مختلفة في تكوينها والبلدان متنوعة في تشكيلاتها الاجتماعية أصبح الشعار الجامع مجرد عنوان عريض تندرج تحته تفصيلات أهلية متفاوته في خصوصيتها ومستوى نموها الثقافي.
تعد الشعارات أحد مكونات التراث الثقافي العربي ويبدو أن وجداننا مجنون بعشقها والتأثر بها...وكثيرا ما تكون هذه الشعارات براقة وصادقة في ظاهرها إلا أنها تخفى أغراضا لا علاقة لها بمضمونها...في الجاهلية مثلا ساد شعار (أنصر أخاك ظلما أو مظلوما) فكان ذلك تعبيرا عن روح القبيلة والعرق والنسب، وحين جاء الإسلام صحح الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- هذا المفهوم حين سُئل كيف أنصره ظالما، فأجاب (تنهاه عن الظلم)..وهكذا أجهض الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- أحد الشعارات المؤسسة للفكر القبلي... ثم كان شعار( لا حكم إلا لله) الذي فجلله).وارج ، وبالطبع لم يكن هناك اى خلاف بين رجال على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان-رضي الله عن الجميع- حول هذا الشعار..فالكل كان متفقا على انه (لا حكم إلا لله) ...لكن كان المشكل هو الفهم المغلوط لمعنى هذا الشعار عنالخوارج. ..وقد وصف على بن أبى طالب – رضي الله عنه- بقوله الحكيم( كلمة حق يراد بها باطل)...وفى العهد الحديث أطلق الزعيم الوطني (مصطفى كامل) –رحمه الله- شعار (أو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا)..وقد نال هذا الشعار شهرة واسعة ومازال ينتقل عبر الأجيال إلى يومنا هذا..لكن لو تأملنا قليلا في هذا الشعار فسنجد أن له جانبا سلبيا خطيرا حيث تالزؤام).لمقولة في طياتها انكفاء على الذات المصرية وتقليلا من قدر الآخرين...كما أطلق أنصار الحزب الوطني شعار أخر يقول ( الاستقلال التام أو الموت الزؤام) .. والغريب إن هذا الشعار لم يكن يلاءم الحزب الوطني الذي لم ينخرط في الكفاح المسلح ضد الانجليز...كما رفع جمال عبد الناصر بعد نكسة 67 شعار( لا يعلو فوق صوت المعركة) وهو وإن كان شعار له جانبا ايجابيا من شحن الهمم نحو المعركة المرتقبة مع العدو ، إلا أن له جانبا سلبيا حيث أجهض عبد الناصر بهذا الشعار كل صوت يدعو إلى إصلاح فساد أو رجوع للدين أو تحكيم للشريعة... الشعار السياسي ظاهرة مرتبطة بالحياة السياسية وتفاعلاتها الداخلية والخارجية، فهو الواجهة المفتوحة للجميع والمعلنة شعبيا وإعلاميا في كل الأحداث. الثورة العربية الحالية رفعت وأبدعت في مجال الشعار المرتبط والمرافق للتظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير، ومن أبرز هذه الشعارات شعار –ارحل- الذي شكل بلا شك النواة المركزية لجميع الظواهر السياسية العامة والشاملة، به التصقت مطالب الدولة المدنية والديمقراطية والحرية والعدالة
الشعار –ارحل- كتعبير عن ظاهرة سياسية جديدة، رفع ليحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فهو يحدد الصراع والمستقبل، فالكلمة تحمل في طياتها مطالب متعددة تلتقي في العمق في مسألة الحسم السياسي بين الماضي وأدواته التقليدية والتطلع لمستقبل جديد، بمعنى أن الثورة اتخذت من شعار ارحل القطيعة بين نظام قائم وقادته والشعب بمختلف مكوناته، فهو شعار يرفض لعبة الترقيع السياسي الماضية ويعلن الثورة. لقد كانت كلمة ارحل كشعار للثورة العربية الحد الفاصل بين التوافقية والميكانيزمات التقليدية في النضال السياسي من جهة والحسم في اختيار بديل التغيير الجذري المتمثل في الثورة الشعبية من جهة أخرى. كلمة ارحل خرجت من ذاتية الشعب بعدما أصبحت كل تجارب التفاوض والعمل المؤسساتي عقيمة في ظل أنظمة تجمع في أحشائها كل المواصفات السلبية والقاتلة لكل تقدم مجتمعي، لذا مثل شعار ارحل قمة الصراع مع الحاكم ونظامه ولم يستثني أي مؤسسة مرتبطة به كبيرة كانت أو صغيرة
ورفع الإخوان المسلمون شعار (الإسلام هو الحل) وهو شعار حق لكن لم نرى تطبيقا عمليا من الاخوان بمفهوم هذا الشعار بل ولم يضعوا تفصيلا لهذا الشعار المجمل.
ومن الملاحظ أن هذه الشعارات لم تكن حكرا على العرب وحدهم ، فقد رفعت إسرائيل شعار( شعب الله المختار) لتبيح لنفسها إذلال الشعوب واحتلالهم وإبادتهم ..ورفع هتلر شعار( ألمانيا فوق الجميع) لإعلان شأن النازية وإقناع الالمان وقتها أنه ينتمى إلى الجنس الأرى المتفوق على جميع البشر.
هذا الاختلاف في طبيعة الأنظمة وخصوصية البلدان انعكس في تنوع الصور الملونة التي تنقلها الفضائيات وأجهزة الهواتف النقالة. فالمشهد في اليمن غيره في العراق، والمشهد في العراق يختلف عنه في البحرين. كذلك تتنوع الصور بين بلد وآخر وتتبدل بحسب التكوين الاجتماعي – الأهلي. فالبلدان المتجانسة في تقاربها الديني – الطائفي نجحت في تأسيس خطاب سياسي موحد في وطنيته الجامعة كما حصل في تونس ومصر. والبلدان التي تعاني من انقسامات عمودية تواجه صعوبة في تشكيل خطاب يقارب الواقع غير المتجانس. الاختلاف في طبيعية الأنظمة وخصوصية البلدان وضع شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» في الاختبار الميداني وعرضه إلى امتحان سياسي ما أدى إلى إطلاق احتمالات متنوعة تعكس في النهاية صور الواقع الأهلي في هذا المكان أو ذاك. ليبيا مثلاً تعتبر من الدول الكبيرة في مساحتها الجغرافية والصغيرة في كثافة السكان تعاني تقليدياً من مشكلة ضعف السلطة المركزية وعدم قدرتها على أحكام السيطرة. وهذا الضعف البنيوي استغله الديكتاتور ليؤسس على قاعدته السياسية تشكيلة جهوية - قبلية اطلق عليها «جماهيرية» لا يجمعها جامع سوى قبضة حديد تمسك بالخيوط وتتلاعب بها بهدف منع قوى الاعتراض من التوحد في إطار مشترك ينظم الأمور في سياق وطني متقارب. بعد تصاعد التيار الإسلامي وفوزه بالحكم والرئاسة بدأنا نسمع أن الوقت قد حان لتكوين دولة الخلافة الإسلامية؛ وخلق الدولة الإسلامية التي تحكم بشرع الله وتطبقه وتقيم العدل ويسودها الأمن والأمان؛ شعارات رائعة صدقها البسطاء في العديد من دول الربيع العربي وآمنوا بها وانتخبوا على أساسها هذا التيار وأوصلوه للحكم؛ فالدين هو الكلمة السحرية التي استولى بها هؤلاء على قلوب البسطاء وعقولهم، وساعد في ذلك مجموعة من رجال الدين الذين نذروا أنفسهم لتكريس سيطرة هذا التيار مستغلين الدين من أجل تحقيق هذا الأمر.
الخلافة الإسلامية في رأي هؤلاء هي الخلافة الزاهرة، التي سادت في فترة زمنية سابقة، والتي أصبحت تاريخا يدرس إلى أن جاء هذا التيار وبدأ يعيد الكلام عن هذا الأمر دون أن يقدم لنا نظرية محددة المعالم في الحكم والإدارة، فقط اكتفى بمبادئ عامة كأن يقول: إن الحاكمية لله، وإن هذه الدولة ستسود في كل الدول الإسلامية وستلغي الحدود، وأن شرع الله هو المطبق.
هذا كل ما نعرفه عن هذه الدولة التي تستند إلى أفكار أبي الأعلى المودودي وغيرهم من المفكرين؛ أو من قدموا تصوراً ما لبعض القضايا السياسية في القرون الوسطى؛ وانتهى بعدها الفكر الإسلامي إلا من محاولات خجولة للبعض كالكواكبي والأفغاني ومحمد رشيد رضا؛ وفي مرحلة لاحقة حسن البنا وسيد قطب، نظرة واحدة لكل الأسماء التي ذكرت سنرى أن الزمن يتوقف بنا عند أحدثها وهو سيد قطب إلى فترة الستينات وما أدراك ما الستينات ثم انقطاع تام عن محاولة تقديم فكر إسلامي سياسي يمكن أن يعطي بداية حتى للطريق. مشكلة البلدان غير المتجانسة (اختلاط الهويات والعصبيات الضيقة) تكمن في انها لا تساعد على تقارب الصورة واختيار الشعار المناسب في الوقت المناسب. وهذا الانكسار على أرض الواقع يمنع التوحد في التوجهات ويشجع على تلوين شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» وتعديله ميدانياً فيصبح «القبيلة تريد إسقاط النظام» أو العشيرة أو المنطقة أو الجهة أو «الطائفة تريد اسقاط النظام».الانشطار الأهلي يرسم في منعطفاته الساخنة خريطة طريق مخيفة في تدني مستوى خطابها السياسي، ويعطي فرصة للسلطة للتراجع وتعديل خطابها وإعادة ترتيب مواقعها ووظائفها اعتماداً على قاعدة التنوع وشبكة التعدد وانقساماته المتوارثة. احتمال انشطار قوى الاعتراض لا يحصل إجمالاً في البلدان المتجانسة أو المتقاربة في تشكيلها وتكوينها وإنما يتكرر عادة في تلك المساحات التي تتركز في تضاريسها الطبيعية ثقافة العزلة وما تنتجه من خطاب سياسي غير قادر على التكيف مع المتغيرات ولا يستطيع التأقلم مع المتحولات وما تتطلبه من حساسية تدرك معنى اللحظة المناسبة في الوقت المناسب. فالتبعثر في الهويات واختلاط العصبيات يؤخران التوافق على هيئة البديل ومشروع التعديل وخطوات قوى المعارضة وتوجهاتها السياسية. شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» يختلف في مضمونة بين بلد عربي وآخر بحسب طبيعة الأنظمة ومدى اقترابها أو ابتعادها عن الناس، كذلك يتلون في تموجاته الأهلية بحسب مدى تجانس الجماعة وتقاربها ومستوى نجاحها في صوغ خطاب سياسي متقدم في قدرته على استشعار معاني المتغيرات في المحيط الإقليمي والفضاء الدولي “الشعارات” بلاء هذا الوطن، “الشعارات” هي من سوف يهدم الوطن، “الشعارات” هي سلاح الأغبياء واللصوص وضيقي الفهم والمتسلقين ومن لا يملك أي تصور لأي مفهوم حضاري أو حتى مدني سليم للحراك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، أقول هي سلاح هؤلاء للوصول إلى قمة هرم ما ليتربعوا على مقدرات ومستقبل مجموع لم يبالي أن يسأل عن مضمون شعاراتهم.
من ذكرتهم قدموا اجتهادات وأفكار في قضايا محددة، لكن هل قدموا نظرية كاملة متكاملة لكيفية قيام الدولة الإسلامية العصرية التي تقوم على فكر يشخص واقع هذا العصر؟ ويستجيب لتحدياته ومشاكله؟ وظروفه للأسف لا، النظريات الصالحة للتطبيق تولد من رحم مجتمع وزمان ما فتكون معبرة عنه، وخير دليل على ذلك ما نراه من تطور في الفكر السياسي الغربي الذي يتمتع بقدرة عالية على تجديد دمائه وأفكاره، وبالتالي يطور في نفسه، لنأخذ مثالا على مفهوم الديمقراطية ونرى كم الدراسات والنظريات التي تفرعت عن هذه الفكرة، بل إننا سنجد أن الديمقراطية الليبرالية، وهي الأساس المقدس لكل النظم السياسية الغربية، قد تعرضت للنقد ومحاولات التطوير، وبدأنا نسمع أنها تحتاج إلى تعديلات تتناسب مع طبيعة التغيرات الناشئة في المجتمعات الأوربية وظهرت أنواع أخرى من الديمقراطيات ولعل أهمها الديمقراطية التوافقية وديمقراطية التعددية الثقافية.
يقول البعض: إن القرآن احتوى على المبادئ العامة لمثل هذه الدولة، حسنا تقولون المبادئ العامة، ولكن كيف ترجم المفكرون والمفسرون هذه المبادئ وحولوها إلى أسس لدولة عصرية. فمبدأ الشورى على سبيل المثال الذي يوازي الديمقراطية كيف يمكن أن نطبقه ؟من هم أهل الشورى ومن هم أعضاؤها وكيف يتولون هذه المناصب ؟وهل الشورى ملزمة بمعنى أن ما يتفق عليه واجب التطبيق أم أن للحاكم الاختيار والمفاضلة؟
للأسف الشديد فإن مفهوم الخلافة الإسلامية والدولة الإسلامية والحكم الإسلامي هي شعارات فضفاضة؛ لا معنى لها ما لم تكن قائمة على أساس نظري متفق عليه إسلاميا من جميع المذاهب. فهل هذا ممكن الحدوث أيضا؟ الدول الإسلامية الحديثة مختلفة في المذاهب الرئيسية، وفي داخل كل مذهب هناك اختلافات واختلافات لا يمكن تجاهل وجودها، وتصل إلى أن بعض الأمور حلال لدى مذهب ومحرمة لدى مذهب أخر، فكيف سنوفق بين كل هذه التعارضات والاختلافات الشديدة التي تصل إلى تكفير الآخر وإخراجه من الملة والدين؟
كيف سنقيم دولة أو خلافة دون أن يكون لها سند فكري نابع من ظروف هذا الزمان وقابل للتطبيق والتنفيذ؟ للأسف كل ما سبق لا يفكر به أحد ويكتفون بالشعارات دولة الخلافة، دولة الإسلام، تطبيق شرع الله، وكل تلك الشعارات، ولكن عندما تطالبهم أن يقدموا توضيحا مقنعا للفكرة يرجعونك إلى مفكري العصور الوسطى، وأوائل ومنتصف القرن الماضي، والتي مع احترامي لها عفا عليها الدهر، وكانت وليدة لظروف وزمان مفكريها ولا تصلح الآن للتطبيق.
يا سادة يا كرام ارحمونا، فما نحن فيه لا يحتمل المزايدات، وإن كنتم حقاً تطمحون إلى تحقيق شرع الله فشرع الله واضح أن الحكم للأصلح وللأقدر على إدارة شؤون الحكم، المنصب مسؤولية يحاسب الله عليها، وليست غنيمة تنتهب!
ما نحن فيه الآن يحتاج إلى الحكم العادل والرشيد ومخافة الله في الشعب والبلاد، ولا يحتاج بكل تأكيد إلى شعارات وأحلام وهمية لا يمكن بأي حال أن تطبق لا الزمان يسمح بها ولا المجتمع الدولي يقبل بها، علينا الآن أن نواجه التحدي الأكبر الناتج عن مثل هذه الأفكار والأحلام المستحيلة وهو الحفاظ على وحدة دولنا وعدم تفتتها وتجزئتها، علينا السعي إلى تحقيق تقدم هذه المجتمعات بالفعل لا بالقول، وأن والعمل على إقرار حقوق الإنسان، واحترام إنسانيته.
مشكلة شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» تتمظهر في البلدان غير المتجانسة في تكوينها الأهلي، لأن مصدر الاحتجاج أو الانتفاض ينحصر في منطقة أو قبيلة أو جهة أو طائفة أو مذهب ما يعطي الانقسام صورة مشوشة في خطابه السياسي ويعطل إمكانات تطوير الوحدة المفترضة تحت عنوان مشترك. فالتشرذم يعرقل التوصل إلى تأسيس خطاب واضح وغير فضفاض في أهدافه.
--
كاتب المقال
دكتور في الحقوق و خبيرفي القانون العام
ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية
عضو والخبير بالمعهد العربي الاوروبي للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية

0 تعليقات:
إرسال تعليق